يسود تخوف كبير في الأوساط المهنية بقطاع السياحة بمراكش من انعكاسات تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) على النشاط السياحي بالمدينة الحمراء وتأثيره على الأسواق التقليدية التي تشكل المغذي الرئيسي للقطاع، وخاصة منها السوق الإيطالية والفرنسية والإسبانية والألمانية. ويؤكد المهنيون أن نسبة الإلغاءات التي سجلت بمؤسسات الإيواء الفندقي لم تبلغ درجة خطيرة لحد الآن، ولم تصل إلى مستوى الأزمات السابقة التي عرفها القطاع في سنة 1992 جراء انعكاسات حرب الخليج الثانية، أو 2001 جراء أحداث 11 شتنبر، أو 2003 نتيجة الاعتداء الإرهابي 16 ماي بالدار البيضاء، أو 2008 جراء الأزمة المالية العالمية، أو 2011 جراء عملية مقهى أركانة بجامع الفنا. إلا أن التخوف يظل قائما بفعل انكماش الاقتصاد العالمي وتأثيره على القدرات الاستهلاكية وعلى الاستعداد للسفر للسياح الأجانب وخاصة بالدول الأوروبية. ويعتبر المهنيون أن موعد 3 أبريل القادم سيكون حاسما لتحديد مدى تأثير انتشار فيروس كورونا على النشاط السياحي بمراكش، وذلك لكونه يشكل بداية العطلة المدرسية بعدد من الدول الأوروبية ويشكل في العادة ذروة الإقبال على المدينة الحمراء. ويعتبرون أن الموعد سيكون إما استمرارا للنشاط العادي، وإما مؤشرا على كارثة حقيقية، ويربطون ذلك بدرجة محاصرة الفيروس وتراجعه، والقرارات التي تتخذها الحكومات بالدول المصدرة وتأثيرها على حركة النقل الجوي. ويترقب بعض الخبراء أن يفقد القطاع السياحي جراء انعكاسات انتشار فيروس كورونا أزيد من 50 ألف ليلة سياحية، الشيء الذي قد يؤدي إلى انعكاسات اقتصادية واجتماعية قد تدخل القطاعات المرتبطة بالسياحة في أزمة قد تطول لأسابيع. علما بأنهم يتوقعون حتى في حال وقوع أزمة، أن يستعيد القطاع عافيته خلال ماي ويونيو القادمين. ويؤكد عدد من المهنيين أن النسبة الأكبر من الإلغاءات التي سجلت مرتبطة في أغلبها بإلغاء عدد من المؤتمرات والتظاهرات التي كان مقررا أن تحتضنها مراكش خلال شهر مارس الجاري. ويعتبر المهنيون أن أكبر حماية للقطاع من انعكاسات انتشار الفيروس المستجد، هي تشديد المراقبة وتقوية فعاليتها ببوابة الدخول إلى التراب الوطني كالمطارات والموانئ. وحددت المنظمة العالمية للسياحة في بلاغ لها نسبة التراجع المتوقعة بالقطاع السياحي العالمي بسبب تفشي فيروس كورونا مابين 1 و 3 بالمئة بخسارة مالية تتراوح مابين 30 إلى 50 مليون دولار أمريكي، محددة بلدان شرق آسيا والمحيط الهادئ كأكبر المتضررين حيث تتوقع منظمة السياحة العالمية أن تصل نسبة التراجع فيها إلى 12 بالمئة. ومعلوم أن المصالح الصحية بمراكش قد سجلت أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا بالمدينة الحمراء. ويتعلق الأمر بسائح فرنسي وصل إلى مراكش يوم السبت 7 مارس الجاري وأقام بأحد الفنادق المصنفة الشهيرة بالحي الشتوي، قبل أن تظهر عليه أعراض المرض لينقل إلى المستشفى حيث تم تشخيص حالته وإخضاعه للتحاليل التي أكدت إصابته.