رمضان شهر الصيام والصحة على حدّ سواء، وإذا كان مسموحا للبعض بالإمساك عن الأكل والشرب، لما لهذه الخطوة من «عائدات» إيجابية على صحة الفرد، فإن أشخاصا آخرين يشقّ عليهم الأمر، ويحظر عليهم الصيام خشية تبعات صحية وخيمة قد ترخي بظلالها عليهم، علما بأن هناك من يمتثل لتوجيهات الأطباء، في حين يأبى البعض الآخر إلا أن يخالفها وأن يصوم شهره كاملا مهما كانت التداعيات. خلال هذا الشهر الفضيل تُطرح العديد من الأسئلة المرتبطة بالصيام، جزء منها يخص الحالات التي يمكن للأطباء فيها السماح للأشخاص بالقيام بذلك، وشقّ يتعلق بموانع الصيام الصحية، وبالإجراءات والنصائح التي يتعين اتباعها والتقيّد بها. أسئلة تؤرق بال الكثيرين، بالنسبة للحوامل، لمرضى السكري والضغط الدموي، والقصور الكلوي، وغيرها من الأمراض المزمنة… وأسئلة أخرى تخص التغذية والجانب النفسي. تلتقون خلال هذا الشهر الفضيل مع سلسلة من الحوارات التي يتحدث عبرها عدد من الأطباء العامين والمتخصصين، كل في مجاله، مجيبين عن الأسئلة التي تطفو على السطح كلما حلّ الشهر الكريم بين ظهرانينا، وذلك إسهاما في نشر ثقافة صحية سليمة وفي تحقيق توعية شاملة انسجاما مع الغاية المثلى لهذا الشهر المبارك.
– خلال شهر رمضان تتغير العادات الغذائية، ما هي ملاحظاتكم في هذا الصدد؟ -خلال شهر رمضان تتغير العادات الغذائية، ما هي ملاحظاتكم في هذا الصدد؟ -خلال هذا الشهر الفضيل نلاحظ كأطباء، مجموعة من العادات السيئة، التي يقوم بها كثير من الأشخاص التي تتمثل بالأساس في الإكثار من الأكل كمّا على مستوى السعرات الحرارية، وكيفا بالنظر إلى طريقة الأكل التي تكون بشراهة وبطريقة سريعة، مما يؤدي إلى تناول كميات كثيرة ليست بالضرورة مفيدة.وتكون أغلب موائد الإفطار خلال شهر رمضان عند العديد من الأسر عبارة عن خليط من المأكولات الغنية بالسكريات والدهنيات، وتحضر بقوة المقليات التي تتوفر على سعرات حرارية عالية. كما أننا وإلى جانب ما سبق نسجل ملاحظة أخرى ويتعلق الأمر باضطراب النوم الذي يعد قاسما مشتركا بين الكثير من الأشخاص خلال هذا الشهر. – كيف يمكن للتغذية أن تكون مضرة بصحة الصائمين عند الإفطار؟ -إن موائد من هذا القبيل لا يمكن أن تؤدي إلا لزيادة في الوزن وأن تتسبب في عسر الهضم، مما يُفقد الصائم منفعة الصيام الذي يهدف إلى إراحة الجهاز الهضمي، ويساعد على تخلص الجسم من السموم، وعلى فقدان الوزن إذا كان مصاحبا لنمط عيش غير سليم، فضلا عن تحفيز الجهاز المناعي. – ما هي التأثيرات التي قد يتسبب فيها نظام غذائي غير صحي بشكل عام؟ -إن النظام الغذائي غير الصحي عامل أساسي في زيادة الوزن والسمنة، مما يرفع من احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة كداء السكري وارتفاع الضغط والكولسترول، ونحن نعرف أن هذه الأمراض هي صامتة وفتاكة، لا تنذر المريض بالتعرض لها، وتكون لها الكثير من التداعيات الوخيمة على صحته. – ما هي الخطوات الغذائية المناسبة خلال شهر رمضان؟ -يستحب أن يتبع المواطنون نظاما غذائيا صحيا وسليما بشكل عام، وخاصة خلال شهر رمضان، وأن يتم الاقتصار على وجبتين أساسيتين هما الإفطار والسحور، مع الحرص على توازنهما، إذ يجب أن يكون هناك حضور كبير للخضراوات، لا سيما خلال وجبة الإفطار، وأن يتم إعداد الأطباق التي تتوفر على البروتينات والسكريات البطيئة، وأن يتم إدماج الفواكه الطرية عوض اعتماد العصائر، وتجنب المواد الغنية بالسكريات وتفادي المقليات.من المفيد أن يتناول الصائم بعد يوم صيام الخضر بجميع أنواعها بكثرة لفوائدها المتعددة على الصحة العامة، وأن يتم الاعتماد على البروتينات المتوفرة في الأسماك واللحوم البيضاء من الدواجن، وأن يتم استهلاك اللحوم الحمراء والبيض مرة واحدة في الأسبوع، وتفادي كل المقليات.إلى جانب ذلك يجب شرب الماء بكمية كافية ما بين الفطور والسحور، بشكل معتدل ومتفرق، وتفادي الإكثار منه خلال لحظة السحور فقط. أما بخصوص ممارسة الرياضة التي يعشق الكثير من الأشخاص القيام بتمارينها أو لعب مباراة في كرة القدم خلال شهر رمضان وتحديدا قبل موعد الإفطار، فإنه من المستحسن أن تتم ممارستها بعد 3 ساعات من الإفطار لتفادي الانعكاسات السلبية التي قد تتسبب فيها قبل هذا التوقيت.