استقبل الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي ادريس لشكر مصحوبا بعضوي المكتب السياسي كمال الديساوي و محمد محب بمقر الحزب بالرباط، زوال الاثنين 12 يناير 2015، كلا من رئيس الفيدرالية الوطنية لتجار منتوجات الصيد البحري بالموانئ محمد عضيض و رئيس الفيدرالية الوطنية لتجار منتوجات الصيد البحري بالموانئ و الاسواق الوطنية عبد اللطيف السعدوني والنائب الثاني لرئيس الجامعة الوطنية و منسق خاص بالبحارة إدخيرات عبد الجليل و الناطق الرسمي للجامعة الوطنية عبد الخالق جيخ. في البداية أعطى رئيس الفيدرالية الوطنية صورة واضحة عن قطاع الصيد البحري من خلال عرض تضمن جميع الحقائق التي ادت الى تدهور الوضع فأصبح مجالا للاحتقان ميزته ثقافة اللاءات بين واقع الوزارة و المهنيين، مؤكدا أن الوزارة اقفلت في وجههم أبواب الحوار والتواصل وامتنعت حتى عن الرد على مراسلاتهم المتعددة، سواء تلك التي بعثت بها الفيدرالية أوالجامعة عبر صفحات جريدة الاتحاد الاشتراكي، «التي واكبت معنا مسيرة معاناتنا»، يقول عبد اللطيف السعدوني، مضيفا «لقد أصبح القطاع مجالا للاغتناء الفاحش على حساب تجار وهيئات مهنيي الصيد الساحلي، حيث أضحى لوبي خطير هو المسيطر على المنتوج البحري»، مشيرا إلى أن «استراتيجية «أليوتيس» حين قدمت لجلالة الملك جاءت باعتبارها وصفة لتجاوز الاختلالات السابقة التي عرفها قطاع الصيد البحري، وأنها مولود جديد بأوكسجين قوي، وعاش الجميع لحظتها على هذا الحلم، الا أنه مع الاسف سرعان ما ظهرت الحقيقة المرة، وانكشف الواقع الذي مازلنا نعاني منه. لقد تشكلت نخبة مدعمة استفادت ولاتزال تستفيد من خيرات هذا القطاع، على حساب فئة المهنيين، وبالتالي ألحقت بهم أضرارا كبيرة». ثم تطرق المتدخل الى «الصناديق البلاستيكية التي ألزمتها «أليوتيس»، والتي تسببت هي الاخرى في أضرار مالية أثرت بشكل سلبي على الدخل المادي لشريحة كبيرة من المهنيين والبحارة مما جعل العديد منهم يتخذ قرار الابتعاد عن هذه المهنة والبحث عن موارد العيش بقطاعات اخرى». طُرحت ايضا قضية عدم تمثيلية البحار بالغرف، «إذ حسب الوضع الحالي فالقانون لا يسمح له بالدخول الى الغرف المهنية وهو ما يجعله يعيش على الهامش»، موضحا «أن الوزارة و المشرع مازالا يعتبران البحار مجرد أجير و ليس شريكا، مع العلم أنه فعلا شريك لدوره الهام في الصيد البحري»، مشيرا إلى «أن السياسة الحالية التي تدبرها استراتيجية «اليوتيس» حولت ميناء بوجدور، مثلا ، الى بؤرة للريع البحري والاغتناء السريع، هذا في الوقت الذي كنا ننتظر تحقيق ما كان يروج لهذه الاستراتيجية على أنها ستقوم بتقوية البنية التحتية من موانئ وأسواق ولوجيستيك وكل الخدمات الادارية و تثمين المنتوج ومحاربة الصيد الجائر ومحاربة البطالة بتشغيل ما يقارب 100 ألف يد عاملة». بعد ذلك قال السعدوني «لقد التجأنا الى حزب وطني كبير له مواقف تاريخية، لا يمكن لأي كان نكرانها، بعد ان أقفلت أمامنا الوزارة الوصية جميع ابواب الحوار، و بعد ان استفحل الفساد وتناسل الاختلال، وقد وجدنا في حزب الاتحاد الاشتراكي الصدر الكبير الذي يجمع الجميع، ويلتف حول المواطن الغيور على وطنه و مهنته... لهذا لم نكن على خطأ حين قررنا جميعا اللجوء الى بيتنا، الى دارنا، لكي نعمل سويا للدفاع عن هذا القطاع ومهنييه وتجاره وبحارته»، معبرا عن تطلع البحارة والمهنييين في أن «يتبنى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، من خلال إعلامه ونوابه بالغرفتين، قضيتنا، لأننا واثقون من أن هذا الحزب أنشئ للدفاع عن الكرامة في العيش، في الحرية، في محاربة الفساد والمفسدين، وله من الامكانيات ما يجعله قادرا على ذلك، ولنا في تاريخه العبرة واليقين». باقي المتدخلين سارو على نهج رئيس الفيدرالية مبرزين خطورة الاوضاع الحالية التي اصبحت لا تطاق داخل القطاع. الكاتب الاول ادريس لشكر، الذي استمع لكافة التدخلات بكل إمعان وتمعن، عبر عن دعم الحزب المبدئي لهذه الشريحة، كما طالب الجميع «بتنظيم هيئاتهم ورص صفوفهم، عبر لقاءات ومؤتمرات وصياغة جميع الاختلالات والنقط التي تتسبب في تأزيم الوضع داخل القطاع لتقديمها لممثلينا في غرفتي البرلمان، كما أن إعلامنا الحزبي رهن إشارتكم». أما فيما يخص الغرف فقد أكد الكاتب الاول «أنه من خلال الوضع الحالي فإن البحار لا يتوفر على شروط الانتخاب الخاصة بالغرف، لكن سنعمل على البحث عن صيغ قانونية لذلك». ارتياح عميق وشعور قوي بالمؤازرة عم جميع ممثلي هيئات الصيد الساحلي بعد هذا اللقاء، والذين أبدوا رغبتهم الكبيرة في الانخراط الكلي في الحزب لحرارة اللقاء وحفاوة الاستقبال والانفتاح الكلي لقطاعهم والدعم اللامشروط الذي لمسوه من خلال أول لقاء مع الكاتب الاول لحزب الاتحاد الاشتراكي، وهو الامر الذي جعلهم يعتبرون أنفسهم النواة الاولى لقطاع الصيد البحري للحزب، فكانت المبادرة الاولى منذ اللحظة التي غادروا فيها مقر الحزب، حيث تم الاتصال عبر التراب الوطني بجميع المهنيين المنضوين تحت لواء الجامعة الوطنية لهيئات مهنيي الصيد الساحلي والفيدرالية الوطنية لتجار منتوجات الصيد البحري بالموانئ والاسواق الوطنية، للتداول في تاريخ تنظيم لقاء وطني بالدار البيضاء وتنظيم ندوة صحفية تحت إشراف الاتحاد الاشتراكي.