45 بالمئة من الطلبة لا يحصلون على أي دبلوم التأخر في الحصول على الإجازة يتسبب في إهدار ثلاث ملايير درهم
أرقام مقلقة تلك التي قدمها سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، خلال المحاضرة التي ألقاها في رحاب كلية العلوم السملالية بمراكش، مساء الأربعاء 8 يناير الجاري، في إطار اللقاءات الفكرية التي تنظمها جامعة القاضي عياض. أمزازي أوضح في معرض تحليله لنواقص نظام الإجازة، الذي لم ينكر أهميته وأدواره في مرحلة سابقة في تكوين النخب وتحقيق المغربة، أن أزيد من 16 بالمئة من المسجلين الجدد بالكليات يغادرون الجامعة من السنة الأولى دون أن يجروا أي امتحان، وأن 27 بالمئة من المسجلين الجدد في الشعب العلمية يغادرون الدراسة بالجامعة من دون أن يجتازوا امتحانات الأسدس الأول. وأضاف أمزازي أن 15,3 فقط من الطلبة هم الذين يتمكنون من الحصول على شهادة الإجازة في ثلاث سنوات، وهذا الرقم ينحدر في الشعب العلمية إلى 9 بالمئة فقط، و18 بالمئة في الحقوق، و15 بالمئة في الآداب. وبالمقابل نجد أن 45 بالمئة من الطلبة يقضون خمس سنوات دون الحصول على أي دبلوم، في وضع شاذ، فلا هم في وضعية تكوين ولا في وضعية البحث عن الشغل ولا في وضعية الشغل. كما أن 45 بالمئة من الطلبة يحصلون على الإجازة في أربع سنوات فما فوق، علما أن المعدل الوطني للحصول على الإجازة يتراوح مابين أربع وخمس سنوات. وأوضح أن هذا التأخر له كلفة مالية كبيرة حيث أنه يتسبب في نزيف يصل إلى ثلاثة ملايير درهم. وأرجع وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي هذا التعثر إلى المشاكل البنيوية المرتبطة بنظام الإجازة، وإلى الشرخ اللغوي الذي يتعلق بلغة تدريس العلوم مابين المرحلة الثانوية والجامعية، وإلى غياب منظومة ناجعة للتوجيه. وأوضح أن حوالي 90 بالمئة من الحاصلين على الشهادات الجامعية الذين يصلون إلى سوق الشغل سنويا هم من حاملي الإجازة الأساسية، وحوالي 11 بالمئة من حملة الماستر و 2 بالمئة من الحاصلين على الدكتوراه. في الوقت الذي تبلغ فيه نسبة العطالة في صفوف الحاصلين على الإجازة 20 بالمئة. و من المفارقات التي كشفها التشخيص الذي قدمه سعيد أمزازي، أنه في الوقت الذي تصل نسبة الحاصلين على البكالوريا العلمية 61 بالمئة، فإن هذا الرقم يتقلص في المرحلة الجامعية إلى 15 بالمئة، لأن عددا كبيرا من الطلبة يغادرون الشعب العلمية بسبب مشكل اللغة ليتسجلوا إما في كليات الآداب أو الحقوق. كما أوضح أن كثيرا من الدراسات التي أجريت في الموضوع، بينت أن عددا كبيرا من الطلبة يوجدون في تخصصات جامعية عن طريق الخطأ، وليس اعتمادا على مؤهلات وإمكانيات تسمح لهم بذلك. واعتبر أمزازي أن اعتماد نظام البكالوريوس الذي سيشرع العمل به ابتداء من الموسم الجامعي المقبل، سيمكن من تجاوز هذه النواقص في اتجاه تأهيل أكبر للخريجين للاندماج في سوق الشغل، والانخراط في تنمية النسيج الاقتصادي والاجتماعي، موضحا أن اعتماد هذا النظام الجديد سيمكن من الانفتاح بشكل أكبر على أنظمة التعليم الدولية، خاصة أنظمة الدول الأنجلوسكسونية، التي أبانت عن فعاليتها، حيث أن الدول ذات التجارب الناجحة في التعليم العالي تعتمد البكالوريوس باستثناء فرنسا.