يبدو أن حرب الاستوزار داخل حزب الحركة الشعبية قد اشتعلت بشكل قوي، ما قد يصعب المهمة على امحند العنصر, الأمين العام للحركة الشعبية, لكي يختار الاسم الذي سيخلف محمد اوزين الذي تم إعفاؤه على خلفية فضيحة البرك المائية التي غمرت أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله خلال إحدى مباريات كاس العالم للأندية البطلة الذي عرفته بلادنا مؤخرا. فحسب مصادر مقربة من قيادة حزب السنبلة، لازالت أسماء كثيرة تطرح نفسها من أجل شغر حقيبة وزارة الشبيبة والرياضة التي يظهر على أن رئيس الحكومة يرغب في أن تبقى لدى حزب الحركة الشعبية، تلافيا لكل ما من شأنه أن يفتح عليه جبهة حرب استنزاف داخل التحالف الحكومي خاصة والحكومة في آخر سنوات ولايتها، ويدرك بنكيران جيدا هذا الأمر، ويأخذ احتياطاته في ذلك بعد الذي وقع مع حزب الاستقلال الذي غادر التحالف الحكومي في بداية الولاية، ثم تحذيراته الأخيرة لأعضاء حزبه وفريقه البرلماني من التمادي في انتقاد الحكومة تخوفا من إسقاطها. ومن أقوى الأسماء المرشحة لتحمل حقيبة وزارة الشباب والرياضة، أحمد الموساوي والي جهة مكناس تافيلالت والذي سبق أن كان وزيرا للشباب والرياضة باسم حزب الحركة الشعبية وفي عهده على الأقل لم يتسبب في مشاكل للحزب، وترشح المصادر اختيار هذا الاسم من قبل الأمين العام نظرا لرغبة هذا الأخير في شخصية ذات تجربة في تحمل المسؤوليات الوزارية، كي يتجنب المشاكل والفضائح التي تسبب فيها أوزين والكروج و»فضيحة الشكولاته»، ومحمد مبديع و»مشكلة روبي». ثم محمد المشهور الذي له تجربة حكومية أيضا حيث سبق أن كان وزيرا للتجارة الخارجية باسم حزب السنبلة وكان مديرا عاما الصندوق الجماعي لمنح رواتب التقاعد. وثاني الأسماء التي لها حظوظ وافرة في تقلد منصب وزير الشباب والرياضة هو عبد الرحمان زيدوح الكاتب العام السابق لنفس الوزارة وعامل مدينة الخميسات سابقا، ثم الحسين جباري الذي جاء به محمد أوزين كمستشار في الديوان، وتم تعيينه مفتشا عاما للوزارة حاليا، ويعتبر جباري احد أعضاء الحركة الشعبية المقرب من العنصر، المستشار الحالي بمجلس الرباط عن حزب السنبلة. وأفادت نفس المصادر أن أحد النساء القويات للظفر بمنصب وزيرة الشباب والرياضة، هي امرأة الأعمال الشهيرة أم البشائر, الكاتبة العامة للقطاع النسائي لحزب الحركة الشعبية المقربة من المرأة الحديدية حليمة العسالي, والتي تدخر جهودا كبيرة من أجل أن يتم إسناد هذا المنصب إلى هذه الأخيرة كي يتم التحكم في القطاع، فضلا عن إدريس السنتيسي العمدة السابق لمدينة سلا ورئيس الفريق الحركي السابق بمجلس النواب، الذي يرى في نفسه انه حان الوقت بالظفر بالمسؤولية الحكومية بالنظر لمحمد مبديع الذي يتشابه معه في المسار السياسي داخل حزب الحركة الشعبية. ومن بين الأسماء التي بإمكانها أن تخلق المفاجأة داخل حزب السنبلة، وتتحمل حقيبة الشباب والرياضة، المختار اماغو الذي جيء به من الولاياتالمتحدةالأمريكية، والذي يعتبر انتماؤه للحزب انتماء حديثا، لكن المصادر أكدت ان له دعما وسندا قويا من طرف جهات خارجة عن الحزب وبإمكانها التأثير في قرار الاختيار في إسناد هذه الحقيبة، وأظهرت كذلك فاطمة الكيحل رغبتها في تولي المسؤولية الحكومية من خلال وزارة الشباب والرياضة، خاصة أنها تعتبر نفسها أنها كانت دائما متعففة عن المناصب من أجل تسهيل مأمورية القيادة الحزبية في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمناصب، وذلك في إطار خلق نوع من التوافق، لكنها اليوم تستشعر أن الوقت حان لإنصافها كامرأة حركية. ولم تستبعد هذه المصادر، أن تخلق هذه الكثرة في الأسماء المرشحة في الاستوزار صراعات هامشية وذاتية داخل حزب الحركة الشعبية، والتي بإمكانها أن تتغذى مما أطلق عليه بالحركة التصحيحية التي يتزعمها عبد القادر تاتو عضو المكتب السياسي الذي اتخذ فيه الحزب قرار تجميد العضوية ، وتتسع رقعة المعارضين لمحند العنصر قائد الحركة الشعبية.