فيما تسعى كبريات شركات الأدوية لتطوير علاج جديد للسرطان، نشرت رويترز تحقيقا تضمن تحذيرات من علماء وخبراء بشأن المخاطر القاتلة لتلك الأدوية الجديدة. وتتحمس شركات الأدوية لنوعين من العلاج يمكنهما القضاء التام على الأورام السرطانية باستخدام تقنيات حيوية وخلوية جديدة، لكن العلماء الذين استطلعت وكالة رويترز آراءهم حذروا من أن تلك الأدوية قد تؤدي إلى مخاطر تهدد الحياة. وفي التجارب التي أجريت حتى الآن، أمكن لتلك الأدوية القضاء التام دون أثر على الأورام السرطانية في سرطانات الدم بنسب ما بين 40 إلى 90 بالمئة من المرضى الذين لم يعد أمامهم بديل بعدما جربوا كل أشكال العلاج الأخرى. والنوع الأول من الأدوية، هو تطوير لنوع من خلايا الدم البيضاء (T cells) وهي عبارة عن خلايا دم بيضاء تؤخذ من الجسم وتعالج بالهندسة الوراثية لربطها بجزء من جسم مضاد، يمكنه التعرف على بروتين محدد في خلايا الورم. وتسمى تلك الخلايا CAR T cells أي Chimeric Antigen Receptor ، وتقوم بالقضاء على خلايا السرطان بالتعرف على بروتين CD19 الموجود على تلك الخلايا، لكن هذا البروتين موجود أيضا على خلايا أخرى سليمة في الجسم، ما يهدد بالقضاء على أعضاء حيوية، خاصة وأن تلك الخلايا المهندسة وراثيا تبقى في الدم للأبد ولا تموت بعد القيام بمهامها مثل خلايا الدم البيضاء العادية الموجودة في جسم الإنسان، فضلا عن السموم القاتلة التي تتراكم في الجسم نتيجة موت الخلايا السرطانية، التي تفرز مواد كيماوية مسببة للالتهابات (سايتوكين). أما العلاج الثاني فيتعلق بأجسام مضادة معدلة حيويا، وتعمل أيضا عبر شكلها الذي يشبه حرف Y بالتعرف على خلايا السرطان من ناحية والتقاط خلايا T من ناحية أخرى، لكنها تحمل ذات المخاطر القاتلة التي قد تنجم عن الدواء الأول، حسب آراء العلماء الذين أجرت رويترز مقابلات معهم.