في إطار متابعتها لتفاعلات ملف الحسابات المصرفية الأجنبية المفتوحة لدى الفرع السويسري لمصرف «اتش إس بي سي»، كشفت يومية «لوموند» الباريسية في عددها الصادر أول أمس الأربعاء أن العديد من ممولي تنظيم القاعدة كانوا يتوفرون على حسابات بنكية لدى المؤسسة المذكورة. وحسب الجريدة، فإن القوات الخاصة البوسنية اكتشفت، وهي تقتحم في سنة 2002 مقر مؤسسة غامضة في سراييفو، أسلحة ومتفجرات وقرصا صلبا ذا مضمون لا يخلو من أهمية. لقد كان القرص المذكور يتضمن عدة ملفات، أحدها باللغة العربية، يحمل عنوان «تاريخ بن لادن» ويشتمل على عدة نصوص مصورة بتقنية المسح ومكتوبة بخط يد زعيم القاعدة الراحل نفسه. كما كان الملف يتضمن لائحة مكونة من عشرين اسما، سيكشف عضو سابق في التنظيم لاحقا أنهم أهم ممولي المنظمة. وإذا كان أسامة بن لادن قد أطلق على المذكورين في اللائحة تلك سمة «السلسلة الذهبية»، فإن العديد منهم، وهم من جنسية سعودية، كانوا يتوفرون على حسابات بنكية لدى الفرع السويسري لمصرف «اتش إس بي سي» الواقع مقره المركزي في جنيف، وهو المعطى الذي كشفته الوثائق التي حصلت عليها «لوموند» وأنجزت من خلالها تحقيقها حول «سويس ليكس». وكشفت اليومية الباريسية، ارتباطا بالموضوع، أن اسم أمير سعودي سبق له حماية زعيم القاعدة موجود ضمن زبناء الفرع المصرفي السويسري، بالإضافة إلى اسم أمير آخر كانت زوجته قد أرسلت أموالا إلى أحد مرتكبي هجمات 11 شتنبر الإرهابية، وأمين منظمة كانت واجهة لتنظيم أسامة بن لادن، وشخص تعرض مصنعه إلى التدمير من طرف الطيران الأمريكي بسبب الاشتباه في صنعه لأسلحة كيماوية. وتقول «لوموند» إنه رغم المعلومات المتوفرة حول الأشخاص الذاتيين والمعنويين الذين وردت أسماءهم في تلك اللائحة، ورغم ما نشرته الصحافة حولهم، فإن الفرع السويسري لمصرف «اتش إس بي سي» لم يضع حدا لمعاملاته البنكية مع زبنائه السعوديين المشتبه في تمويلهم لتنظيم القاعدة. ما أدى إلى وجود أسماء بعض أعضاء «السلسلة الذهبية»، سنوات بعد اكتشاف اللائحة، ضمن لوائح زبناء الفرع المصرفي. علما أن مسؤولي المصرف كانوا يعرفون جيدا أسماء المشتبه فيهم المعنيين وفق تقرير إحدى لجن مجلس الشيوخ الأمريكي أنجز عقب اكتشاف لائحة سراييفو. وحسب «لوموند»دائما، فالمقاول السعودي عبد الهادي ت. كان يتوفر على حساب في مصرف جنيف رغم ورود اسمه في لائحة «السلسلة الذهبية». لقد فتح الرجل على الأقل حسابا في البنك إياه سنة 2004،كما أن الشركات المرتبطة باسمه كزبون أنجزت بين 2006 و2007 تحويلات تقدر ب 44 مليون دولار. نفس الوضع ينطبق على مقاول سعودي آخر توفي عام 2004 يدعى محمد عبد الله عبد العزيز الج. بلغت قيمة المعاملات المصرفية للشركات المرتبطة باسمه كزبون ما لا يقل عن 150 مليون دولار. كما يوجد من بين زبناء فرع جنيف المصرفي اسم عضو سابق في مجلس إدارة «المنظمة الإسلامية العالمية للإغاثة» التي هي هيئة إنسانية يشتبه في ارتباطها بتنظيم القاعدة. علما أن الرجل، الذي فتح حسابه البنكي لدى الفرع في 2002، قد يكون أيضا من مؤسسي «سانا بيل»، وهي مؤسسة أمريكية تحوم شبهات حول تمويلها للإرهاب.