استهل الندوة الثقافية التي نظمها الاتحاد المغربي للزجل فرع فاس مؤخرا بتنسيق مع فرع الرابطة المغربية للصحافة الرياضية ذ حميد التشيش السيناريست المتألق بإعطاء نبذة تاريخية عن الزجل وطريقة انتقاله إلى المغرب بعد أن استوطن في الأندلس في عهد المرابطين وكيف تمكن هذا الشعر من التطور والانتشار في عدة مدن مغربية حيث كانت تنظم حلقات خاصة بالزجل ،كما كان السلاطين ينظمون مسابقات زجلية ويخصصون جوائز قيمة للفائزين من جهته سلط د عبد الفتاح ابطاني المؤلف والمخرج المسرحي المرموق الضوء على مفهوم الزجل والزجال مشيرا أن الزجال هو إنسان ليس ككل الناس فهو جوهري متأمل جاد ووجداني حر بذاته في ذاته وهو الذي يعتمد على الموروث الثقافي للسلف ويروضه على ضوء ما يجري حوله في الحاضر متحسسا ما يمكن أن يحدث في المستقبل مضيفا عليه ما يخالجه من حلم جميل أو أمل في لحظة أفضل وهو ما يصطلح عليه ببصمة الفنان أو المبدع وتلك هي الأوصاف التي تنطبق على الزجال مضيفا أن هذا المجال أصبح كغيره من المجالات لايخلو من تعفن بعد إن أنضاف إليه ثلة من المتنطعين والطفيليين أشباه الزجالين ، وبعد ذلك تطرق د ابطاني للحديث عن القصيدة الزجلية واصفا إياها بعلم قد يكون كابوسا حقيقيا ايجابيا أو سلبيا يسطرها الزجال على شكل لوحة أو بصمة مادية يتفاعل معها المتلقي مرتكزة على الحكي اليومي دون إغفال الموروث الزجلي مع كثير من الحيطة والحذر في انتقاء الكلمات ووضعها قي المكان المناسب وهو ما يعرف بالإبداع في فن الزجل الإطار الوطني الرياضي المعروف ذ عبد الرحمان السليماني تناول في كلمته موضوع قيمة الزجل في الرياضة متخذا من فاس نموذجا ذلك أن الناس كافة والصناع التقليديين كانوا يشكلون حلقات ثقافية لمناقشة عدد من المواضيع المختلفة مما افرز فكرا راقيا وشعراء زجالين مرموقين ،ثم تحدث عن تاريخ كرة القدم بفاس وارتباطها بالزجل ذلك انه كانت تتواجد بفاس فرق للأحياء تنظم دوريات رياضية وحتى يتم تشجيع اللاعبين كان عدد لايستهان به من الزجالين ينظمون قصائد تتغنى بعطاءات المتبارين يقوم الجمهور بترديدها فيزداد الحماس والتنافس الرياضي الشريف ،مؤكدا أن لعبة كرة القدم هي لاتختلف عن فن الزجل من حيث التماسك ،إذ المطلوب من اللاعب أن يرسم لوحة فنية على رقعة الملعب مراعيا حركات زملائه وتموضعهم فصد إتمام هذه القصيدة الرياضية وتتويجها بالهدف إذ يشعر اللاعبون بالفرحة والارتياح بعد ذلك على غرار شعور الزجال عندما يبدع قصيدته وخلص في مداخلته مناشدا الزاجلين أن يقتحموا عالم الرياضة بالتنسيق مع جمعيات المحبين ومقاصد الرياضة وأهدافها كل ذلك يردد في الملاعب حتى نستطيع تكوين ذوق المتفرج وإبعاده عن كل مايسيء للرياضة عامة وكرة القدم خاصة في المناقشة طالب عدد من المتدخلين بضرورة مساهمة الزجالين في الرفع من المستوي اللغوي للمتمدرسين بالمؤسسات التعليمية وعقد شراكات وتنظيم ندوات وأمسيات زجلية وتهذيب الأذواق في لغتنا العامية لقريبة جدا من اللغة العربية كما طالب البعض بإدراج مادة الشعر العامي كمادة تدريس في المؤسسات التعليمية والجامعات المغربية الجدير بالذكر أن الندوة نظمت بفضاء مقهي الناعورة على مشارف جنان السبيل الحديقة التاريخية بفاس الزاخرة بأصناف رائعة من الورود والأزهار النادرة وقصب الخيزران المياد وقد انشد عدد من الزجالين مجموعة من القصائد على نغمات السامفونية التي كان خرير مياه الناعورة يرددها وكأنه يتراقص غلى القصائد الزجلية الجدير بالذكر أن الندوة افتتحها الزجال المغربي حميد تهنية رئيس فرع الاتحاد المغربي للزجل بفاس بكلمة ترحيبية بالمشاركين في الندوة من زجالين وشعراء وإعلاميين منوها بالمجهودات التي يبذلها الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية فرع فاس الزميل محمد بوهلال دعما للثقافة والفن والرياضة بجهة فاس بولمان ،أما الزميل ادريس العادل رئيس فرع الرابطة المغربية للصحافة الرياضية فقد ركز على أهمية الندوة وهذه البادرة التي من شانها أن تخرج الزجالين من دائرتهم الضيقة وتدفع بهم إلى الانفتاح على مجالات أخرى تمس الحياة اليومية للمواطنين