في الجمع العام العادي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي انعقد مساء أول أمس بقصر المؤتمرات الدولي محمد السادس بالصخيرات، قلل رئيس الجامعة، فوزي لقجع، من فشل كرة القدم في نهائيات أمم إفريقيا، التي احتضنتها مصر في الصيف الماضي. وحمل لقجع الإخفاق لما سماه «ظروف كرة القدم»، بعدما لم يجد تبريرا وتفسيرا لذلك، بالرغم من كونه تحدث عن اختيارات المدرب هيرفي رونار، الذي لم يستطع أن يحقق للمغرب ما حققه مع منتخبات أخرى، كما أن غياب المغرب لمدة طويلة عن نهائيات كأس العالم كان له تأثيره السلبي… وربط ذلك بفشل العصب في التكوين، كما قلل من انكسارات المنتخبات الوطنية السنية، واعتبرها نتيجة للفساد الموجود في هيكل الإتحاد الإفريقي والمتمثل في التستر على تزوير سن اللاعبين، حيث» طالبنا باستعمال التكنولوجيا الطبية للوقوف على ذلك». هذا الرأي لم يكن ليعجب أحد ممثلي شطر الجنوب، والذي كان صوتا شجاعا، داخل قاعة الجمع العام، وكسر الهدوء، بعدما خاطب رئيس الجامعة بالقول: «بعد الإقصاء مبكرا في «الكان» كان عليك أن تقدم استقالتك، كما فعل مسيرون آخرون، ولكن هناك من يعجبه «ضرب البندير» بسبب الولاءات المصلحية والمزايدات السياسية، على الكل أن يعلم بأن فشل الكرة المغربية ليس مرده إلى العصب، لأن هناك العديد من الأندية المغربية استطاعت تحقيق نتائج إيجابية على الصعيد الإفريقي، ونخص بالذكر فريقا الوداد الرياضي والرجاء الرياضي.» هذا التدخل كان كافيا للتأكيد على أن اختيار الكلمات ونبرة الصوت لم تخدع كل الحاضرين إلى الحد الذي يتعاملون فيه مع الانكسارات وكأنها نتائج جبارة وخارقة. وتميز الجمع العام العادي، ببسط الرئيس ليده على كل مراحل جدول أعماله، حيث اكتفى العضو الجامعي نور الدين البيضي بربط الفقرات، عندما كلف بقراءة التقرير الأدبي، والذي لم يتجاوز فيه الإعلان على كونه سيعرض على شكل شريط مصور، ولتنطلق الموسيقى التصويرية، ولقطات من بعض المباريات، ومقتطفات من مداخلات لقجع في بعض المناسبات. وحتى يفرض لقجع سيطرته ونفوذه على الجمع العام، لم يتخل عن عادته القديمة، وتكلف كما في المرات السابقة بعرض التقرير المالي، مبررا ذلك بخبرته وتجربته في التعامل مع الأرقام التي كانت تسلط على الشاشة، بواسطة المسلاط «داتا شو»، وليختم عرضه بكون الجامعة تسير بمبلغ زهيد قد يساوي مصاريف أحد فرق القسم الوطني الثاني، وذلك لكثرة النفقات التي توزع على المرتبات وأداء الضرائب ومصاريف المنتخبات، وأداء مستحقات بعض اللاعبين الذين يدخلون في نزاعات مع أنديتهم، وكامبيالات المقر الجامعي. وهكذا أستطاع تفتيت مبلغ 826 مليون درهم على كل مجالات الصرف. وكما في المرات السابقة، كان الوعد بإطلاع كل راغب في معرفة تفاصيل الأرقام، مع العلم بأن العديد من أرقام الجمع العام السابق لازال عصيا على الفهم، خاصة وأن لا أحد من رجال الإعلام كان يتوفر على التقرير المالي،الذي عرف لقجع كيف يفسر مداخيله ومخارجه بتجربته الكبيرة كمدير للميزانية. وبالرغم من طريقة شرح الشق المالي، فإنه لم يحض بالإجماع خلال عملية التصويت، ذلك أن ممثل شطر الجنوب صوت ضده. ومن أغرب الأطوار، في الجمع العام أنه لم يتم الإعلان عن النصاب القانوني إلا بعد التصويت على التقرير الأدبي، حيث تم التذكير بأن الحاضرين بلغ عددهم 47 من أصل 53. وقد حصل الكثير من الارتباك في الجمع العام، ذلك أنه لم يتم عد الأصوات عند التصويت، إذ كانت ترفع بعض الأيادي ليعلن عن الإجماع، ماعدا في التقرير المالي الذي – وبالرغم من كون أن كل الأيادي لم ترفع لصالحه – إلا أنه تم اعتبار أن عدد المصوتين هو 46 مقابل صوت واحد معارض. واختتم الجمع العام بإعلان كل من نوال المتوكل ومحمد عدال وحميد الصويري مغادرين للمكتب المديري، ليتم تعويضهم بكل من نزار السكتاني، رئيس أولمبيك خريبكة، ومحمد هوار، رئيس مولودية وجدة، وعبد الحميد أبرشان، رئيس إتحاد طنجة، وحكيم دومو، رئيس عصبة الغرب، فيما تأجل تعيين ممثل العصبة الوطنية لكرة القدم هواة إلى حين حسم الأمر من طرف هذه الهيأة. يذكر بأن الجمع العام حضره وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي، كما عرف توقيع اتفاقيتين بين الجامعة والعصبة الإحترافية وعصبة الهواة، وتتعلقان بالمنحة التي ستستفيدان منها، بعدما أصبحتا مستقلتين ماليا.