لم تعلن لحدّ الساعة وزارة الصحة عن السبب الذي أدى إلى وفاة الأختين، نعيمة وعائشة التي كانت إحداهن تقطن بليساسفة والأخرى مع أهلها بمنطقة الكارة، اللتين كانت "الاتحاد الاشتراكي" سبّاقة إلى تناول موضوعهما إلى جانب إصابة شقيقتهن الثالثة، التي لاتزال تتابع العلاج، وذلك على الرغم من توصل الوزارة الوصية بنتائج التشريح التي حددت سبب الوفاة، وكذا نتائج الفحص والتشخيص الذي خضعت له الشقيقة الثالثة، هذا في الوقت الذي أكدت مصادر "الاتحاد الاشتراكي" على أن الأمر يتعلق بفيروس الأنفلونزا الموسمية من نوع "ب"، الذي ينقسم إلى نوعين "أ" الذي تتعدد فيه التصنيفات، والنوع "ب" وهو سبب وفاة الهالكتين. وزارة الصحة التي لم تعلن عن سبب الوفاة، لم تقم كذلك بالإعلان عن أعداد المصابين بالأنفلونزا الموسمية التي تنتشر وبشكل حاد خاصة في ظل المناخ الذي تعرفه بلادنا هذه الأيام، والذي يتميز باستمرار انخفاض درجات الحرارة، وذلك على الرغم من توفر الوزارة على معطيات وبائية من خلال نظام الرصد الإنذاري الذي يمكّنها من تجميع معطيات حول أعداد الإصابات والوفيات عبر مراكزها الصحية المخصصة لهذه الغاية، حتى يتسنى تحسيس وتوعية أكبر عدد ممكن من المواطنين بسبل الوقاية لتجنب انتقال العدوى وكيفية التعامل معها حين الإصابة، خلافا لما يقع في دول مجاورة كإسبانيا وفرنسا، هاته الأخيرة التي بلغت حالات الإصابة بالأنفلونزا ذروتها، إذ انتقلت في ظرف أسبوعين من 149 حالة إصابة إلى 231 لكل مائة ألف نسمة، وذلك في مّد تصاعدي للداء، في حين وصل الرقم إلى 582 حالة في بعض المناطق في جنوبفرنسا. بدوره معهد باستور المغرب بالدار البيضاء نهج سياسة وزارة الصحة متسلحا هو الآخر بالصمت، مكتفيا بإعلانه عن انطلاق الحملة الموسمية للتلقيح مطلع شهر أكتوبر من السنة الفارطة، إذ وعلى مدى 4 أيام حاولت "الاتحاد الاشتراكي" أن تستقي معطيات رسمية بشأن مآل حملة التلقيح، ومدى الاستجابة والتفاعل معها، وسبل التواصل التي تم اعتمادها للرفع من أعداد الملقحين مع معرفة أعدادهم، وكذا الوضعية الوبائية جغرافيا، إلا أنه وبعد تعدد للإحالات وللاتصالات كان رد سكرتيرة مديرة المعهد البروفيسور المدغري هو: "ما عندي ما ندير ليك"!؟