أمام حضور جماهيري غفير ملأ مدرجات مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، مني فريق الرجاء البيضاوي، ليلة السبت الماضي، بهزيمة غير منتظرة في اولى لقاءات المجموعة الرابعة من منافسات دوري أبطال إفريقيا. وشهد هذا اللقاء، الذي أداره طاقم تحكيم جنوب إفريقي، يتكون من حكم الوسط فيكتور ميكيل غوميز، بمساعدة زاخيل كرانفيل سيويلا وسورو باتساوني من لوسوتو، اندفاعا رجاويا منذ الدقيقة الأولى، حيث اعتمد جمال السلامي على نفس التشكيلة التي لعبت مباراة الديربي، باستثناء إشراك الشاب الواعد مذكور، والاحتفاظ بسفيان رحيمي في الاحتياط. وكان أول تهديد بواسطة محسن متولي، الذي تلاعب بدفاع الترجي في الدقيقة الثالثة، لكنه أهدر فرصة واضحة للتسجيل، كان العقاب عنها فوريا، حيث اهنزت شباك الحارس الزنيتي في الدقيقة السابعة، بعد هفوة جديدة لخط الدفاع، الذي بدا فاقدا للانسجام، وهو ما استثمره الفريق التونسي على نحو جيد، حيث أضاف هدفا ثانيا، وتقريبا بنفس الطريقة، حيث استغل أنيس البدري، الذي كان نشيطا في الجهتين، بطء الكاميروني فابريس نغا . الهدفان اللذان سجلا في الربع ساعة الأول أربكا حسابات جمال السلامي، الذي ستتعقد حساباته بعد إصابة بدر بانون، الذي غادر الميدان بعدما كسر هجمة تونسية كادت تعطي الهدف الثالث، ليعوض اضطراريا بزكرياء الوردي. وتواصل بحث الرجاء البيضاوي عبر هجمات افتقدت الجرأة والشجاعة، خاصة في ظل سيطرة لاعبي الترجي على خط وسط الميدان، ونجاحكم الكبير في كسب النزالات الثنائية، معتمدين في ذلك على سرعتهم، التي خلقوا بها حملات مرتدة كانت خطيرة على الدفاع الرجاوي. ولم تتغير ملامح المباراة خلال الشوط الثاني، رغم تحكم لاعبي الرجاء في الكرة، لكن من دون فعالية، حيث نجح أبناء المدرب معين الشعباني في الحفاظ على تقدمهم. واتضح أيضا أن لاعبي الرجاء لازالوا يعيشون نشوة التأهل في كاس العرب، وافتقدوا الحماس المطلوب، وهو ما استغله جيدا لاعبو الترجي، الذين راهنوا على تعويض هزيمته الأخيرة أمام أولمبيك آسفي. وخلال الندوة الصحفية، التي أعقبت المباراة، هنأ السلامي فريق الترجي التونسي على الفوز، وقدم اعتذاره للجماهير الرجاوية التي حجت بكثرة قصد مياندة فريقها، مضيفا أن فريقه لعب بطريقة جيدة، إلا أن الحظ عاكسه في تحقيق أهداف. كما اعترف السلامي بأن دفاعه قام بعدة أخطاء، مشددا على أن هناك عمل كبير ينتظره لتدارك وتصحيح هذه الهفوات مستقبلا. جمال السلامي أضاف أن الفريق يجب أن يطعم بلاعبين آخرين خلال الانتقالات الشتوية لسد الفراغ في بعض المراكز، مبرزا أن المنافسة والحظوظ مازالت قائمة. ومن جهته شكر معين الشعباني، مدرب الترجي، لاعبيه على الأداء الجيد خلال هذا اللقاء، أمام فريق كبير ومتمرس، مضيفا أن هده المباراة ما هي إلا بداية، لأن هناك مباريات وجولات أخرى كلها صعبة .