نظمت عدد من الهيئات المدنية والسياسية والنقابية والحقوقية والنسائية والشبابية والجمعوية، يوم أمس الأحد 9 فبراير الجاري بالرباط، مسيرة وطنية حاشدة ضد "صفقة القرن"، تحت شعار «جميعا من أجل تحرير فلسطين، ضد «صفقة القرن المشؤومة»، الخزي والعار للعملاء والمطبعين «. شارك في هذه المسيرة قادة وزعماء الأحزاب السياسية والمركزيات النقابية، والجمعيات الحقوقية والنسائية والشبيبية التي كانت في مقدمة المسيرة، التي انطلقت من ساحة باب الأحد في الساعة العاشرة والنصف صباحا عبر شارع الحسن الثاني ومرورا بشارع محمد الخامس، وردد المشاركون والمحتجون، خلال مسار المسيرة، شعارات مناوئة للسياسة الأمريكية حيال القضية الفلسطينية، وشعارات منددة بالغطرسة الإسرائيلية الصهيونية وسياسة الاحتلال والاستيطان التي تنهجها الحكومات الإسرائيلية لاغتصاب الأراضي الفلسطينية. كما رفع المشاركون لافتات ولوحات تحمل شعارات ترفض «صفقة القرن» رفضا قاطعا، وتعتبرها صفقة «العار والخيانة»، وتندد بعمليات التطبيع مع العدو الإسرائيلي الغاشم، بالإضافة إلى التعبير عن التضامن اللامشروط مع الشعب الفلسطيني البطل والوقوف إلى جانبه في قضيته العادلة وحقه في دولته المستقلة فلسطين على أراضيه المشروعة وعاصمتها القدس. وفي تصريح للسفير الفلسطينيبالرباط، لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، بهذه المناسبة، أكد أن «الشعب المغربي يخرج اليوم وكما عودنا نحن الفلسطينيين دائما، في عدد من القضايا المرتبطة بالقضية الفلسطينية، من أجل أن يقول لا ل»صفقة القرن»، وليقول كلمته الموحدة في كل ألوان الطيف السياسي، وعلى أن هذا الصفقة ظالمة، وللدفاع عن القدس كعاصمة أبدية لفلسطين، خرجوا للدفاع عن الأقصى عن الحق الفلسطيني والحق العربي والحق الإسلامي والحق الإنساني الأممي والدولي الذي يوقع الظلم عبر هذه الصفقة، على الشعب الفلسطيني واعتقد اليوم أن الشعب المغربي موحد مع الشعب الفلسطيني من أجل القدسوفلسطين». ومن جهتها اعتبرت السعدية بنسهلي، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في تصريح للجريدة، من داخل مقدمة المسيرة، أن القضية الفلسطينية بالنسبة للشعب المغربي قضية مركزية ولا يمكن التغاضي عن مثل هذه المخططات السياسية التي تسعى لهضم حقوق الشعب الفلسطيني، مبرزة في نفس الوقت أن هذه الصفقة مؤامرة وتكالب ضد حق الشعب الفلسطيني في استرجاع أرضه وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وقال عبد الحميد فاتحي، الأمين العام للمركزية النقابية الفيدرالية الديمقراطية للشغل، «نشارك في هذه المسيرة الوطنية ضد هذه المؤامرة الصهيونية الأمريكية على حق تاريخ الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ضدا عن الشرعية الدولية، معتبرا أن هذه المسيرة صرخة من الشعب المغربي العربي الذي آمن دائما بالقضية الفلسطينية واعتبرها قضية جوهرية في رؤيته للقضايا العربية، وهذه المسيرة كذلك صرخة تروم أولا التنديد بهذا المشروع الصهيوني وثانيا توجه نداء للأمم المتحدة والمجتمع الدولي لاحترام الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي ورفع الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وأكد جمال الصباني، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي، أن مشاركة النقابة في هذه المسيرة مشاركة طبيعية إلى جانب كل مكونات الشعب المغربي، خاصة في هذا الظرف الحرج الذي تمر منه القضية الفلسطينية وتشهد فيه هجمة شرسة من طرف الإدارة الأمريكيةالجديدة عبر ما سمي ب»صفقة القرن»، وهي في الحقيقة خدعة من أجل المزيد من اغتصاب الأراضي والحقوق الفلسطينية ضدا عن الشرعية الدولية. وشدد سعيد العزوزي، الكاتب العام لجمعية الشعلة، التي شاركت هي الأخرى بكثافة في هذه المسيرة الوطنية، على أن القضية الفلسطينية قضية مركزية، وبمثابة القضية الوطنية باعتبارها شكلت المحور الأساسي في النضال السياسي الوطني والعربي، وستظل دائما في قلوب شبيبتنا الوطنية والعربية ولا يمكن إلا أن يقدموا الدعم والمساندة اللامشروطة والتضامن الكافي حى ينال الشعب الفلسطيني مراده المتمثل في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. كما شارك في هذه المسيرة الوطنية حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أحد الاطارات الحزبية الداعية لهذه المسيرة، ثم الشبيبة الاتحادية، وعدد من الجمعيات المهنية والتربوية والثقافية والحقوقية، على سبيل المثال لا الحصر جمعية هيئة المحامين والنقابات المهنية لمختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية فضلا عن الجالية الفلسطينية المقيمة بالمغرب. وكانت الهيئات الداعية لهذه المسيرة الوطنية المناهضة ل"صفقة القرن"، قد أعلنت في بلاغ لها أنه تم الاتفاق على إطلاق فعاليات نضالية طيلة هذا الأسبوع كما ناشدت كافة المكونات للانخراط فيها. مشيرة إلى أن هذه المسيرة ستكون منطلقا لبرنامج متواصل، من أجل الإسهام في تحرير فلسطينوالقدس ومواجهة المشروع الصهيونى بكافة تداعياته. واعتبرت الهيئات المنظمة أن هذه المسيرة، رفضا من قبل الشعب المغربي ل "صفقة القرن" و "دعما لخيار المقاومة، و تصديا لكافة أشكال التطبيع، وتعبيرا من الشعب المغربي عن رفضه القاطع والمطلق لما يسمى صفقة القرن، وتنديده بمخطط (ترامب/نتنياهو ) الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية وجعل القدس عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب، والقضاء على المقدسات الإسلامية والمسيحية بفلسطين، والإجهاز على الحقوق الوطنية لأصحاب الأرض الشرعيين في العودة وفي إقامة الدولة الفلسطينية، وذلك بتواطؤ مع بعض الأنظمة العربية العميلة وعلى أساس منطق القوة".