لا تتخَفَّوْا وراء الأقنعة... لا تقربوا القيم النبيلة للإنسانية لتغسلوا عاركم... أنتم بعيدون عن حب الناس لأنكم لا تحبون إلا أنفسكم طمعا في مباهج الدنيا تحبون أنفسكم طمعا في نصيب من السلطان أنتم من سوغ الكراهية باسم الدين تحبون أنفسكم دون الآخرين بتزكيتها دون غيرها بادعاء قربكم من الخالق لتمارسوا كل البشاعات في حق أبناء الله من البشرية التي يبلغ تعدادها ملايير البشر وكم من ملايير مرت قبلنا لا بل أنتم لا تحبون أحدا. لا تحبون حتى أنفسكم. لا تحبون شيئا. لذلك تستسهلون السبي والاسترقاق والاستعباد، تذهبون مبتهجين إلى القتل والسحل والاغتيال والذبح والرجم وكل فظاعات الدنيا ملايير البشر الذين ينظرون إلينا اليوم كأننا جزارون باسم ديننا نحن أبناء آدم كلنا نحن إخوة في البشرية كلنا نحن نحمل الحياة بين صدورنا جميعا: مسلمين ويهودا ومسيحيين وبوذيين وبراهمانيين ولادينيين ولا فضل لأحد علينا في تمتعنا بالحق في الحياة فتوقفوا عن التملق لله واتركوه مشاعا بيننا جميعا رأينا ورأيتم كيف يذبح الرجال مثل الخراف رأيتم ورأينا كيف تبقر البطون وكيف تفتح الصدور وتخرج القلوب منها وكيف تلتهم الأكباد حتى يتناثر دمها على أنياب المجرمين رأيتم ورأينا كيف تسبى النساء وتباع في سوق النخاسة والرقيق رأينا العراق والشام ولبنان واليمن وليبيا ومصر وتونس والجزائر... رأينا ولا زلنا نرى وها نحن نرى في باريس... فما رأيكم أيها المتلفعون باسم الله في هذا الدمار ما رأيكم في هذه المذابح؟ ما رأيكم في هذه الاغتيالات الجبانة؟ ما رأيكم وقد رعيتم الأفكار المجرمة، تلك التي تُفاضل بين الناس على أساس دينهم؟ ما رأيكم والعالم على شفا حفرة من جحيم؟ أهذه رسالة الله تتحقق على أيديكم؟ معاذ الله كلا. معاذ الله كلا. معاذ الله كلا. هي رسالة أبشع شيطان على وجه الأرض: شيطان الكراهية. وأنتم من توقظونه، أنتم من تذكون سطوته وجبروته... لكن لا عليكم، سيبتلعكم الطوفان حين يأتي قبل غيركم لأنكم لا تحملون إلا الحقد والضغينة. لقد ملأتم صدوركم عن آخرها بالسم الزعاف ضد من ليس على ملتكم، فلا تعجبوا غدا إن انتشر السم الزعاف فيكم أنتم قبل غيركم من العالمين... صلاح الوديع 07 يناير 2015