حجز فريق الجيش الملكي بطاقة العبور إلى ثمن نهاية كأس العرش، بعد تغلبه مساء أول أمس الثلاثاء على الوداد البيضاوي بثلاثة أهداف مقابل هدف، في المباراة جمعتهما بمركب محمد الخامس وأدارها الحكم الدولي رضوان جيد. المباراة التي دارت في أجواء احتفالية، وامام جماهير غفيرة، رسمت لوحاتها على المدرجات بحمل تيفوات معبرة، وإشعال الشهب النارية وكذلك المفرقعات، التي غطت أدخنتها رقعة الميدان، رغم تحريمها من طرف الجامعة، الأمر الذي يدفعنا إلى تكرار السؤال مرة أخرى حول كيفية دخولها إلى الملاعب؟ علما بان هذه المواد المحظروة قد تكلف الفريقين غرامات مالية كبيرة من طرف اللجنة التأديبية، وهي الغرامات التي ترتفع بتكرار حالة العود. وقد عرفت المباراة أيضا حضور العديد من لاعبي الفريقين، والذين خاضوا مباراة ودية آلت نتيجتها لصالح قدماء الجيش الملكي. وكان من بين الحاضرين أيضا الناخب الوطني السابق بادو الزاكي، مدرب الدفاع الحسني الجديدي، والذي حظي بترحيب وتشجيع من طرف الجماهير الودادية، رغم أن حضوره كان من أجل متابعة تفاصيل الفريقين، والوقوف على نقط القوة والضعف لديهما، طالما أنه سيواجه المتأهل عنهما في دور الثمن، حيث أكد في تصريح للجريدة أنه جاهز لمواجهة المتأهل، ولا يفضل أي فريق على الآخر. الفريق العسكري الأكثر تتويجا بلقب كأس العرش، والمتخصص في هذه المنافسة، دخل المواجهة بمعنويات عالية، حيث سيطر على الكرة منذ الدقائق الأولى وأقلق راحة الحارس الودادي ياسين الخروبي، كما بادر المدرب العسكري عبد الرحيم طاليب إلى سد كل المنافذ في وجه مهاجمي الوداد، خاصة من الأطراف والتي تعد القوة الضاربة للوداد، بفعل انسلالات بديع أووك والحداد، لكن سيطرة الفريق العسكري على وسط الميدان واعتماده خطة تكتيكية لتكسير هجمات الوداد، التي كانت في مجملها خجولة، جعلت لاعبيه الشباب يزدادون حماسا خاصة بعد صد الحارس محمد باعيو لتسديدات بابا توندي والناهيري، لينتهي الشوط الأول بالبياض. ومع بداية الشوط الثاني قام مدرب الوداد، الصربي زوران مانولوفيتش، بتعويض أووك بالمترجي رغبة منه في استغلال سرعته ومراوغاته، لكن الاصرار العسكري واستماتة الحارس باعيو حالا دون بلوغ الوداد للمرمى، عكس الزوار الذين استغلوا خطأ فادحا للحارس ياسين الخروبي، بواسطة الإيفواري جوزيف كيدي، الذي سجل الهدف الأول للجيش، والذي ألهب حماس مناصريه. هذا الهدف جعل الصربي زوران يقوم بتغييرين جديدين، حيث أدخل الكعبي والعملود للضغط على الدفاع العسكري، لكن خنق وسط الميدان والاعتماد على الهجمات السريعة مهد الطريق أمام أبناء طاليب لتوقيع الهدف الثاني، بواسطة البديل رضى سليم، قبل أن يقلص الكعبي في الدقيقة الأخيرة الفارق، مستغلا ارتباك دفاع الجيش. لكن سليم أطلق رصاصة الرحمة على الوداد في الوقت بدل الضائع، ليعبر الجيش الملكي إلى ثمن النهاية، ويضرب طاليب موعدا مع فريقه السابق، الدفاع الجديدي. وما إن أعلن الحكم جيد على نهاية اللقاء، حتى أطلقت جماهير الوداد العنان لحناجرها سبا وشتما للاعبين، مع رميهم بمقذوفات تهاطلت بكثافة على أرضية الميدان وأصابت بعض اللاعبين. وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، عمدت القوات الأمنية إلى إخلاء المدرجات والإبقاء على الجماهير العسكرية بالمركب أكثر من ساعتين، تحسبا لأي مواجهات بين الجماهير، قبل أن يتم خفرهم إلى خارج المدينة تحت حراسة أمنية مشددة.