اختار مدرب الوداد الرياضي، زوران مالونوفيتش، أن يدخل مباراة إياب سدس عشر نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، التي جرت مساء أول أمس الأحد بمركب محمد الخامس، وجمعته بنواديبو الموريتاني بالتشكيلة الرسمية، خاصة على مستوى وسط الميدان، الذي شهد عودة السعيدي، بعد التعافي من الإصابة، وإبراهيم النقاش، الذي اتنفذ مدة العقوبة، بالإضافة إلى أيوب الكعبي في الخط الأمامي طلبا للفعالية في الأمتر الأخيرة، ومحو آثار الإقصاء المفاجئ من كأس العرش أمام الجيش الملكي. وشهدت هذه المواجهة منح الحارس رضى التكناوتي شارة العمادة، في محاولة لرفع معنوياته بعد إيقافه من طرف جامعة كرة القدم لثلاثة أشهر عن المنتخبات الوطنية. وفرضت المجموعة الودادية ضغطا قويا على الفريقي الموريتاني منذ الدقائق الأولى للشوط الأول، فكاد الكعبي أن يفتتح حصة التسجيل من ضربة رأسية في الدقيقة الثانية، ليتواصل الضغط الودادي من جميع الخطوط، بواسطة النشيط الحداد وأووك وأيمن الحسوني، الذي قدم إشارات مطمئنة في المباريات الأخيرة، ليسقط دفاع إف سي نواديبو في المحظور، بعرقلة الحسوني داخل مربع العمليات، حيث أعلن الحكم التونسي السالمي صدوق عن ضربة جزاء، ترجمها الناهيري ببراعة إلى هدف في الدقيقة 12. وتواصل الهجومي الودادي، ببناء جيد من الخلف، حيث كان اللاعبون يصلون بسهولة وسرعة إلى معترك الفريق الخصم، الذي لم تظهر عليه أي ردة فعل وحملت الدقيقة 25 هدفا وداديا ثانيا بتسديدة قوية ورائعة من اليسرى الساحرة لإسماعيل الحداد، الذي أحسن التعامل مع كرة قصيرة لأيوب الكعبي، لينطلق مهرجان الأهداف، بهدف ثالث في الدقيقة 26 بواسطة الحسوني، الذي وقع على شهادة انهيار الفريق الموريتاني. وتوجت السيطرة الودادية خلال هذا الشوط بهدف رابع، حمل توقيع الكعبي، بعد مجهود فردي، حيث انسل من وسط الميدان وراوغ عدة لاعبين، قبل أن يرفع الغلة الودادية في الدقيقة 37. ومع بداية الشوط الثاني، قام زوران بإخراج الشيخ كومارا للحفاظ على طراوته البدنية للقاءات القادمة، وتعويضه بالعملود. وواصلت المجموعة الجمراء سيطرتها الميدانية، وبدا اللعبون وكأنهم في حصى تدريبية، لكن من دون فعالية، حيث تم إهدار العديد من فرص التهديف. وقدم اللاعبون لوحات كروية نالت رضا الجماهير الغفيرة، التي حجت لمركب محمد الخامس، والتي أطلقت العنان لحناجرها مرددة الأهازيج والشعارات، سيما وأن هذا الموعد الكروي تزامن مع الذكرى 18 لرحيل اللاعب الودادي يوسف بلخوجة. وقد ارتدت معظم الجماهير اللون الأسود، حدادا على زفاة هذا اللاعب، الذي توفي على أرضية هدا الملعب في مباراة الديربي، قبل ثمانية عشرة سنة. وحملت الدقيقة 55 ثاني تغييرات الوداد، حيث دخل بابا توندي مكان الحسوني، لكن هذا التغيير لم يحمل أي جديد، بل إن شباك الحارس التكناوتي ستستقبل هدفا موريتانيا، في الدقيقة 67 بواسطة بابا كار، بعدما صدت العارضة الودادية كرة موريتانية في الدقيقة 60. وكدا لاعبو نواذيبو ان يسجلوا أكثر من هدف، بعد التراجع الودادي، حيث خف الضغط وتركت الفرصة للاعبي الفريق الخصم، الذين لو تحلوا بقليل من الشجاعة لبلغوا مرمى التكناوتي في أكثر من مناسبة. وبفوزه ب 4 – 1 في لقاء الإياب، ترتفع الحصة الودادية إلى 6 – 1 ، في مجموعة اللقاءين، ليعبر إلى دور المجموعات للمرة السادسة في تاريخه والخامسة على التوالي.