أكد رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، أول أمس الأربعاء بيوكوهاما، حرص اليابان على مواصلة دعم جهود التنمية بإفريقيا عبر مزيد من تشجيع المقاولات اليابانية على الاستثمار، وكذا تعزيز الأمن والاستقرار في القارة الإفريقية. وأبرز آبي، فى كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، لقمة مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية بإفريقيا (تيكاد 7)، أمام قادة دول ورؤساء حكومات ووزراء من بلدان إفريقيا، بينها المغرب، أنه خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، بلغت استثمارات القطاع الخاص الياباني في إفريقيا 20 مليار دولار، لافتا أن طبيعة ومجالات هذه الاستثمارات متنوعة وتسعى إلى تحقيق قيمة مضافة للقارة. وتعهد رئيس الوزراء الياباني، بأن حكومته ستبذل قصارى جهدها لرفع هذه الاستثمارات الخاصة بشكل مستمر وتشجيع المقاولات اليابانية على الانتشار في إفريقيا، مشيرا إلى أن هناك تعاونا مع المؤسسات التمويلية المحلية، لوضع آليات تمكن من توفير تغطية بنسبة 100 في المئة في مجال التأمينات المتعلقة بالتجارة الخارجية لتحفيز هذه الشركات. وأشار إلى أن «تيكاد» تعزز الشراكة الاقتصادية والاستثماراث بين اليابان والقارة الإفريقية، مشيدا بالتقدم والإنجازات التي تحققت منذ قمة «التيكاد السادسة» التى احتضنتها العاصمة الكينية نيروبي في عام 2016. كما تعهد بمواصلة التعاون الإيجابى مع البلدان الإفريقية فى مجالات الصحة العامة ومكافحة الأمراض، مبرزا أن الحكومة اليابانية تستعد لإطلاق في العام المقبل «مخطط الصحة بإفريقيا» لنقل الخبرات اليابانية فى المجال إلى الدول الإفريقية وكذا التكنولوجيا. وأشار إلى أنه توجد مجالات أخرى للتعاون بين اليابان والدول الإفريقية منها حماية المحيطين الهادى والهندى ومواجهة التغيرات المناخية والاقتصاد الأزرق وإصلاح مجلس الأمن. من جانب آخر، تحدث آبي عن مشروع «تيكاد الجديد» الذي يهدف إلى تحقيق الازدهار في إفريقيا، مبرزا أن الأمر يتعلق ب»مقاربة جديدة للسلم والاستقرار في إفريقيا». وأوضح أن هذه المقاربة تسعى لدعم جهود الوقاية من النزاعات، والوساطة والتوفيق من خلال التعاون مع الاتحاد الإفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية الفرعية. وأشار إلى أن هذه المقاربة ستوفر أيضا دعما لاعتماد نظم متينة على المستوى القضائي، والإداري والتشريعي حتى لا يشهد بناء أمة خطوات نكوصية بسبب النزاعات. وذكر أن الحكومة اليابانية استضافت لحد الآن ما مجموعه 676 من عناصر الشرطة، والمدعين العامين والقضاة من 39 بلدا إفريقيا، لتوسيع معارفهم في مجال العدالة الجنائية والوقاية من الجرائم. وانطلقت الأربعاء أشغال قمة مؤتمر (تيكاد 7) بمشاركة كبار المسؤولين اليابانيين، وقادة دول ورؤساء حكومات ووزراء من بلدان إفريقيا، بينها المغرب، فضلا عن مسؤولي وممثلي منظمات وهيئات دولية وإقليمية وكذا رجال أعمال ومنظمات غير حكومية. ويمثل المغرب في هذا المنتدى، الذي ينعقد من 28 إلى 30 غشت الجاري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، الذي يرأس وفدا يضم الوزير المنتدب المكلف بالتعاون الإفريقي، محسن الجزولي، وسفير المغرب في اليابان رشاد بوهلال، والسفير مدير الشؤون الآسيوية والأوقيانوس، عبد القادر الأنصاري، والسفير مدير الوكالة المغربية للتعاون الدولي، محمد مثقال. كما تعرف هذه الدورة مشاركة عدد من الفاعلين الاقتصاديين المغاربة، خاصة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، والوكالة المغربية للطاقة المستدامة، والقطب المالي للدار البيضاء، والتجاري وفا بنك، فضلا عن مؤسسات وطنية أخرى وممثلي المجتمع المدني. وينظم مؤتمر «تيكاد» بيوكوهاما، الذي ينعقد تحت شعار «النهوض بالتنمية في إفريقيا بالاعتماد على الطاقات البشرية، والتكنولوجيا والابتكار»، بمبادرة من الحكومة اليابانية، وبشراكة مع الأممالمتحدة، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، ومفوضية الاتحاد الإفريقي والبنك الدولي.