أشعل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بقلعة الجهاد والنضال شفشاون، يوم الجمعة 29 نونبر المنصرم، شمعة الذكرى 60 لتأسيسه، في احتفال جماهيري كبير احتضنه مركب محمد السادس للثقافة والفنون والرياضة، حضر جلسته الافتتاحية ممثلو الأحزاب السياسية والنقابية وفعاليات المجتمع المدني ومناضلون من جهة طنجة – تطوان- الحسيمة. ويأتي الاحتفال بالذكرى الستين في إطار الملتقى الثالث الذي احتضنته شفشاون على مدى ثلاثة أيام بمركز الاستقبال بالمدينة، وجددت هذه المناسبة ماض يمتد ويتمدد نحو مستقبل أفضل وأرقى وأنقى. وكانت محطة شفشاون للاحتفاء بالذكرى الستين لتأسيس حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية محطة ناجحة أعادت الدفء للعائلة الاتحادية، من خلال رسم أفق اتحادي قائم على المصالحة وتجميع الحركة الاتحادية والانفتاح على الكفاءات المختلفة وسط المجتمع . وأكد خلالها الاتحاديون على إيمانهم الراسخ بالتغيير، والقدرة على تجاوز الاختلافات والقدرة على استنهاض الفعل والمبادرة. ومن أقوى وأبرز اللحظات التي عرفتها الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة الكبرى، التي جاءت بمناسبة الاحتفاء بالذكرى الستين لتأسيس الحزب الذي أحيته الكتابة الإقليمية للحزب بشفشاون برئاسة الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، تحت شعار: “الاتحاد الاشتراكي مسيرة متواصلة في خدمة الوطن والمواطنين”، تسليم دروع وشهادات التكريم لعدد من الاتحاديين. وكانت لحظة تكريم شيخ الاتحاديين الحاج محمد الربيب، لحظة بارزة في هذه التظاهرة، فعمره يقارب قرنا من الزمن، وقد عاصر ثلاثة ملوك من الدولة العلوية الشريفة. وأكدت هذه الالتفاتة النبيلة والإنسانية أن إقليمشفشاون كان قلعة لميلاد جيل من مؤسسي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، هذا الجيل الذي ساهم في بناء مغرب الاستقلال، والحاج محمد الربيب الذي يقيم بدوار اسردون قيادة بني دكول دايرة باب تازة، من قبيلة الأخماس العليا، تفتخر به الحركة الاتحادية الأصيلة والمتجذرة في المخيال الجمعي للمغاربة، وكان عضوا في الجماعة القروية بني صالح لولايتين، حيث جرى تكريمه إلى جانب ثلة من المناضلين الاتحاديين الرواد بإقليمشفشاون من مختلف الأجيال ومن أبرزهم، الإخوة والأخوات، رشيدة حبالة، والفنانة نزيهة البشير العلمي، وعبد الجبار العلمي، وعبدالله العافية، ومحمد قلعي، والطاهر بوسعيد. كما تم استحضار، في ذات المناسبة، ومن خلال لحظة الوفاء وضد النسيان، تكريم اتحاديين غيبهم الموت وهم الفقيد محمد اشكرا، والرايس احميدو أحناش، والفقيد المفضل عرون، والفقيد احمد بن إدريس التوناتي، وتسلم في ذات المناسبة أفراد أسرهم دروعا وشهادات تذكارية لهذا الوفاء والنبل الإنساني تقديرا لتضحياتهم ونضالهم من أجل الحرية والديمقراطية في سبيل الوطن. وأكد المكرمون في كلمات قولهم : “فعلا أثلجتم صدورنا بهذه اللمة الاتحادية وما أحوج الوطن إليها “. من جانب آخر، عرفت هذه التظاهرة، تسلم الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر، درع التكريم وشهادة تذكارية، اعتبارا للعاطفة الإنسانية التي يكنها لإقليمشفشاون وغيرته على الإقليم من أجل نموه وإقلاعه الاقتصادي حيث كانت شفشاون، على مدى عقود، قلعة ومعادلة صعبة في نشاط الحزب بالإقليم. وتعتبر هذه الاحتفالية امتدادا جهويا وإقليميا للاحتفالية الكبرى الراقية التي شهدتها مدينة الرباط، يوم 29 أكتوبر المنصرم، والتي ألفت بين مختلف الأجيال الاتحادية حول فكرة المصالحة، التي أطلقها المكتب السياسي بقيادة كاتبنا الأول إدريس لشكر، والتي استطاعت أن تعيد عددا من الفاعلين والمثقفين والفنانين إلى حضن الاتحاد، وبذلك فإن الاتحاد بعث إلى كل الفاعلين في المشهد السياسي برسائل قوية مؤداها أن حزب المهدي وعمر ينبعث من الرماد كطائر الفينيق.