توفق أعضاء نادي التربية على المواطنة وحقوق الإنسان بالثانوية التأهيلية بجماعة مصمودة الواقعة بأحواز وزان، حين حشدوا ثلة من الشركاء من أجل الانخراط الميداني في الجبهة التي فتحوها ضد معضلة الهدر المدرسي المنتشر في صفوف فتيات القرية، وضد زواج القاصرات. القافلة الحقوقية التي تواصلت طيلة يوم 31 دجنبر مع نساء ورجال وتلاميذ مجموعة من دواوير قرية مصمودة ، أشرف على اعطاء انطلاقتها من قلب الثانوية التأهيلية بمركز الجماعة، كل من عزيزة الحشالفة النائبة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بوزان، وفاطمة الزهراء الفزازي ومحمد حمضي عضوي اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بالشمال، وبحضور مختلف شركاء النادي الحقوقي الذي يؤطره الأستاذ سعيد حاجي , مباشرة بعد كلمتي النائبة الإقليمية ، وممثلة اللجنة الجهوية لحقوق الانسان اللتين تقاطعتا في تثمين هذه المبادرة، التي لا يمكن أن يقدم عليها وينخرط فيها الا المتشبع بقيم المواطنة الحقة ، والمؤمن بكونية حقوق الإنسان ، والمشمر عن ساعديه للتنزيل الديمقراطي للدستور المغربي في نسخته الأخيرة ، وتوقفت الكلمتان مطولا عند خطورة ظاهرتي الهدر المدرسي وزواج القاصرات اللتين تضربان في عمق كرامة الانسان المغربي ، وتفرمل المشروع الديمقراطي الحداثي الذي تثبت بلادنا أوتاده .( مباشرة ) بعد ذلك ، انطلقت القافلة الحقوقية لتحط بثلاث فرعيات مدرسية تابعة لمجموعة مدارس المنفلوطي ، حيث اجتمع نساء ورجال وشباب وشابات وتلاميذ ، دواوير تسلاغوة وبينوط والظهار وخندق البير، الذين تواصلوا بقلب مفتوح مع عضوي اللجنة الجهوية لحقوق الانسان ، اللذين ذكراهم/هن بمجموعة من الحقوق الواردة بالدستور وبالمواثيق الدولية ، التي سبق وصادق عليها المغرب ، ويعمل على حمايتها، وعلى رأس هذه الحقوق الحق في ضمان التعليم لجميع الأطفال المغاربة من دون تمييز بين الذكور والاناث، وفي شروط تسمح بتكافؤ الفرص بين الجميع . كما شكلت الحلقات التواصلية بالدواوير المشار إليها فرصة تعرض فيها ممثلا المؤسسة الوطنية لحقوق الانسان لمخاطر زواج القاصرات، التي أقل ما يمكن وصفها به هو اغتصاب الحق في التمتع بالطفولة اعتبارا من كون المكان الطبيعي للقاصر هو المدرسة. وعرجا بعد ذلك على بعض بنود مدونة الأسرة للتعريف بروحها وأبعادها ومراميها . تفاعل الحضور بكل فئاته مع هذه الحملة التحسيسية جاء متجاوبا بشكل كبير ، ومطمئنا . كما أن الجلسات الثلاث شكلت فرصة أمامهم /هن لاستعراض تضاريس المعاناة اليومية التي تحاصر أطفالهم الذين يتلقون تعليما في ظروف قاسية ، مما جعل ممثل نيابة التعليم ، أحمد ضريف يقدم بعض التوضيحات حول الوارد من كلام الساكنة ،مع الالتزام بالنقل بأمانة لهذه المعاناة الى النائبة الاقليمية التي سيكون عليها بدورها طرق أبواب الشركاء لتحجيم هذه المعاناة الواردة على أكثر من لسان, أعضاء نادي التربية على المواطنة وحقوق الإنسان بدورهم اختاروا المسار الابداعي لمعالجة آفتي الهدر المدرسي وزواج القاصرات ، حيث قدموا في مسرحية بقالب فكاهي مخاطر الظاهرة ، وكيف أن المجتمع المدني في حملاته التحسيسية ينتصر في آخر المطاف لعودة القاصر الى صفوف المدرسة بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من اغتصاب طفولتها ، كما عمل فريق آخر منهم على تنشيط تلاميذ الفروع المدرسية .