استفحلت ظاهرة السرقة بشكل كبير ومخيف خلال الآونة الأخيرة بمدينة بنسليمان. وقد لوحظ تعدد الأساليب والوسائل المستعملة في النهب و السطو بدرجة تدعو إلى القلق والخوف على أرواح وممتلكات المواطنين. و خير مثال على ذلك ما وقع ليلة الخميس / الجمعة 15/16 يناير الجاري بحي بلوك النجمة، حيث أقدم مجهولون على اقتحام محل لبيع الهواتف النقالة و مستلزماتها و كذا مستلزمات ألعاب الأطفال في الصباح الباكر من يوم الجمعة 16 يناير، وعمدوا إلى تكسير باب المحل والزجاج الذي يوجد في واجهته، تمكنوا على إثر ذلك من سرقة مجموعة من الهواتف النقالة ذات جودة عالية و أثمنة غالية و بعض مستلزمات الآلات الإلكترونية، حيث قدر صاحب المحل الذي قامت «الاتحاد الاشتراكي» بزيارته ، ثمن المسروقات بحوالي 30 ألف درهم. هذا الفعل الإجرامي خلف استياء وتذمرا في صفوف ساكنة الحي المشار إليه خصوصا وأن العمليات الإجرامية المرتبطة بالسطو والسرقة في تزايد مستمر بالمدينة. فقد شهدت جل الأحياء قيام اللصوص بعمليات السرقة خلال الليل، همت المحلات التجارية والمساكن والسيارات، استعملت فيها الآلات الحادة والأسلحة البيضاء. كما عرفت بعض الأزقة عمليات السرقة في واضحة النهار من طرف بعض الشبان الذين يمتطون الدراجات النارية حيث يقومون بتوقيف المارة وخاصة منهن النساء والفتيات لينتزعوا منهن بالقوة الحقائب اليدوية وكل ما يملكن تحت التهديدات بالأسلحة البيضاء. نفس الشيء يقع بالأماكن المعزولة و التي تنعدم فيها الحراسة والإنارة كالفضاءات الخضراء المتواجدة بحي للامريم قرب الفيلات حيث عرفت هذه المنطقة رقما قياسيا في اعتراض سبيل المارة و السطو على كل ما يملكون، و هو مكان تكثر فيه الأعشاب والأشجار الكثيفة وتنعدم في بعض جوانبه الإنارة وهو غير محروس مما يجده المجرمون فضاء وملجأ مناسبا وآمنا يسهل القيام بالعمليات الإجرامية، حيث يتربص اللصوص نهارا بالمارة لاصطياد ضحاياهم و خاصة النساء منهم لتنفيذ أعمالهم الدنيئة المتمثلة في السطو والسلب ونهب ممتلكاتهم. استفحال ظاهرة السرقة بمدينة بنسليمان أقلق راحة وأمن الساكنة ودفع بالبعض إلى طرح تساؤلات منطقية ومشروعة حول دور الجهات المعنية في توفير الأمن للمواطنين وتأمين ممتلكاتهم. وهي ظاهرة أصبحت تتطلب تكثيف الجهود من خلال توفير الموارد البشرية الكافية والوسائل اللوجيستكية الضرورية واللازمة للقيام بدوريات للأمن الوطني أثناء الليل والنهار بمختلف الأحياء، وخاصة في تلك التي تعد بعض أماكنها ملجأ للمنحرفين واللصوص و كذا إحداث مراكز للأمن الوطني في بعض الأحياء التي تعاني من قلة الأمن.