انطلقت، مساء أول أمس الأحد 18غشت الجاري، بجوهرة المتوسط «وادي لاو»، فعاليات الدورة ال16 لمهرجان «اللمة» الثقافي، الذي يحتفي هذه السنة بالبيئة والطبيعة، وذلك تحت شعار «الطبيعة مستقبلنا» بمشاركة خبراء وجامعيين وأدباء وشعراء وفنانين ورياضيين. وتميز حفل الافتتاح بحضور الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الأخ إدريس لشكر والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية الأخ محمد بنعبد القادر ورئيس جماعة وادي لاو البرلماني عن دائرة تطوان الأخ محمد الملاحي، وعدد من البرلمانيين بالجهة ورؤساء الجماعات الترابية وشخصيات تنتمي إلى عالم السياسة والثقافة والرياضة. كما عرف حفل الافتتاح توقيع اتفاقية بين رؤساء الجماعات الترابية بالإقليم والوزارة المكلفة بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية لأجل إعادة التكوين لموظفي الجماعات الترابية وتقوية كفاءاتهم ومهاراتهم الإدارية، كما تم خلال ذات الحفل توزيع الشهادات على الموظفين الذين استفادوا من المرحلة الأولى للتكوين المستمر الذي أشرفت عليه وزارة إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية. وفي كلمته الافتتاحية أكد محمد الملاحي، رئيس جماعة وادي لاو ومدير المهرجان، على أهمية هذا الموعد الفني والثقافي، الذي بات تقليداً سنوياً، مشيراً إلى أن هذه الدورة تشكل فرصةً للتعريف بما تم تحقيقه في مجال التنمية، وكذا إبراز مؤهلات المنطقة التي تزخر بعدة خصوصيات. وأكد الملاحي أن التنمية التي عرفها وادي لاو، الذي حظي بثلاث زيارات كريمة لجلالة الملك، منحت المنطقة ككل قيمة مضافة لتكون فضاء سياحيا كبيرا ومتنوعا يضاهي أجمل المدن السياحية في المغرب، حيث باتت تستقطب أكثر من 200 ألف زائر وسائح خلال موسم الاصطياف وخاصة عند انطلاق مهرجان اللمة. وأضاف «الملاحي» أن تنظيم هذه الدورة شكل ويشكل حدثا سياسيا وثقافيا لمدينة وادي لاو، وبات يواكب الطفرة البنيوية والتنموية التي تعرفها المنطقة، موضحا أن إدارة المهرجان تسعى إلى مواكبة التحولات والنقاش الوطني، وكذا تحاول إرضاء مختلف الأذواق من خلال تنوع فقرات المهرجان. وأبرز المتحدث أن دورة بعد أخرى أصبح يتأكد لنا كمسؤولين وفاعلين جمعويين أن المدخل السياسي للتنمية هو الثقافة والتراث والبيئة، وأن الرهان على تنظيم هذه الفعاليات منذ 2003 يندرج في إطار تفعيل الحياة الثقافية للمنطقة وإبراز موروثها الحضاري وتحقيق التلاقح والتمازج بين مختلف الأشكال الفنية التراثية والعصرية الوطنية، إضافة إلى دعم الوجهة السياحية لمدينة وادي لاو الشاطئية، هذا إلى جانب إبراز موروثها الحضاري والإنساني. وبخصوص محور الدورة شدد الملاحي أن اختيار شعار «الطبيعة مستقبلنا» يندرج ضمن وعي المسؤولين عن هذا الفعل الثقافي بخطر تسارع مؤشرات التحولات البيئية والمناخية وأخطار التوحش الرأسمالي على مستقبل الأرض وتنوعها البيئي، مشددا أن الدورة ستعرف تنظيم لقاءات وندوات يؤطرها خبراء ومختصين ممن ساهموا في مؤتمر الأممالمتحدة بمراكش «كوب 22». هذا وسيعرف المهرجان، الذي يصادف هذه السنة الاحتفالات بذكرى ثورة الملك والشعب وعيد ميلاد جلالة الملك محمد السادس، مشاركة العديد من الفنانين المغاربة، من بينهم على الخصوص فنان الراب مسلم وعصام حجي وأنور الشنتوف وأيمن بنعمر وفنان الراي كاستورتليكو ومجموعة أهل الحال ومجموعة المشاهب/حمادي وجوق الهلال التطواني برئاسة الفنان علي بنعزوز، كما سيتميز المهرجان بتنظيم ورشات في الفن التشكيلي لفائدة الأطفال من تأطير الفنان عادل الربيع ودوري في كرة القدم لفائدة اليافعين والكبار. كما يتضمن برنامج المهرجان تنظيم أمسية شعرية من تأطير منتدى روافد للثقافة والفنون بمشاركة الشعراء فاطمة الميموني وأمل الأخضر ومزوار الإدريسي ورضوان أعيساتن وعزيز زوكار ومحمد البالي، هذا بالإضافة إلى ندوة علمية حول موضوع «تدمير الطبيعة وطموح التنمية المستدامة». ويهدف هذا المهرجان، الذي أضحى أحد أهم المواعيد الثقافية بشمال المغرب، إلى تحسيس الساكنة بأهمية الحفاظ على الثروة الطبيعية للمنطقة من أجل تحقيق التنمية المستدامة والنهوض بوادي لاو كوجهة سياحية متميزة. ويشار إلى أن مهرجان "اللمة" يندرج في إطار الحق في الثقافة والفنون، ومن أجل دعم الوجهة السياحية لمدينة وادي لاو الشاطئية، والتنشيط الثقافي باعتباره مرتكزاً أساسياً لتحقيق التنمية الشاملة وتوفير فضاء متجدد للتعريف وإبراز الموروث الحضاري والإنساني لمنطقة بني سعيد.