وجه الفريق الاشتراكي أسئلة خصت قطاعات مختلفة في التشغيل والتربية والرياضة والشباب، في الجلسة الشفوية أول امس الثلاثاء 10فبراير 2015 التي أنهيت بموجبها الدورة البرلمانية الحالية. وذكر النائب البرلماني عن دائرة وادي لو محمد الملاحي، باسم الفريق الاشتراكي، وزير التشغيل بمذكرة تقديم قانون المالية التي أشارت إلى تدابير لإنعاش التشغيل خاصة التكفل بالتغطية الاجتماعية وبعقود الإدماج المهني والتي انطلقت في أكتوبر 2011، مسائلا الحكومة عما قامت به في هذا الصدد تنفيذا لالتزاماتها. وفي جوابه عن سؤال الفريق حاول الوزير الابتعاد عن جوهر السؤال الذي يمس قطاعا حساسا في بلادنا، مرتبطا بهموم المواطنين في بناء مستقبلهم واستقرارهم المعيشي ، فالأمر لا يخص الشباب العاطل فقط بل يخص بنية أسروية متكاملة تدخل في دوامة الانتظار غير المحددة في الزمان والمكان نتيجة غياب استراتيجية واضحة في التشغيل لدى حكومة، أكد فيها النائب الاشتراكي محمد الملاحي وبالأرقام والإحصاءات الوطنية والدولية والتنبيهات الموجهة للمغرب من طرف المؤسسات الدولية، والتي تؤشر على غياب الحكومة وعدم اكتراثها بالوضع الحالي في التشغيل وغيره مما جعل نسبة البطالة ترتفع بتزايد مستمر، ينذر بعواقب وخيمة على الوضع في بلادنا والذي أكد فيه الفريق الاشتراكي في تدخلات سابقة أن الحكومة أثقلت الملف الاجتماعي بالزيادات المستمرة في معيش المواطنين الذي طال كذلك كافة الخدمات ، ولم تجعل من انخفاض سعر البترول ولا من أمطار الخير بوابة للتخفيف من هذا الثقل الذي مس الطبقات الفقيرة وضرب الطبقة المتوسطة، وأحدث ارتباكا كبيرا في نفسية المواطن الذي علق الأمل على حكومة دستور 2011. وفي هذا الصدد استحضر النائب الاشتراكي عن دائرة جرادة المختار الراشدي كيف استفاقت ساكنة مدينة جرادة على فاجعة أخرى بوفاة بلوطي بلقاسم ، البالغ من العمر حوالي 39 سنة ، أب لطفلين ،صباح يوم السبت 07-02-2015 في الساعة السابعة والنصف بأحد آبار الموت (الساندريات) بعد أن وقعت عليه صخرة كبيرة إثر انهيار بئر عمقه 30 مترا كان بداخله يستخرج الفحم الحجري ليبيعه بثمن زهيد للمافيا التي استفادت من رخص تسويق واستخراج الفحم، دون أن تكلف نفسها الالتزام بدفتر التحملات الخاص بهذه الرخص ودون تشغيل هؤلاء بطرق قانونية ومنها الحماية الاجتماعية من حوادث الشغل والمرض المهني ،مما أدى إلى وفاته على الفور في حين تمكن زملاؤه من النجاة بأعجوبة، علما بأن ساكنة جرادة نددت أكثر من مرة بأوضاع هذه الشريحة التي تخاطر يوميا بحياتها من أجل لقمة العيش . وأكد المختار الراشدي أن الرابح الأكبر في هذا الوضع المأساوي هو تلك المافيات التي تراكم الأموال على حساب موت وحوادث وأمراض فتاكة تصيب عمالا غير مصرح بهم. وفي غياب تصور منسجم ومتكامل ومتضامن لدى الحكومة الحالية، فإن الوزير أجاب الفريق الاشتراكي انطلاقا من قطاعه وبشكل تقني أكد فيه أن الأمر يخص وزير الطاقة والمعادن في حين أن مسؤولية وزارة التشغيل قائمة، وكان على الوزير على الأقل أن يأخذ سؤال الفريق الاشتراكي بالاعتبار ويذهب إلى زميله في الطاقة والمعادن ليبحثا معا في إطار التضامن عن حلول لشعب يموت في الحفر غير المؤمنة، هروبا من العطالة وبحثا عن قوت يوم من شاي وخبز وفحم وحطب للتدفئة. وساءل النائب الاشتراكي سعيد بعزيز عن دائرة جرسيف وزير التعليم عن الأسباب التي تقف وراء عدم تجديد عقد التدريس مع أساتذة سد الخصاص، مؤكدا أن المشكل مطروح بحدة أمام توقيف هؤلاء الاساتذة البالغ عددهم 2600 على المستوى الوطني ، مما خلف مضاعفات على أوضاعهم المعيشية الهشة وعلى التزاماتهم المتعددة وعلى عملية التدريس في العديد من المناطق التي تشكو من الخصاص في المدرسين. وكان جواب الوزير-الذي لا يستطيع أن يقف من مكانه لإجابة النواب الذين يفعلون نفس الشيء تقليدا واحتراما- صادما حيث تنكر لهؤلاء واعتبرهم غير صالحين لزمن إصلاحاته مع وقف التنفيذ، ضاربا بعرض الحائط كل تضحيات هؤلاء في «سد الخصاص» دون أن يتحمل مسؤوليته في إوضاعهم الاجتماعية التي قال عنها إنها تختفي أمام طموح الوزارة في التجديد، نافيا الكفاءة عن أساتذة سد الخصاص ، مما دفع النائب الاشتراكي سعيد بعزيز الى القول مخاطبا الوزير: « عليك السيد الوزير أن تتحمل مسؤوليته في ذلك». وفي سؤال موجه الى وزير الشباب والرياضة حول واقع التجهيزات الرياضية في اقليم بولمان ، نقل النائب الاشتراكي رشيد حموني عن دائرة بولمان معاناة الإقليم في النقص الكبير في التجهيزات الأساسية الرياضية من ملاعب ومسابح وقاعات رياضية، مما يحرم شباب المنطقة من خدمات اجتماعية أساسية ومن إمكانيات استكمال مسيرتهم الرياضية. وأكد رشيد حموني في هذا الصدد أنه إذا كانت مبادرات جلالة الملك محمد السادس في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية شكلت استدراكا جزئيا لهذا النقص بإعطاء الانطلاقة لبناء قاعة رياضية مغطاة ومسبح بميسور، فإن باقي مدن ومراكز الإقليم تعاني من الحرمان من التجهيزات الرياضية، لأن الملعب البلدي لكرة القدم بميسور الذي بني منذ نهاية السبعينات من القرن الماضي لم يعرف أي إصلاح أساسي على الرغم من توفر المدينة على فريق لكرة القدم. ونقل النائب الاشتراكي تطلع شباب الإقليم لإصلاح الملعب الوحيد، وذلك من أجل إنصاف هذا الاقليم الذي يعاني التهميش الكامل من طرف الحكومة التي ساءلها حموني عن وعودها وعن برنامجها. ولان الوزير المكلف بالقطاع في -انتظار التعديل الحكومي بعد إقالة وزير الشباب والرياضة- لم يحضر فإن الوزير المكلف بالعلاقة مع البرلمان الحبيب الشوباني خبط خَبِْط عشواء ولم يفهم السؤال في بعده التدبيري الحكومي، فالتقط جملة المبادرات الملكية ليلقي الدروس التي يعتقد أنها ستمحي من الأذهان دستور 2011.