يعيش سكان تامنصورت أوضاعا بيئية مقلقة، حيث لم تشهد هذه المدينة ، على غرار باقي المدن ، تنظيف “فواهات” مجمع مياه التطهير السائل منذ إحداثها سنة 2004، ما يجعل القاطنين، زيادة على المخاطر الصحية، مهددين باحتمال وقوع فيضانات، في حال أمطرت السماء بغزارة، علما بأن تامنصورت يقطعها واد بوزمور من الجهة الشرقية في اتجاه مراكش، وواد لقصب من الجهة الغربية صوب آسفي؟ و”الغريب في الأمر أن هذا الوضع لم يحرك ساكنا لدى مدبري الشأن المحلي بجماعة حربيل تامنصورت، هذا ناهيك عما عرفه قطاع التدبير المفوض لمعالجة النفايات الصلبة ، خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من السنة الجارية، من تراجع ملحوظ من حيث جودة الخدمات” تقول مصادر جمعوية ، مضيفة ” بعدما تم تفويت صفقة تدبير هذا القطاع لإحدى الشركات، انطلاقا من شهر شتنبر 2017، التزمت الشركة بناء على المسطر في دفتر التحملات، والمبرمة اتفاقية على ضوئه بينها وبين جماعة حربيل، بتكليف 60 عاملا للنظافة، وتخصيص 12 آلية كبيرة وصغيرة لمعالجة النفايات، بالإضافة إلى آليات ومعدات الكنس والتنظيف، وشاحنات كبيرة لنقل النفايات للمطرح العمومي المتواجد قرب قرية قطارة بتراب جماعة المنابهة… ، إلا أن الجهة المعنية لم تف بالتزاماتها كاملة” . ” فقد تقلص عدد عمال الكنس إلى 12 عاملا، ومراقبي العمال إلى 02، وسائقي الشاحنات إلى 06 ( ثلاثة صباحا ونفس العدد بعد الزوال )، والشاحنات إلى 03، منها : 02 خاصة بإفراغ حاويات النفايات، و 01 للأزبال الخضراء للبستنة، و 300 حاوية لجمع النفايات، ولم تحدث من حاويات النفايات العصرية التحت أرضية سوى 05 حاويات بشوارع معينة، لساكنة تقدر بما يناهز تسعين ألف نسمة بتامنصورت، المشيدة على مساحة 1930 هكتارا بتراب جماعة حربيل القروية ” تتابع المصادر نفسها ، مشيرة إلى “أن ضعف خدمات معالجة النفايات الصلبة بالمدينة تسبب في ظهور وانتشار نقط سوداء للأزبال والنفايات بعدد من الأزقة والشوارع ، نتيجة عدم وجود الحاويات بأماكن استراتيجية، والتي تم حرمانها من هذه المعدات التي كانت تتواجد بها في السابق، إضافة إلى تعثر عملية تنظيف الحاويات والشوارع والأزقة من زيوت مخلفات النفايات، التي تتساقط أثناء كل عملية إفراغ الحاويات بمجرد ضغط كمياتها من الأزبال والنفايات”. وحسب تصريحات عدد من المشتكين – المتضررين ” فإن الوضع يزداد خطورة في ظل جريان “وديان” من المياه العادمة على سطح الأرض، حيث تحيط بالمدينة من الجهة الجنوبية بالقرب من عمارات الإقامة السكنية لرجال الدرك الملكي، ما يسهل على بعض الفلاحين استغلالها لسقي مزروعات بساتينهم ، حيث تباع منتوجاتها بالسوق العشوائي بتامنصورت، وبهذه الوديان تتكون وتتوالد الحشرات بمختلف أنواعها وأشكالها، والتي تقتحم شقق العمارات ومنازل وفيلات السكان، لتلحق بهم ، خاصة في موسم الصيف، أضرارا لا حصر لها ، في وقت يوجد مسؤولو تدبير الشأن المحلي خارج خط تماس ما يقع بهذا المكان، دون اكتراث بما يشكله استفحال التلوث البيئي من تهديد خطير لصحة سكان وزوار هذه المدينة؟” .