أصدر المكتب المسير لحسنية أكادير أول أمس الأربعاء بلاغا مقتضبا، يحمل توقيع الرئيس الحبيب سيدينو، يعلن فيه إقالة مدربه الأرجنتيني ميغيل أنخيل غاموندي، والتي اعترض عليها عموم الجمهور الأكاديري والسوسي، والبحث عن مدرب جديد للفريق خلال الأيام القادمة. وبعد أقل من 24 ساعة صدر بلاغ رسمي آخر أعلن فيه عن تعيين الناخب الوطني السباق امحمد فاخر، لشغل المنصب الشاغر. ويبدو أن سيناريو مجيئه إلى أكادير كان معدا له منذ مدة، حيث روج له ودافع عنه بعض المنخرطين بحماسة زائدة، ووصل الأمر إلى علم المدرب المقال غاموندي، خاصة وأنه يتوفر على ذكريات جميلة بأكادير، إذ أحرزها مع فريقها الأول على لقبي بطولة متتاليين. وجاءت مباراة نهاية كأس العرش، التي شهدت ليلة إجرائها توترا شديدا بين مكونات الحسنية، وبالأخص بين رئيس الفريق سيدينو وغاموندي، وذلك فيما يبدو أمام أعين عدد من اللاعبين. فهذا التوتر كان له الأثر البالغ على اللاعبين، وخلاله هدد غاموندي بأنه سيغادر الفريق سواء تم تتويجه بالكأس أو لم يحدث ذلك. وطبعا البقية يعرفها الجميع، فالهزيمة في مباراة نهاية الكأس أمام الطاس، والتي شكلت ضربة موجعة لكل مكونات الفريق ولجمهوره الواسع، الذي تنقل بكثافة إلى مدينة وجدة، عجلت وتيرة الأحداث، ليتم بمجرد العودة إلى أكادير الإعلان عن إقالة المدرب، ونشر بيان هو عبارة عن تفصيل لمبررات الإقالة والتي توجه للمدرب المقال عدة تهم، منها علاقته المتوترة بإدارة الفريق والتي يعرف الخاص والعام أنها تتعلق بالكاتبة الخالدة بإدارة الفريق، التي تحولت إلى «علبة سوداء» لم يجرؤ أي رئيس للحسنية على وضعها عند حدها، وذلك حتى قبل مجيء الرئيس سيدينو. كما تتهم رسالة الإقالة غاموندي بخلق البلبلة والانقسامات بين مكونات المكتب المسير للفريق. علما بأن المشاكل التي تعددها هذه الرسالة كانت معروفة ويرجع تاريخ وقوعها لما يقرب من سنة، حيث يعرفها الجميع، ولكن المكتب المسير طيلة هذه المدة لم يحرك ساكنا، ولم يتحمل مسؤوليته في وضع حد لها بشكل نهائي وحاسم. نشير إلى أن قرار إقالة السيد غاموندي لم يتفاعل معه إيجابيا جمهور الفريق ومحبوه، الذين يقدرون العمل الذي قام به هذا المدرب الذي جاء إلى أكادير وأكمل العمل الذي قام به الإطار عبد الهادي السكيتيوي، وأصلح العطب الدفاعي الذي كان يعاني منه الفريق، واعتمد على عدد من اللاعبين الشباب الذين ألحقهم بفريق الكبار، نذكر منهم على سبيل المثال أيت محمد، وباعدي، والفحلي، ومورسلي وغيرهم، ولم يكن يراهن على اللاعب الجاهز كما يفعل بعض المدربين، الذين يبحثون عن النتائج الآنية والعاجلة، ويرهقون مالية النادي. وتلا هذه السياسة تحقيق نتائج وتألق الفريق الأكاديري وطنيا وإفريقيا. فالرجل قدم عملا كبيرا داخل النادي، فكيف يجازى بهذه الطريقة التي تم توديعه بها، والتي تعتبر غير لائقة وغير مقبولة. فالأسلوب الجاف واللاإنساني الذي تم به فك الارتباط مع هذا المدرب الكبير، يبقى أمرا مرفوضا بكل المقاييس.