لكل دولة من دول العالم نشيدها الوطني بكل تأكيد. فهو النشيد الأكثر شيوعا وتداولا. وهو النشيد الذي يرافق الاستقبالات الرسمية والبرتوكولات المتعلقة باستضافة الشخصيات الأجنبية، ومختلف التظاهرات الفنية والرياضية. قراءة موسيقية تظهر أنها حميدة لنشيدنا الوطني، بعد المبادرة التي أقدمت عليها مؤخرا وزارة التربية الوطنية الني تنص على أداء النشيد الوطني المغربي من طرف تلامذتنا داخل المؤسسات الوطنية. فجل "الأناشيد الوطنية" ولدت خلال القرن التاسع عشر، خصوصا عندما كانت الشعوب تخوض ثوراتها ضد الاستعمار، وجل هذه الأناشيد تتأسس على إيقاع ثنائي ذي زمنين، ويسمى إيقاع "المارش" وهو إيقاع السير العسكري. ماعدا النشيد الوطني الياباني والأسترالي المقتبسان من الموسيقى الفولكلورية. وكل الأناشيد الوطنية خالية من المقامات الشرقية-العربية ذات ثلاثة أرباع البعد. هذا، بالطبع حتى يتسنى عزفها دون صعوبة تذكر من طرف الأجواق العسكرية المنتمية لمختلف أقطار العالم. النشيد الوطني المغربي لُحِّن خلال فترة الحماية سنة 1914م تحت اسم "السلام الملكي". وبعد الاستقلال أصبح يحمل اسم النشيد الوطني المغربي رسميا. وبمناسبة مشاركة الفريق الوطني المغربي لكرة القدم خلال كأس العالم 70 بالمكسيك، فرضت اللجنة المنظمة للمونديال على كل الدول المشاركة الإدلاء بالمدونات الموسيقية لنشيدها وكلماته. وهكذا فتح المجال للشعراء المغاربة للتباري حول نظم كلمات النشيد الوطني الذي كان جاهزا كمعزوفة آلية، وتوفق الشاعر المقتدر علي الصقلي في هذه المباراة. ومن الناحية الميلودية يحتوي النشيد المغربي على 32 حقلا موسيقيا، ودليل وزنه 4/2، ومقامه نغمة "فا" الصغير. بعض الأحزاب السياسية بمختلف الدول لها أناشيد تفتتح بها انتماءاتها وتظاهراتها وجموعها التنظيمية. وهكذا، فحزب الاستقلال اختار سنة 1946م نشيده الذي يحمل اسم "مغربنا وطننا روحي فداه"، وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سار على هذا النهج، بتبني نشيد "اتحادي اتحادي، نحن ثورة على الأعادي" المقتبس لحنيا من النشيد المشهور "بلادي بلادي، نحن ثورة على الأعادي" والمعروف بمختلف أقطار العالم العربي. ويظل "العلم" و "شعار الدولة" و "النشيد الوطني" من ثوابت ومقدسات الأمة، فهي تعكس الكيان والوطنية والوحدة. ** ناقد وباحث موسيقي