في إطار الأنشطة الثقافية بالمعرض الدولي للكتاب قدم محمد الأشعري روايته الجديدة "علبة الأسماء"،( المركز الثقافي العربي، 2014)، في قاعة "حيفا"، مساء السبت 13 فبراير الجاري. وقد قدم وحاور الروائي والرواية عبد الكريم جويطي، الذي قدم ملاحظات حول الرواية وعالمها الحافل بقضايا عديدة. ومن بين ما جاء في التقديم أن الأشعري أحد أبرز الكتاب المغاربة في جنسي الشعر والرواية. وان روايته "علبة الأسماء" كانت غحدى العلامات البارزة في الرواية المغربية في السنة الماضية. واعتبر أن كتابة رواية بعد تتويج "القوس والفراشة" بجائزة بوكر هو رهان صعب. فقد أصبح للأشعري، بعد الجائزة، عدد كبير من القراء، وترجم إل عدة لغات. إذن، فكتابة رواية بعد نص تم تتويجه سابقا يتطلب مجهودا سابقا، إذ أن السؤال الذي سيرهق الكاتب هو: هل سأتجاوز النص السابق؟ فتوجه جويطي بالسؤال للأشعري: ما العلاقة بين "القوس والفراشة" و"علبة الأسماء"، هل هي علاقة تجاوز؟ هل الأمر يتعلق باكتشاف أرض أخرى؟ ليجيب الأشعري أن "القوس والفراشة" بنيت على رواية سابقة عنها هي "جنوب الروح" من حيث المرجعية المكانية. وأنه بعد الانتهاء من "القوس والفراشة" خلق أنفق انتظار عند القراء الذين تساءلوا: هل سيعيد الروائي الحفر في وليلي وزرهون؟ لكنه حين بدأ في الكتابة أدرك أن ذلك سيشوش على الكتابة بصفة عامة، فكان عليه التجريب في أراض أخرى. وبذلك أخرج القارئ من انتظاراته إلى أشياء لا علاقة لها بما كان ينتظره. وفي موضوع الأسلوب قال الأشعري إنه وفي لأسلوبه في الكتابة، ولكنه مؤمن بأن تجريب أصوات مختلفة، وطرق لاأبواب جديدة سيكون له دور في تطوير تجربته. وعن بناء الرواية ومعمارها قال إن "علبة الأسماء" مبنية على تعدد الشخصيات. أما الموضوع فهو فترة ما بعد رحيل الحسن الثاني، ليس بمنطق المؤرخ أو عالم الاجتماع ولكن بمنطق الكاتب المبدع. وعن ملاحظة أن الرواية هي رواية الرباط، قال الأشعري إنها رواية في حب الرباط، التي جاء إليها طالبا في كلية الحقوق. وما قرأه عن الرباط يعود إلى كتابات تاريخية وسياسية، لكن الإبداع الروائي لم يحتفل بها كثيرا. فما يخلد المدن هي الكتابات التخييلية والأعمال الفنية. ونفش الشيء ينسحب على باقي المدن المغربية التي شتتتها وجزأتها سياسة التقييم الهيكلي التي كانت تحمل هما أمنيا بحثا. فالدار البيضاء مقسمة إلى خمس عمالات و36 جماعة حضرية، وذلك شبيه بإدخالها في القمقم والسيطرة عليها أمنيا. وبذلك فوّت المغرب فرصا كثيرة في تحديث نفسه من خلال تحديث مدنه. فالمدن الحديثة هي خالقة الفن والأدب والديموقراطية. وما نشهده اليوم هو ترييف المدن. كما أن الرباط نموذج للقتل التدريجي للبعد الأندلسي الخالد.