الممرض .. العمود الفقري لكل المؤسسات الصحية بمختلف مستوياتها، «الدينامو» المحرك للعملية الاستشفائية، الذي يقوم بالعدد الأكبر من المهام لفائدة المرضى، ويتعامل مع مختلف الفئات والأشخاص، أحيانا حتى ما قبل ولادتهم، عندما تكون المرأة حاملا وتقوم بالوضع، وبعدها في مرحلة الرضاعة، فالطفولة، ثم الشباب، وعندما يبلغ المرء أشدّه، وبعد ذلك أثناء مرحلة الكهولة. طيلة هذه المسيرة العمرية، يحضر الممرض والممرضة، لتقديم حوالي 80 في المئة من الخدمات الصحية. الممرضون والتقنيون يشكلون نسبة 56 في المئة من مهنيي الصحة، يقومون بمهام جسيمة، قد تنال اعترافا من طرف البعض، وقد تواجه بالجحود والنكران من طرف البعض الآخر، خاصة من الذين ينظرون للممرض نظرة تقليدية، نظرة «الفرملي»، انطلاقا من منظور «تقزيمي»، ممن لا يزالون سجناء زمن مضى وولى، ولا يعلمون بأن الممرض إطار بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وساعد من سواعد النهوض بالمجتمع وبنائه. الممرض ليس دائما عنوانا للرشوة، للتسويف واللامبالاة … والممرضة ليست هي تلك الشابة التي تهتم بأظافرها، وتضع فواكه في جيب وزرتها، المشغولة بهاتفها النقّال .. وهي الصور النمطية التي تحاول بعض التصنيفات تكريسها وتعميمها، باعتبارها قاعدة وليست استثناء كما هو حال مختلف القطاعات. الممرض قصة ليست كباقي القصص، يومياته ولياليه حكايات تستحق أن تروى، هو جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع، بإيجابياته وسلبياته، وبالتناقضات التي يحبل بها. للتقرب أكثر من الممرضين والممرضات، تفتح «الاتحاد الاشتراكي» صفحاتها في فسحة رمضان، لعدد من المنتمين لهذه الفئة، لكي يحكوا عن طبيعة الأقدار التي ساقتهم لاختيار هذه المهنة، أو ينقلوا إلى القراء تفاصيل واقعة من الوقائع التي عاشوها والتي تركت وقعا خاصا عليهم، للكشف عن وجه آخر للممرض/الممرضة غير ذاك المتخيّل في كثير من الأذهان. القصة صارت خبر الصفحة الأولى في صحيفة وول ستريت وجعلت ناقدا بارزا مثل كريستوفر ريكز، في العادة من المدافعين عن سرقات ديلان المبتكرة، إلى التراجع والقول بأن التعدي كان «صادما جداً» (حينما أبلغ عن استخدام ديلان لكلماته، قال ساغا بأنه شعر بالشرف وليس بالإساءة). بعد ثلاثة سنوات، أطلق ديلان الأزمنة الحديثة، ألقى المستمعون بشباكهم لاصطياد الإشارات الغامضة في الألبوم الجديد، وقد عثروا عليها، من ضمنها شظايا شعرية من أوفيد وهنري تيمرود، الشاعر الجنوبي الثانوي المؤيد للكونفيدرالية. من الواضح، أن السرقات الأدبية لا يحدها الزمان أو المكان: حتى التهليل الجماهيري الكبير للنجمة الصاعدة أليشا كيز في أغنية «رعد في الجبل» اتضح أنها إعادة صياغة لأغنية التكريم القديمة الخاصة بممفيس ميني، «ما رايني»، التي سجلت في عام 1940. وهكذا، حتى وإن تمتعت الأزمنة الحديثة بمبيعات ضخمة واستحسان نقدي، حققت لديلان جائزتي غرامي، فقد جلبت الصخب المتجدد في فضاء المدونات كما في صفحات النيويورك تايمز، والتلميحات إلى أن ديلان ليس عقعق الموسيقى وإنما منتحل. إنه جدال لعصر الأنترنت الخاص بنا. بفضل التعقيد المتزايد لمحركات البحث ذات الاستخدام العام مثل جوجل، إضافة إلى تقنية المسح وظهور الفهارس الأدبية والموسيقية على الانترنت: الجاسوس المتفاني يمكنه تعقب إشارات ديلان بدون قضاء ساعات طويلة في المكتبة. قضايا الانتحال البارزة بواسطة الصحافيين، كتاب المذكرات، والمؤرخيين قد أضيفت إلى الهيجان . على أبسط المستويات القانونية، تهم الانتحال لا أساس لها. تقريبًا كل الكلمات والألحان التي تعدى عليها ديلان قد انتقلت إلى المجال العام منذ وقت طويل ومجانية للاستخدام بواسطة أي كان. البعض يحاجج بأنه إذا كان ديلان قد استخدم كلمات الآخرين وألحانهم في ألبوم من المفترض أنه مادة أصلية، فيجب عليه أن يجد طريقة للاعتراف بأكبر قدر منها، بدلاً من الادعاء بأن هذه الكلمات والألحان تقع تحت حقوقه في النشر. لكن في ما خلا سطور ياكوزا، فإن معظمها شظايا معزولة- صور وعبارات فريدة- بالكاد تقارن مع اختراع الماضي أو سرقة بحث علمي. بحسب قانون حقوق الطبع والنشر الأمريكي، تحويل معنى عمل خاضع لحقوق الطبع والنشر يمكن أن يشكل استخدام عادل، ويبدو أن ديلان ببساطة قد دون باختصار جمل صغيرة وجدها في كتب أو أغاني، ولاحقاً استخدمها لأغراض مختلفة جداً في أعماله الخاصة، بالطبع جوني متشيل نفسها اخبرت المذيع أن ديلان قد شرح لها أن هذه بالضبط هي طريقته في العمل وكيف تجد أفكاره الشرارة . فكرة أن ديلان ملفق، مالم يكن كل ما كتبه قد خرج من خياله الخاص- كلمة كلمة، ونوتة نوتة- سخيفة. بهذه المعايير، فرانز كافكا منتحل بلا ضمير كما هو آرون كوبلاند وكل عظماء الجاز. كما لاحظ الناقد الموسيقي جون بيرليز، كل الفنون- ليس فن الفولك فقط- تتضمن محادثات مع الماضي، يتغذى الفنان على كل شيء يجده في الثقافة والتاريخ بدلاً عن الادعاء بأن الثقافة والتاريخ لا وجود لهما. الأصالة النقية ليست مستحيلة فقط- إنها تزييف. هذه ليست مسألة قانون أو أخلاق فقط. إنها مسألة الأوهام التي نصنعها لنتمكن من العيش، وهذا واحد من تعاريف الفن. ديلان، فنان، سرق ما أحبه ومن ثم أحب ما سرقه بجعله جديدًا.