قبل حوالي ثماني سنوات، وبالضبط سنة 2007، كان مسؤولو محافظة «نوفا سكوشا» على الساحل الشرقي لكندا سعداء بالإعلان عن اكتشافات مهمة من الغاز. ثروة كانت كافية لمشاطرتها مع سكان المحافظة، الذين لا يتجاوز عددهم المائة ألف شخص، حيث كان كل فرد ينال 500 دولار كنصيب في هذه الثروة الطبيعية. غير أن الأمور أصبحت في مهب الريح مع إعلان الشركات المستغلة للغاز الطبيعية في المنطقة عن تراجع مهول في مخزونها، مما يهدد بنسف اقتصاد المحافظة. وهناك بدأ التفكير في إيجاد حلول بديلة. حل لم يكن يعتقد أي أحد أن يكون في التاريخ، أو بالأحرى في ما قبل التاريخ، أي قبل مائتي مليون سنة، عندما كانت القارات مجتمعة في قارة واحدة عملاقة تحمل اسم قارة «بانغايا»! فقد حمل نائب أحد الوزراء في المحافظة، ساندي ماكمولين، على عاتقه البحث في كتب الجغرافيا والجيولوجيا، وبنى طرحه على أن الجار القديم ل «نوفا سكوشا» قبل مائتي مليون عام، لم يكن سوى المغرب، وبما أن شركات التنقيب أعلنت عن احتمالات كبيرة لوجود النفط في السواحل المغربية، فإن سواحل المحافظة، حسب ماكمولين، ستكون بدورها غنية بهذه الثورة الطبيعية. تمسك ماكمولين بهذه النظيرة جعله يبذل جهودا كبيرا لإقناع المسؤولين بضرورة رصد 15 مليون دولار لإنجاز الأبحاث الجيولوجية الأولية بحثا عن هذا الكنز. وبالفعل تم استقدام عملاقي النفط «بريتيش بتروليوم» و»شيل» للتنقيب في سواحل المحافظة، حيث رصدتا الشركتان حوالي ملياري دولار لاستكشاف سواحل المنطقة. نتائج هذه الأبحاث كانت مفاجئة، حيث أعلنت الشركتان عن وجود مخزون نفطي في سواحل المحافظة يقدر بحوالي 8 ملايير برميل، وهو ما يمثل أربعة أضعاف ما تم استخراجه في المناطق الداخلية للمحافظة إلى حدود اليوم.