يعبر النشيد الوطني لأي شعب أو بلد أو عن الشعور الهوياتي الجماعي وعن مجموعة من القيم الإنسانية الكونية. ونجد كلمات ومضامين الأناشيد الوطنية للشعوب متشابهة بشكل مدهش رغم وجود شعوب ومجتمعات موغلة في المحافظة والإنغلاق وأخرى موغلة في التحرر والإنفتاح والتقدم. وفي جميع الأناشيد تقريبا تطفو وتبرز كلمات "الحرية" و"المساواة" و"العدالة" و"الوطنية" و"المجد" و"الكرامة" و"التقدم". ويرجع تشابه مضامين الأناشيد الوطنية بين الشعوب إلى تطابق الحالة الإنسانية ووجود وعي إنساني كوني بالحرية والمساواة والعدالة والكرامة والبحث عن الحقيقة، يشترك فيه كل البشر رغم اختلافاتهم الثقافية. التعدد اللغوي في الأناشيد الوطنية عبر بلدان العالم: تملك كندا ثلاثة أناشيد وطنية باللغات الإنجليزية والفرنسية ولغة Inuktitut (واحدة من اللغات الأصلية الحية في كندا). هذه الأناشيد الثلاثة مختلفة قليلا في المعنى ولكنها متطابقة في الوزن الشعري مما يجعلها قابلة للإنشاد مع نفس الموسيقى الرسمية. ويتكون النشيد الرسمي لجنوب أفريقيا من خمس فقرات قصيرة موزعة على خمس لغات وهي: الخوسا، الزولو، السيسوثو، الأفريكانس (هولندية جنوب أفريقيا)، والإنجليزية. ويتم إنشاد الفقرات الخمس في نشيد واحد في كل المناسبات الرياضية والوطنية وغيرها. أما بلجيكا فتملك نشيدا وطنيا بثلاث ترجمات، بلغاتها الرسمية الثلاث: الهولندية والفرنسية والألمانية. ونفس الشيء ينطبق على سويسرا التي تملك نشيدها الوطني مترجما بلغاتها الأربع الرسمية: الألمانية والفرنسية والإيطالية والرومانتش. وفي أيرلندا تم اعتماد النشيد الوطني الأيرلندي رسميا من طرف الجمهورية الأيرلندية باللغتين الرسميتين: الأيرلندية والإنجليزية. وتملك نيوزيلاندا نشيدها الوطني بلغتيها الرسميتين: الإنجليزية وال Māori. ويتم إنشاد الفقرة الأولى من النسخة الماورية متبوعة بالفقرة الأولى من النسخة الإنجليزية في كل المناسبات الرياضية والرسمية النيوزيلاندية. أصل النشيد الوطني المغربي والحيثيات التاريخية: قبل أن أقترح ترجمة حرفية للنشيد الوطني المغربي إلى الأمازيغية، لا بأس من إيراد نبذة مختصرة عن تاريخ هذا النشيد الوطني والظروف التاريخية المصاحبة لظهوره. لم تكن مملكة مراكش تملك نشيدا وطنيا بالمعنى الحديث للكلمة، رغم أن الأناشيد الوطنية كانت موجودة منذ القرن ال19 لدى بعض البلدان الأوروبية واليابان. إلا أنه كانت هناك أناشيد أمازيغية حربية مستخدمة منذ قرون من طرف جيوش الإمبراطوريات الأمازيغية (خصوصا الموحدين والمرينيين) لبث الحماس في الجنود. وتسمى تلك الأناشيد والشعارات الحماسية الحربية الأمازيغية ب Taẓugayt (تاژوگايت) وذكرها ابن خلدون في مؤلفاته. دخل الإستعمار الفرنسي الإسباني عام 1912 وقام ببناء هيكل دولة مركزية جديدة تساعده على استغلال الثروات، وأدخل بعض التغييرات الشكلية والعملية كالإسم الرسمي للدولة والراية والتقطيعات الإدارية والمناصب الرسمية وغيرها. بجانب ذلك، حرص الإستعمار على عدم المس بالتقاليد المخزنية والأعراف المجتمعية التي لا تتعارض مع أهدافه. ومن بين التغييرات الشكلية الذي دشنها الإستعمار هناك اسم الدولة الذي غيره من الإسم المخزني الرسمي المعروف "الإيالة الشريفة" إلى اسم جديد هو "الدولة المغربية الشريفة المحمية"، وبالفرنسية: Protectorat de la République française au Maroc. وبعد 1956 تحول اسم الدولة إلى "المملكة المغربية" Royaume du Maroc لأول مرة. ومن المعروف أن الدولة العلوية كانت معروفة لدى الفرنسيين قرونا قبل 1912 ب "إمبراطورية مراكش" L'Empire de Maroc (وليس L'Empire du Maroc) أي أن الدولة كانت منسوبة إلى مدينة مراكش، كما هو الحال مع الجزائر وتونس. وكانت "مدينة مراكش" معروفة لدى الأوروبيين في القرون الوسطى ب The city of Morocco أو La ville de Maroc حسب ما نجده في المؤلفات الأوروبية التي تعود إلى القرون الوسطى. أما العرب فكانوا كثيرا ما يطلقون اسم "سلطان مراكش" أو "سلطان فاس" على السلاطين العلويين والمرينيين والموحدين وغيرهم. قام الإستعمار الفرنسي بتحويل لقب "السلطان" إلى "الملك". وحول العاصمة من فاس إلى الرباط. وصمم المقيم العام Hubert Lyautey راية جديدة حمراء وضع عليها النجمة الخماسية لأول مرة (لم تكن متداولة بالمغرب من قبل)، وأصبحت راية رسمية جديدة عام 1915 بظهير شريف صدر يوم 25 نونبر 1915 ونشر في الجريدة الرسمية عدد 135 الصادرة يوم 29 نونبر 1915. وقبل ذلك كان العَلَم المخزني الأحمر يحمل في الغالب النجمة السداسية المعروفة بخاتم سليمان. وبعد كل هذه "الإنجازات" قرر المقيم العام Hubert Lyautey أنه يجب إعداد موسيقى "السلام الملكي" الرسمية لتعزف في المراسيم والإستعراضات. فتم تأليفها من طرف القبطان الفرنسي Léo Morgan وهي نفس موسيقى النشيد الوطني اليوم. بعد الإستقلال بقيت موسيقى "السلام الملكي" كما كانت عليه في عهد الإستعمار بدون كلمات. وفي عام 1969 اختار الحسن الثاني نشيدا ألفه الشاعر المغربي علي الصقلي الحسيني. وتم اعتماده نشيدا وطنيا رسميا من طرف الحسن الثاني عام 1970 لتمثيل المغرب لأول مرة في منافسات كأس العالم لكرة القدم بالمكسيك. النشيد الوطني المغربي مترجما إلى اللغة الأمازيغية: مَنبتَ الأحرار asamɣay n imaziɣen مَشرقَ الأنوار agmuḍ n ifawen منتدى السؤددِ وحِماه asagraw n timmuɣra d wamur nnes دُمتَ منتداه وحماه a teqqimed d agraw d amur nnes عِشتَ في الأوطان teddred di tmura للعلى عنوان d izwel i tanaya مِلءَ كل جَنَان d akettur n wulawen ذِكرى كل لسان d abeddur n yilsawen بالروح s iman nnes بالجسدِ s tafekka nnes هبَّ فتاك yenker warraw nnek لبّى نِداك yessidmer awal nnek في فمي وفي دمي deg imi inu d idammen هواكَ ثارَ نور ونار tayri nnek tenker s wafaw d wafa إخوتي هيّا aytma inu d istma للعلى سعيا uyurt ɣer tanaya نُشهِدِ الدنيا ad nessken i umaḍal a أنّا هنا نحيا is nekni nettedder da بشعار s taẓugayt الله Akuc الوطن Amur المَلِك Agellid