حاول عالم الأنثروبولوجيا والأستاذ الجامعي حسن رشيق، في كتابه الجديد «السوسيو – أنثروبولوجيا القروية : الهيكل والتنظيم والتغيير في المغرب الكبير»، بمهارة أكاديمية واضحة، إعادة النظر والتدقيق في العديد من الدراسات السوسيو – أنثروبولوجية التي أجريت، وغالبا ما يتم إهمالها، حول الوسط القروي، والتي، حسب المؤلف، «تحتل مكانة مهمة في المجتمعات المغاربية». وحسب المؤلف فإن هذا الكتاب، الذي صدر عن د ار النشر ( لاكروازي دي شومان) في 387 صفحة والموجه للمهنيين والباحثين الجامعيين، يروم بالخصوص، إعادة تشكيل، بطريقة ديداكتيكية، أهم الدراسات السوسيو-أنثروبولوجية حول الوسط القروي بالمجتمعات المغاربية، مع تضمينها «نصا نظريا، قريبا من دليل نقدي، ومجموعة من النصوص التي توضح القضايا الرئيسية المطروحة». وقام الأنتروبولوجي، الذي يشغل أيضا منصب مدير للمركز المغربي للعلوم الاجتماعية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في هذا الكتاب الذي يضم ستة فصول، ملخصات موجزة وتقييمات نقدية، لكن بطريقة تأخذ في الاعتبار الهدف المعرفي الرئيسي وتجنب العرض الخاطئ الشامل وإعطاء الحد الأقصى من الأمثلة. وبالنسبة للأستاذ رشيق، فإن الهدف من هذا المؤلف هو توفير المداخل التي تفرض نفسها على أي دراسة تنكب على العالم القروي، ومساعدة أي باحث في مواضيع مثل التنمية والمقاربة التشاركية والتربية والانتخابات أو الطقوس أو أي ظاهرة أخرى توفر معلومات عن الهياكل والطبقات الاجتماعية للمجموعات المعنية. وفي هذا الصدد، يشتمل الكتاب على العديد من نصوص علماء اجتماع وأنتروبولوجيين مغاربيين بارزين مثل عبد الله حمودي وعبد القادر زغل، أو الذين اشتغلوا على المغرب الكبير مثل جيرمين تيليون أو بول باسكون، لتوضيح وتعميق القضايا المطروحة. وأكد رشيق، الذي بدأ مساره المهني بأبحاث ميدانية حول تفسير الطقوس والتغيرات الاجتماعية بالوسط القروي قبل أن يهتم بدراسة الإيديولوجيات وعلم اجتماع المعرفة الأنثروبولوجية، أن كتاب «السوسيو- أنثروبولوجيا القروية» يروم أيضا المساعدة على «ربط عمليات التغيير التي تشهدها البادية المغاربية بالأسس المادية والهيكلية والتنظيمية للتجمعات القروية». وأثبت الأستاذ حسن رشيق على أنه عالم أنثروبولوجيا متميز من خلال أكثر من ستة أعمال عن هذا الموضوع، خاصة «سلطان الآخرين» (1992) و «البقاء رحلا» (200) و»ترميز الأمة» (2003) و «قرن من الأنثروبولوجيا بالمغرب» (2012) و»مديح الهويات الرخوة» (2016).