مما لا يختلف عليه اثنان هو كون الكتابات الأدبية العربية ذات الصبغة الفانتازية عانت ضمور و ندرة إذا لم نجزم بالغياب، إذ لم يكن تصور الفانتازيا حاضرا في أذهان المؤلفين العرب أنذاك، فمعظمها كانت تتأطر في نطاق الواقع المعيش و الأحداث العادية المألوفة بعيدا عن كل ما يمت للخيال و الميتافيزيقا بمفهومها الفلسفي بصلة، في حين أن للفانتازيا تاريخا عريقا في باقي بقاع العالم إذا ما أخذنا النموذج الهندي مع كليلة و دمنة و ألف ليلة و ليلة…و النموذج اليوناني مع الميثولوجيا الإغريقية.. حيث تتسم الفانتازيا بإطلاق العنان للخيال و الإنغماس في عالم يفتقر للقواعد الفيزيائية و الطبيعية المعهودة. وحدها حنان لاشين بمعية ثلة من المؤلفين العرب في طليعتهم عمرو عبد الحميد، قررت بعد تأليف بضع روايات اجتماعية، خوض غمارعالم الفانتازيا المختلق المجرد عن الواقع، بتأليفها لسلسلة «مملكة البلاغة» التي ابتدأت بإصدار إيكادولي سنة2017 تلتها أبادول الجزء الثاني سنة 2018 ثم أمانوس الجزء الثالث الذي نزل للأسواق في السنة الموالية، و التي لاقت_هذه السلسلة_ شهرة جيدة و استأثرت باهتمام القراء. ولدت حنان محمود لاشين(أم البنين) بمصر سنة 1971 و هي طبيبة بيطرية و مؤلفة و عضو اتحاد كتاب مصر، صدرت لها روايات أخرى قبل سلسلة إيكادولي من بينها الهالة المقدسة، كوني صحابية، غزل البنات و ممنوع الضحك…و قد أبدت حنان لاشين في مؤلفاتها حنكة كبيرة و حققت نجاحا ساحقا عبر تبنيها لأسلوب كتابة سلس تنساب معه الأحداث بشكل منظم، مع نسجها لحبكة مشوقة لا تجفن لها عين. مع توظيف مقاربة أخلاقية حاضرة بقوة و بشكل غير مبالغ فيه، تقوم على تمرير القيم النبيلة و المبادئ الخلاقة من خلال السرد الروائي الذي لا ينضب من الرسائل البناءة.. (صحفية متدربة)