تعرضت أبناك ومؤسسات مالية مغربية على غرار عدد من الدول إلى هجمات من طرف عصابة دولية متخصصة في الجرائم الإلكترونيةّ، والتي تمكنت من اختلاس حوالي مليار دولار في مدة سنتين، وذلك حسب ما كشفته شركة « كاسبرسكي» الروسية المتخصصة في الأمن الإلكتروني. وذكرت الشركة الروسية أن عمليات الاختلاس والنطاق الجغرافي الواسع الذي تمت فيه، تؤشر على تطور غير مسبوق في مجال الجرائم الإلكترونية مما يعرض مصالح العديد من البلدان للخطر. وأضافت الشركة أن هذه العصابة التي تدعى « كارباناك» تتكون من «هاكرز» ينتمون إلى روسياوأوكرانيا ودول أوروبية أخرى بالإضافة إلى الصين، وأنها على امتداد سنتين استهدفت حوالي 100 مؤسسة بنكية في 30 دولة، ووصل الأمر إلى اختلاس ما مقداره 10 ملايين دولار في عملية واحدة. وبالإضافة إلى المغرب، استهدفت هذه العصابة أبناكا في دول عبر مختلف بقاع العالم، ومن بينها روسيا، الولاياتالمتحدة، ألمانيا، الصين، أوكرانيا، فرنسا، إسبانيا، البرازيل، أستراليا وغيرها. ومن بين الأساليب التي كانت تلجأ إليها هذه العصابة، التسلل إلى حسابات شخصية لزبون معين، فإذا كان يملك في حسابه مبلغ ألف دولار، يتم إضافة صفر ليصبح حسابه متوفرا على مبلع عشرة آلاف دولار، ثم تقوم في خطوة ثانية بتحويل مبلغ تسعة آلاف دولار إلى حساب لأحد أعضاء العصابة، دون أن ينتبه الزبون إلى العملية، وتقع الخسارة على عاتق البنك. وفي تعليقه على الموضوع قال سانجاي فرماي، مدير مركز جرائم الأنترنيت بالأنتربول أن هذه الهجمات تؤكد أن المجرمين يستغلون أي نقطة ضعف في الأنظمة الإلكترونية لمهاجمتها، مضيفا أنه لا يوجد قطاع أو جهة في منأى عن هذه الهجمات وهو ما يتطلب تقوية أنظمتها الدفاعية للحفاظ على مصالحها، وأوضح فرماي أن الأنتربول يعمل بتنسيق مع شركة كاسبرسكي مع المؤسسات العمومية والخاصة لحمايتها من هذه المخاطر. وكانت شركة « كاسبرسكي» قد كشفت عن وجود فيروس زرعته المخابرات الإسبانية في هواتف وحواسيب العديد من المسؤولين المغاربة ومكنها من التجسس على المغرب طيلة سبع سنوات، كما كشفت نفس الشركة عن عملية تجسس إلكتروني أخرى أطلق عليها اسم «إيكواسيون غروب»، استهدفت مؤسسات حكومية مغربية وتمثيليات دبلوماسية، على غرار دول أخرى استهدفتها هذه العملية.