حققت كرة القدم الوطنية في نهاية الأسبوع الماضي إنجازا غير مسبوق في تاريخ كرة القدم الإفريقية، حيث لم يسبق أن تأهلت أربعة فرق من بلد واحد إلى نصف نهائي مسابقتي دوري الأبطال وكأس الكاف. ويؤكد هذا الإنجاز العودة القوية للكرة المغربية إلى الساحة القارية، حيث أنه لم يسبق أن تأهل فريقان مغربيان إلى نصف نهائي دوري الأبطال، وهو ما تحقق هذه السنة بفضل تألق قطبي كرة القدم البيضاوية، الرجاء والوداد، اللذين سيكونان مطلع شهر ماي المقبل في مواجهة مثيرة وساخنة مع قطبيى الكرة المصرية، الزمالك والأهلي. وجاء تأهل الوداد لنصف نهاية عصبة الأبطال على حساب النجم الساحلي التونسي، رغم هزيمته (1 – 0)، مساء السبت، في ملعب رادس بتونس العاصمة، في إياب ربع نهائي المسابقة، علما بأنه كان قد فاز ذهابا بمركب محمد الخامس بهدفين دون مقابل، ليضرب موعدا مع الأهلي المصري، الذي أقصى نادي صن داونز الجنوب إفريقي. أما الرجاء، فقد حجز تأشيرته إلى المربع الذهبي، رغم هزيمته هو الآخر بهدف واحد، أمام تي بي مازيمبي الكونغولي في لوبومباشي، بفضل تفوقه عليه ذهابا بالدار البيضاء بهدفين دون مقابل، لينازل في نصف النهاية الزمالك المصري، الذي أطاح بالترجي التونسي حامل لقب الدورتين السابقتين (2018 و2019). وبلغة الأرقام فإن الأندية الأربعة، أطراف نصف النهاية، توجت بدوري الأبطال في نسختيه القديمة والحديثة 18 مرة، منها 8 ألقاب للأهلي المصري، نادي القرن في إفريقيا، و5 للزمالك، و3 للرجاء و2 للوداد. وأحرزت الأندية المصرية 14 لقبا، 8 للأهلي و5 للزمالك و1 للإسماعيلي، بينما نالت الأندية المغربية 6 ألقاب، 3 للرجاء و2 للوداد و1 للجيش الملكي. وهي المرة الأولى في تاريخ الكؤوس الإفريقية يجمع المربع الذهبي لمسابقة عصبة أبطال إفريقيا (كأس الأندية الإفريقية البطلة سابقا) بين قطبي الكرة المغربية والمصرية، ويتعلق الأمر بالوداد والرجاء البيضاويين والأهلي والزمالك. وعلى مستوى كأس الاتحاد الإفريقي، سيشهد الدور نصف النهائي، مواجهة مغربية خالصة بين نهضة بركان، وصيف بطل الموسم الماضية، وحسنية أكادير، وهي سابقة في تاريخ كرة القدم المغربية، بعدما حسما تأهلهما الى المربع الذهبي، على حساب المصري البورسعيدي والنصر الليبي على التوالي. وتقام مباراة الذهاب في 3 مايو في بركان، والإياب في 10 منه في أكادير، على أن تلعب المباراة النهائية في 24 ماي. وبناء على هذا المعطى، سيكون المغرب حاضر رسميا في اللقاء النهائي للمرة الثالثة على التوالي، ليصبح ثالث بلد إفريقي يخوض هذا العدد من النهائيات المتتالية في مسابقة كأس الكاف منذ انطلاقتها سنة 2004، بعدما سبق أن تحقق مع تونس والكونغو الديمقراطية. كما أنها المرة السابعة التي ستلعب فيها الكرة المغربية النهائي القاري، بعد الرجاء البيضاوي (مرتين) والجيش الملكي والكوكب المراكشي والمغرب الفاسي والفتح الرباطي ونهضة بركان. يذكر أن نهاية كأس عصبة أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية الإفريقية ستجري لأول مرة في مباراة واحدة فاصلة. وقد أن ثلاثة ملاعب مرشحة لاحتضان المباراة النهائية لعصبة الأبطال، وهي مركب محمد الخامس بالدار البيضاء وملعبي رادس بتونس العاصمة وجابوما بدوالا بالكاميرون، علما بأن مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط هو المرشح الوحيد لاستضافة نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية.