الكوت ديفوار والمغرب وبروندي والسنغالوالنيجر والبنين الدول الفائزة بفئات الجائزة الإفريقية للخدمات تواصلت أشغال المنتدى الخامس العاشر للوزراء الأفارقة حول تحديث الإدارات العمومية ومؤسسات الدولة، أول أمس الثلاثاء 9 يوليوز بفاس، بمشاركة عدد من الخبراء والباحثين في مجال الإدارة والحكامة الجيدة، فضلا عن مسؤولين رفيعي المستوى في الدول الإفريقية. إذ شهدت عدد من الورشات، التي تداولت في موضوع دور الإدارات العمومية في تحقيق أهداف التنمية، نقاشات عالية المستوى تدارست خلالها أفضل السبل والحلول الممكنة من أجل تطوير الحكامة الجيدة وتحديث الإدارة وعصرنتها واستعمال التكنولوجيات الحديثة ورقمنة الإدارة حتى تساير التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم، وذلك بغرض تحقيق أهداف التنمية المستدامة بالقارة الإفريقية. كما أجرى الوزير محمد بنعبد القادر، المكلف بإصلاح الإدارة وبالوظيفة العمومية، على هامش هذا المنتدى، يوم أمس الأربعاء، مباحثات سياسية ثنائية مع عدد من نظرائه الوزراء الأفارقة، ويتعلق الأمر بكل من الوزيرة المالية والوزير البروندي والوزيرة النيجيرية. وتمحورت هذه المباحثات السياسية حول تقوية العلاقات الثنائية وتمتينها، ما بين المغرب من جهة وهذه الدول الإفريقية، وكذا تعزيز التعاون في مجال إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية وتحديثها، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والتجارب في عدد من المشاريع المتعلقة بالمجال، خاصة أن المغرب قطع أشواطا كبيرة ومهمة في مجال ورش الإصلاح الإداري المفتوح، وتعزيز النزاهة والشفافية ورقمنة الإدارة، بالإضافة إلى سن عدد من التشريعات القانونية التي تهم الإدارة، فضلا عن تجربته في الإصلاح الإداري تحت التوجيهات الملكية وتماشيا مع المقتضيات الدستورية والاستجابة لتطلعات وحاجيات المواطن والمستثمر والمقاولة. وشهد نفس اليوم لقاء للوزراء الأفارقة المكلفين بالإدارات العمومية ومؤسسات الدولة، قدم الوزراء خلاله تجارب دولهم وتطور مشاريع الإصلاح الإداري والمراحل التي قطعتها على أرض الواقع، وكذا المجهودات المبذولة من قبل هذه الدول الإفريقية بهدف إرساء إدارة حديثة وعصرية ونزيهة وشفافة تخدم المواطن والتنمية المستدامة. كما عرف يوم أمس، الحفل الختامي لتوزيع الجوائز على التجارب الرائدة للدول الفائزة في إطار الجائزة الإفريقية للخدمات العمومية، التي تعتبر حدثا هاما للتميز في مجال المرفق العام، وتهدف إلى تكريم إنجازات وإبداعات ومساهمات مؤسسات المرفق العام التي تعمل على إرساء دعائم إدارة عمومية أكثر فعالية ونجاعة بالبلدان الإفريقية. وتميزهذا الحفل الختامي بحضور مصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، ومحمد بنعبد القادر، الوزير المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، فضلا عن اثني عشر وزيرا إفريقيا. ويتمثل الهدف الرئيسي من هذه الجائزة هو تتويج ومكافأة المؤسسات العمومية بإفريقيا تقديرا على إبداعها ومساهماتها في بناء إدارة عمومية أكثر فعالية ونجاعة، قادرة على تلبية طلبات المرتفقين، وتهدف هذه المنافسة السنوية إلى إبراز الدور الذي يلعبه المرفق العام وتجسيد رؤيته وطابعه المهني والاحترافي. كما تسعى الجائزة إلى استكشاف الابتكارات في مجال الحكامة، وتحفيز الموظفين بشكل يفضي إلى دعم التجديد وتحسين صورة المرفق العام وتعزيز ثقة المواطنين بالإدارة، وتبادل المبادرات الناجحة قصد إثارة ردود الفعل داخل وخارج البلاد. وتمنح هذه الجائزة في ثلاث فئات، الإدارة الإلكترونية: «التطبيقات الذكية» و»الخدمات الإلكترونية، الابتكار وتحسين جودة الخدمات العمومية، وتعزيز مقاربة النوع والشباب ومراعاة الفئات الهشة. وهكذا فازت دولة الكوت ديفوار بجائزة التميز في فئة الإدارة الإلكترونية ودولة البنين بجائزة التشجيع في نفس الفئة، وكانت ست دول قد تنافست على هذه الجائزة. أما في ما يتعلق بالجائزة في مجال التطبيقات الذكية فقد فاز المغرب بجائزة التميز من خلال بوابة محطتي التقدم للخدمات الإلكترونية والمعلومات المتعلقة بمحطات الوقود القريبة من مستعمليها، كما فازت دولة الكوت ديفوار بجائزة التشجيع في نفس الفئة. اما بالنسبة لجائزة فئة الابتكار وتحسين جودة الخدمات العمومية فقد آلت جائزة التميز إلى دولة السنغال، وحصلت كل من دول النيجر والبنين على جائزة التشجيع في هذه الفئة التي تنافست عليها ست دول إفريقية.