خصصت صحيفة «لوموند» الفرنسية صفحة للحديث عن موضوع تسريب العديد من الوثائق لمسؤولين مغاربة في ما يعرف بتسريبات كريس كولمان، أو كما سمته الصحيفة الفرنسية «ويكليكس على الطريقة المغربية». فقد دأب هاكر مجهول الهوية، يطلق على نفسه اسم «كريس كولمان»، منذ أكثر من شهرين على نشر تسريبات تتعلق بالدبلوماسية المغربية. تسريبات تحصل عليها كما يدعي من خلال قرصنة البريد الإلكتروني لمسؤولين كبار، وعناصر من الاستخبارات، وعدد من الدبلوماسيين والصحافيين، إلى جانب البريد الخاص بوزير الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، والوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية والتعاون مباركة بوعيدة. ورغم مرور هذه المدة، تقول الصحيفة الفرنسية، إلا أن النقاش لا يزال دائرا حول مدى صحة ووثوقية تلك المستندات. إذ قام الصحافي جون مارك ماناش، المتخصص في ملفات الأمن الإلكتروني، بنشر تحقيقين حول الموضوع في موقع (arretsurimage)، وأوضح فيهما أنه من المستحيل من الناحية التقنية التأكد من صحة كل الوثائق، معترفا بأن بضع عشرات منها صحيحة، حيث نفى أن يكون الهاكر قد اختلقها من نفسه، كما تساءل عن سر صمت الحكومة لو أن الأمر كان غير صحيح. كما قال الصحفي المغربي أحمد بنشمسي من جهته إن من يختفي وراء كريس كولمان قام بالفعل بقرصنة عدد من الحسابات البريدية، حتى وإن كان هناك تغيير في عدد من الرسائل. وإذا كانت هوية القرصان غير معروفة، فإن تعاطفه البوليساريو واضح جدا. ويرى العديد من المتتبعين أن هذه التسريبات بعيدة كل البعد عن تسريبات ويكيليكس أو تسريبات إدوارد سنودن. فكريس كولمان نشر وثائق بالجملة ومراسلات دبلوماسية وصورا خاصة مع تعاليق بعبارات لاذعة، دون أن يكون لها منطق واضح، بشكل يجمع بين الحقيقة والكذب بهدف «زعزعة المغرب» كما جاء في إحدى تعليقاته.