يواجه فريقا المغرب الرياضي الفاسي والوداد الرياضي الفاسي لكرة القدم، ممثلا العاصمة العلمية في القسم الوطني الاحترافي الثاني، تحديا صعبا مع انطلاق البطولة الاحترافية لموسم 2019 – 2020 مع نهاية الأسبوع الحالي، حيث أن الفريقين لم يعد بإمكانهما استضافة المباريات بين جماهيرهما بسبب انطلاق الأشغال منذ مدة في المركب الرياضي وكذلك ملعب الحسن الثاني. وقد بذل مسيرو الناديين مساع مكثفة في سبيل التغلب على هذا الإكراه، الذي سيحرم جماهير غفيرة من محبي الفريقين من متابعة المباريات، كما سيشكل ثقلا ماديا على كاهل الفريقين في خوض غمار منافسات مرحلة الذهاب. وقد بادر فريق المغرب الفاسي، الذي قام بتجديد هياكله المسيرة شهر يونيو الأخير، خلف فيها إسماعيل الجامعي الرئيس السابق مروان بناني، إلى إجراء العديد من الاتصالات محليا وجهويا ووطنيا من أجل إيجاد ملعب بديل مؤقت يستقبل فيه المباريات المبرمجة في المرحلة الأولى للقسم الثاني. وأجرت إدارة الفريق في هذا الإطار، اتصالات مكثفة بالعاصمة الاسماعلية لإجراء المباراة الأولى، إلا أنها لم يتمكن من الحصول على ترخيص بالاستغلال. وأمام هذا الوضع أعلنت الجامعة في بلاغ رسمي عن تأجيل المباراة الأولى للمغرب الفاسي أمام شباب الحسيمة لتاريخ لاحق. وبادرت إدارة الفريق الأصفر مباشرة بعد تأجيل المباراة الأولى، إلى التواصل مع جمهور الفريق، حيث سعت إلى توضيح الوضع للجماهير، التي سبق وأن قامت باقتناء تذاكر المباراة، وأعلنت أن بإمكان الجمهور استعمال هذه التذاكر لمباراة أخرى أو التوجه إلى الأماكن، التي وزعت فيها التذاكر لاستعادة مبلغ التذكرة. وأعلنت من جهة أخرى جماعة مكناس في بلاغ رسمي حول الملعب الشرفي، أن مجموعة من الأشغال لازالت مستمرة بالملعب لجعله بنية رياضية مواتية لاستقبال الأندية الوطنية والمنتخبات الوطنية. ومن جانب آخر، حاول الوداد الفاسي الذي تمكن الموسم الكروي الماضي من لعب نهائي كأس العرش أمام نهضة بركان لأول مرة في تاريخه، وبعد تجديد الثقة في الرئيس الحالي حسن الجامعي، دق مجموعة من الأبواب بمدينة مكناسوصفرو ومدن أخرى قريبة من أجل ربح الوقت لبرمجة مبارياته في أحد ملاعبها، إلا أن إدارة الفريق لم تتمكن حتى الآن من العثور على ملعب مؤقت. وقال حسن الجامعي رئيس الواف في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء إنه «ليس سهلا على فريق يكون في وضعية الاستعداد للسنة الكروية ويجد الملعب غير جاهز. هناك ملعبان يتم إصلاحهما في نفس الوقت، ونحن نعاني في الفريق من غياب ملعب بمدينة فاس، ومازلنا نبحث عن بديل مناسب خارج المدينة». وأضاف الجامعي أن «هذا الوضع يخلق مشاكل كثيرة، لاسيما على صعيد الاستعدادات التقنية والتكتيكية، لأن الفريق الذي يلعب بمدينته ليس مثل فريق يلعب خارج مدينته». وأشار رئيس الوداد الفاسي إلى أن الاستعدادات للبطولة مرت في أجواء عادية، لكن هاجس الملعب ظل يلازم الفريق، مؤكدا أن الملعب يدخل ضمن مشروع الفريق ويلعب دورا كبيرا في خلق أجواء الحماس وتشجيع الجمهور، معبرا عن أمله في التغلب على هذا الإكراه في وقت قريب. وفي تصريح للوكالة، قال نائب رئيس جماعة فاس المكلف بالأشغال بملعب الحسن الثاني، عمر الفاسي الفهري: «هذا مشروع مهيكل لملعب الحسن الثاني، مشروع منحناه أهمية والجامعة شريك في المشروع، وقد تجدد تقريبا بكامله: مكان الصحافة الجمهور، مستودعات الملابس، مرافق الماء…». وأضاف عمر الفاسي الفهري أن «مستوى تقدم الأشغال وصل إلى 70 في المائة، وقد جددنا الإنارة وانتهينا منها مائة في المائة، كما اقتربت الأشغال بمقاعد المتفرجين من الانتهاء، وسيتم زرع العشب في وقت قريب ليكون جاهزا شهر مارس أو أبريل». وأكد نائب رئيس جماعة فاس، أن ملعب الحسن الثاني الشاهد على حقبة كروية مهمة بمدينة فاس، سيكون جاهزا لإستقبال المباريات شهر أبريل المقبل، وهو الموعد المتوقع لانتهاء جميع الأشغال، مشيرا إلى أن جامعة كرة القدم ضخت حوالي 20 مليون درهم لإصلاح ملعب الحسن الثاني، وتكلفت الجماعة بعملية الإنارة والصيانة. ومن جهة أخرى، انطلقت الأشغال بالمركب الرياضي الواقع على طريق صفرو مع بداية شهر يونيو من العام الحالي حسب إدارة المركب، حيث وصلت نسبة تقدم بعض الأشغال بالملعب إلى 80 في المائة وبعض الأشغال الأخرى تراوحت فيها نسبة التقدم ما بين 40 و50 في المائة، بينما لم تنطلق بعض الأشغال بعد مثل تثبيت مقاعد الجمهور وزرع العشب، ووصلت عملية الإنارة العمومية في الملعبين الملحقين إلى 99 في المائة. وأشارت إدارة المركب الرياضي إلى أن الأشغال مرتبطة ببعضها، حيث تم تهيئ أرضية الملعب بكاملها لاستقبال عملية زرع العشب، ويتوقع أن تنتهي بعض الأشغال شهر أكتوبر وأشغال أخرى شهر نونبر القادمين. وبلغت الميزانية المرصودة من طرف وزارة الشباب والرياضة لأشغال تهيئة الملعب الرئيسي والملعبين الملحقين للمركب الرياضي بفاس بالعشب الطبيعي 23 مليون درهم و112 ألف، كما بلغت الميزانية المخصصة لتأهيل المركب الرياضي بالنسبة للإنارة خاصة للملعبين المخصصين للتداريب بالنسبة لكرة القدم 5 مليون درهم و347 ألف و536. ورغم حالة الارتباك التي داهمت فريقي الماص والواف في إيجاد ملعب مناسب لاحتضان المباريات، إلا أن مكونات الناديين تظل متفائلة بالتغلب على هذا التحدي وتحقيق نتائج مشرفة تؤهلهما للتنافس على الفوز ببطاقة الصعود للقسم الوطني الأول.