يتسم أغلب لاعبي كرة القدم بالمحمدية بالذكاء وبالتقنيات الكروية الملفتة، ويلعبون بمستويات مختلفة، ومنهم المتألقون الذين يفرضون أنفسهم كلاعبين متميزين، ولا يوجد شك بأنهم يتمتعون بجودة عالية في اللعب، لذلك تتم مراقبتهم باستمرار من طرف عيون المسؤولين التقنيين عن المنتخبات الوطنية بكل فئاتها … المحمدية كمنبع لا ينضب لإنتاج اللاعبين المهاريين بمستويات تبهر المتتبعين، لم تبخل يوما في تزويد المنتخبات والأندية الوطنية بلاعبين ذاع صيتهم في الملاعب وطنيا، إفريقيا وعالميا، وعلى مدار عقود من الزمن … في هذا الشهر المبارك ننشر كل يوم على صفحات فسحة رمضان بجريدة الاتحاد الاشتراكي حلقات من تاريخ مشاركة لاعبين دوليين من أبناء المحمدية في المنتخبات الوطنية…
طارق شهاب من اللاعبين الصبورين، وكلاعب كرة قدم ساعده صبره وتعامله الإيجابي ليجتاز المراحل بنجاح، استطاع أن يطور مؤهلاته البدنية والتقنية والمعرفية، بوضع رجليه على الأرض، دون أن يتبجح بما وصل إليه من نجاحات طيلة مسيرته مع الكرة، خاصية لا يتمتع بها إلا من كان منضبطا وبسلوك حسن وقادر على استيعاب النصائح والملاحظات والانتقادات الموجهة له وهو تحت تصرف المدربين. طارق شهاب لاعب لا يتموقع إلا مع نفسه ومعشوقته كرة القدم، يتدرب بجدية، في عينيه إصرار ملحوظ على التطور ونهل المزيد من تقنيات الكرة وخصوصياتها، مما أهله كلاعب له مميزات خاصة ساعدته على اللعب في كل مراكز الدفاع ووسط الميدان، حسب اختيارات مدربه، وقد نجح في تقديم الإضافة في كل المراكز التي لعب فيها وأتقن فيها دوره بنجاح. من مواليد 1975/11/22 الطول 1m88 الوزن 80كلغ، الحذاء الرياضي 43، متزوج وله ثلاثة أبناء، مركز اللعب الدفاع ووسط الميدان. بداية طارق مع مداعبة الكرة كانت وهو طفل صغير مع أقرانه الذين تعلم معهم أبجديات الكرة ومداعبتها ولو بشكل عشوائي في البداية ثم على طريق التطور، مما ساعده على ظهور موهبته مبكرا. اكتشفه في المدرسة أستاذ التربية البدنية ولاعب شباب المحمدية السابق ومؤطرالفئات الصغرى عبد المجيد بوهشانة الملقب ب : (شان) ودعاه للانضمام للفئات الصغرى لشباب المحمدية، حيث كان ذلك في بداية التسعينيات من القرن الماضي، وبعد مروره بكل الفئات العمرية انضم للفريق الأول سنة 1994 حتى سنة 2001 من بداية القرن الحالي، وبعد بروزه بشكل مُلفت التقطته عيون الكشافين الدوليين وأعجبوا بقوته وتقنياته فكان ذلك هو الطريق الصحيح للاحتراف في البطولة السويسرية، التي سبق لعدد من اللاعبين المغاربة الاحتراف فيها من أمثال مصطفى يغشا وعزيز بودربالة… إلخ، وكانت البداية سنة 2001 مع نادي «زوريخ « ثم نادي «غراسبورغ»، ونادي «سيون»، و»نيوشاطيل» ونادي «زاماكوس «، وأمتدت مسيرته الاحترافية تسع سنوات، كانت ناجحة وبكل المقاييس، بالتواجد والعطاء والمردودية، ثم المكاسب المهمة التي راكمها وزادت من تكوينه فكريا ومعرفيا، ورسمت له معالم بقية الطريق التي يريد أن يسلكها، ورغم أنه مدافع فقد سجل في الاحتراف 45هدفا وهو من طينة المدافع الهداف. وفي سنة 2010 وعمره 35 سنة أنهى مشواره الاحترافي وعاد إلى ارض وطنه ليكمل مسيرته مع الحياة كما رسمها. على صعيد المنتخبات الوطنية، نودي عليه في عهد الناخب الوطني البرتغالي كويلهو سنة2001 واستمر مع المنتخب مع الزاكي و إلى غاية 2005، ولعب (20)عشرون مباراة دولية، وشارك في نهائيات بطولة أمم افريقيا بمالي 2002 وفي تونس 2004 حيث تأهل المنتخب الوطني للمباراة النهائية التي خسرها أمام تونس بهدفين لهدف واحد، وسجل مع المنتخب ثلاثة أهداف … وبعد مسيرة موفقة دامت (18)سنة على البساط الأخضر، والتمتع بلعب الكرة بكل الفئات العمرية وبين الكبار، وتسع سنوات من الاحتراف، اتجه طارق شهاب لميدان التكوين والإدارة حيث حصل على عدة دبلومات من سويسرا تخول له ذلك: دبلوم مدارس كرة القدم، وديبلوم(c) و(+c) وديبلوم (ب ويفا) (menadger General ) «مندجير» عام للفرق، وأكد أنه وضع ملفه لدى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم باعتباره لاعبا دوليا وينتظر الفرصة ودوره للحصول على دبلوم (أ) يؤهله لتدريب فرق الصفوة. ويقول طارق شهاب إنه تدرب على يد مدربين عالميين ووطنيين أكفاء تعلم منهم أشياء كثيرة ولا ينسى بدايته مع مدربين مثل شان في الأقسام الصغرى للشباب والجزائري رابح سعدان والمدرب الوطني سي محمد بريمل رحمه الله وبادو الزاكي وغيرهم … وعلى المستوى الاجتماعي فإن طارق شهاب ولحسن الحظ استفاد ماديا من سنوات احترافه واستثمر «تحويشة»عمله في مشاريع تجارية تضمن له موردا قارا لمواجهة متطلبات الحياة اليومية الصعبة، مثله مثل عدد كبير من اللاعبين الذين استطاعوا، وللحمد لله، إنقاذ أنفسهم من مخالب البطالة ومتاعب العيش، بخلاف عدد آخر منهم لم تتح لهم الفرصة للعمل ولا للتقاعد ولا لمدخول قار يضمن لهم العيش الكريم، بل خذلتهم الكرة ومسؤولوها ولم يستفيدوا شيئا ولو النزر اليسير، كما لم يتم إنصافهم أوالاعتراف بما قدموه للرياضة الوطنية عموما. نتمنى النجاح والتوفيق للرجل الهادئ طارق شهاب.