شكلت الصناعة التقليدية بالجديدة ، التي تعاني اليوم من إكراهات بنيوية، المحور الأساسي للنسيج الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي بالجهة، وتنتظر اليوم مبادرات لإعادة الاعتبار لهذه الصناعة لكي تستعيد مكانتها فالصناعة التقليدية بإقليم الجديدة تضطلع بدور فاعل في إبراز الموروث الثقافي والفني لساكنتها والزوار وعلى الرغم من المكانة التي يحتلها قطاع الصناعة التقليدية على المستوى الاقتصادي وقدرته على خلق فرص الشغل إلا أنه يواجه صعوبات ومعيقات تحد من تطويره وتنميته ليساير متطلبات السوق، مما يستدعي بذل المزيد من العناية وتضافر الجهود بين جميع الفرقاء والفاعلين في مجال التنظيم والتوجيه والتأطير وتنحصر هذه الصعوبات والمعيقات في رزنامة من المشاكل البنيوية منها على الخصوص ضعف المستوى السوسيو-اقتصادي والثقافي لشريحة هامة من الصناع وتتمثل هذه المعيقات كذلك في سوء التنظيم والتدبير لوسائل وفضاءات الإنتاج وغياب آليات التسويق وسوء تنظيم وتدبير فضاءات التسويق، بالإضافة إلى المشاكل المرتبطة بالإنتاج ويشكل القطاع التعاوني، الذي يشغل عدد كبير من الصناع ، إحدى المكونات الأساسية في التنمية الاقتصادية لماله من مؤهلات في تحريك الرواج الاقتصادي، كما أنه أداة لخلق المزيد من فرص الشغل وتحسين دخلهم الفردي. ويبلغ عدد التعاونيات 17 تعاونية بالجديدة وعشرة بسيدي بنور إلى جانب خمسة تعاونيات في طور التأسيس في كل من الجديدة وسيدي بنور كما أن الوضعية التي يعيشها الصناع الحرفيين بالمنطقة سواء على المستوى المادي أو على مستوى التكوين الثقافي جد مزرية وضعيفة كما أنهم يشتكون من المنافسة غير الشريفة من قبل بعض المواد المستوردة وغزو المواد المصنعة التي تقلل من قيمة منتوج الصناعة التقليدي، بالإضافة إلى سماسرة السلع الأولية ودخول أصحاب الرأسمال الذين ينشغلون بالرفع من الإنتاج مقابل نقص الجودة غرفة صناعة تقليدية في حاجة الى برنامج كفيل بالإرتقاء بالقطاع وفي هذا الإطار أكد محمد النعانعي أن تجربته التي عاشها بالغرفة لأزيد من عشر سنوات خلت كافية لسبر بعضا من اغوار هذا القطاع الكبير جدا والذي يحتاج لسنوات طوال من العمل المضني بتظافر جهود كل من جميع مكونات الغرفة ومديرية الصناعة التقليدية وذلك وضع برنامج عمل كفيل بالارتقاء بهذا القطاع الى المستوى المطلوب حيث يجب التركيز على التكوين على اعتبار أنه من الرهانات المنشودة على المدى البعيد للارتقاء بمؤشرات التنمية البشرية وذلك بإمتلاك الغرفة على طاقات مؤهلة للدفع بعجلة النمو بعيدا. حيث يجب الاهتمام على تكوين الصناع التقليديين وتمكينهم من تحيين تجربتهم وجعلها تتلاءم ومتطلبات العصر ومنها على سبيل المثال لا الحصر الدورات التكوينية التي تمت بدار المعلمة السايسية بسبت سايس كما أن الغرفة تتوفر على اطر مؤهلة لتكوين الصناع التقليديين في مجال كيفية تسيير وتدبير المقاولات بشكل أفضل استفادت منه العديد من التعاونيات والجمعيات والصناع الفرادى وقد لاقت التجربة استحسان العديد من الصناع التقليديين في إطار تحيين هذه التجربة لإفادة اكبر عدد من الصناع كما أنه أضحى واجبا على غرفة الصناعة التقليدية إحداث تعاونيات وجمعيات للصناعة التقليدية بتنسيق مع مديرية الصناعة التقليدية وإيلاء اهتمام خاص بالعالم القروي وبالمرأة القروية لإخراج المرأة من قوقعة الانغلاق وتمكينها من سبل العيش الكريم كما أن إحداث معارض محلية وجهوية مع إعطاء الاولوية للمنتوج المحلي والتعريف به موازاة مع الانفتاح على منتوجات مدن المغرب الأخرى من شأنها أن تدفع بالصناعة التقليدية بجهة دكالة الى إحتلال مواقع متقدمة وأكد رئيس غرفة الصناعة التقليدية بالجديدة وآسفي أن المشاكل عديدة ولا حصر لها وهي في واقع الامر تجعل منها دائما في موقع لا تحسد عليه امام الصناع التقليديين إذ لا يجدون لها حلا موضوعيا خاصة فيما يخص الحصول على القروض وبالتالي يجب تحيين الإتفاقيات مع البنوك إضافة الى عدم استفادة الصناع التقليديين من التغطية الاجتماعية وتساءل عن عدم استفادة الصناع التقليدين من الضمان الاجتماعي فكيف سيكون مصير هؤلاء بعد المرض والعجز وكبر السن من اجل دعم الجمعيات والتعاونيات بمنطقة دكالة وتعمد غرفة الصناعة التقليدية منذ أكثر من عشر سنوات على تدعيم القطاع التقليدي وذلك بتكوين جمعيات حرفية أو التكثل في إطار التعاونيات وفي هذا الصدد عمدت الغرفة على إحداث قرية للصناع التقليديين بزاوية سايس ستضم تكثلا صناعتيا يضم 120 صانعة معلمة و300صانعة على صعيد المنطقة حيث سيعمد الصناع الى تسهيل عملية الإنتاج بشكل جماعي وخلق جو المنافسة وتطوير أسلوب ووسائل العمل بإدخال تقنيات جديدة لتدعيم غستمرارية الحرفة عن طريق تكوين الفتيات ودعم القطاع السياحي لمحاربة الهجرة القروية والرفع من المستوى المعيشي للصانعات والعمل على إشعاع الخرقة السايسية محليا ووطنيا ودوليا وسيتم إنجاز المشروع في إطار شراكة مابين غرفة الصناعة التقليدية والجماعة القروية والوزارة الوصية على القطاع فيما يعرف مشروع الفخار بالغربية تقدما ملموسا حيث يفوق عدد الصناع 300 صانع خاصة وأن ثلاثة دواوير يعيشون من هذه الحرفة ويعتمدون في حرفتهم على الوسائل التقليدية حيث يستعملون في طهي الفخار على عجلات السيارات ويقومون بتلويث الدواوير والمناطق المجاورة ويروم هذا المشروع الذي عرف تكثلا في إطار تعاونية لعكابة للفخارين التي تضم اليوم 102 منخرطا ويطمح المشروع الى القضاء على الأفرنة التقليدية التي تلوث المنطقة وبجماعة أولاد أحسين يروم مشروع وتحديث قطاع الفخار بدوار لحشالفة الى تحسين الوضعية الإقتصادية والإجتماعية للصناع والمحافظة على البيئة من التلوث على أن يتم إدماج المشروع ضمن المجالات السياحية خاصة وأن المنطقةمعروفة في مجال صناعة الطعريجة إن قطاع الصناعة التقليدية بجهة دكالة والذي ظل لسنوات يعاني جراء هيمنة معلم شكارة على القطاع وإبعاد الصانع التقليدي عن القطاع وهيمنة بعض ممن لا علاقة لهم بالصناعة التقليدية على الغرف وعدم تفاهم الصناع على التكثل في تعاونيان وجمعيات تساهم بشكل أو بآخر في تأخير عجلة الصناعة التقليدية بمنطقة دكالة مما يقود حتما الى إندثار بعض منها وهو مايحتم إتخاد إجراءات مستعجلة للدفع بعجلة الصناعة التقليدية الى الأمام وذلك بتشجيع الصناع التقليديين الحقيقيين على المشاركة في تسيير شؤونهم وإشراكهم في إتخاد القرار ودعم التعاونيات والجمعيات المهنية للرقي بالعديد من المهن التي تسير في طريق الإندثار