يتسم أغلب لاعبي كرة القدم بالمحمدية بالذكاء وبالتقنيات الكروية الملفتة، ويلعبون بمستويات مختلفة، ومنهم المتألقون الذين يفرضون أنفسهم كلاعبين متميزين، ولا يوجد شك بأنهم يتمتعون بجودة عالية في اللعب، لذلك تتم مراقبتهم باستمرار من طرف عيون المسؤولين التقنيين عن المنتخبات الوطنية بكل فئاتها … المحمدية كمنبع لا ينضب لإنتاج اللاعبين المهاريين بمستويات تبهر المتتبعين، لم تبخل يوما في تزويد المنتخبات والأندية الوطنية بلاعبين ذاع صيتهم في الملاعب وطنيا، إفريقيا وعالميا، وعلى مدار عقود من الزمن … في هذا الشهر المبارك ننشر كل يوم على صفحات فسحة رمضان بجريدة الاتحاد الاشتراكي حلقات من تاريخ مشاركة لاعبين دوليين من أبناء المحمدية في المنتخبات الوطنية…
يصنف حمو فضيلي ضمن اللاعبين الأقوياء الشرسين، يتمتع بقوة جسدية خارقة ويجيد المراقبة اللصيقة ونزع الكرة من المنافس، أخلاقه عالية، منضبط وودود يحب كثيرا عمله كلاعب كرة قدم، تراه أسدا يقظاً في الملعب ولا يعرف التهاون ولا استصغار المنافسين، مستواه دائما في تطور ويقدم مباريات كبيرة ومتميزة، يحبه المدربون لأنه عنصر متحرك يخدم خططهم واستراتيجيتهم .. ينتمي لأسرة فضيلي وهي عائلة معروفة بالمحمدية تستمد اسمها العائلي من اسم المحمدية السابق فضالة (فضيلي )، من مواليد مدينة الزهور 1957، متزوج وأب لأربعة أبناء، الطول 1.90 رقم الحذاء الرياضي 41، مركز اللعب وسط ميدان دفاعي وفي بعض المرات مدافع، بدأ مسيرته في لعب كرة القدم مثل جميع أطفال الحي الذي ينتمي إليه (درب مراكش )المحمدية المجاور للملعب التاريخي (ملعب العاليا)، وبدأ اللعب في الأزقة وفرق الأحياء، وبفريق حيه، ومن المعلوم أن درب مراكش يتوفر على فريقين قويين من فرق الأحياء (الأديال، والوفاء) كان لهما صيت كبير في بطولة الأحياء وأنجبا عددا من اللاعبين الموهوبين الذين انضموا للشباب والاتحاد، وفي سنة 1975 اكتشف موهبته المشرف التقني على الفئات الصغرى لشباب المحمدية المرحوم عبد القادر أيت أبا وأدمجه مباشرة في فئة الفتيان ومنها للشبان، وعلى خطوات شقيقه الأكبر انضم للدرك الملكي بعد نجاحه في مباراة الولوج في سنة 1979، وبقي في مدينة مراكش يلعب لفريق تكنة الدرك هناك، وبما أن التكنة التي ينتمي إليها، تأهلت للمباراة النهائية بين تكنات الدرك بالمغرب والتي لعبت بالرباط العاصمة، وذلك في سنة 1981، تم اختياره من بين مجموعة من اللاعبين بعد تألقه في المباراة النهائية، وبذلك انضم لنادي الجيش الملكي الذي كان يدربه آنذاك المدرب الإسباني «باريناكا» ومن اختاره هو الملياني وكليزو.. ثلاثة عشرة سنة عاشها حمو فضيلي كلاعب كرة قدم على أعلى مستوى من سنة1981حتى عام 1993 بالإضافة إلى أكثر من ست سنوات لعبها في صفوف الأقسام الصغرى، مما يعني أن حمو عاش أكثر من عشرين سنة بملاعب كرة القدم كلاعب ختمها في صفوف اتحاد اتواركة خلال موسم 93/92 .. نودي عليه للمنتخب الوطني في سنة 1981 والمغرب يستعد للمشاركة في الألعاب العربية السادسة حيث تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم للمباراة النهائية والتي شارك فيها فضيلي وكانت أول مباراة رسمية له، كما شارك في نهائيات كأس العالم 1986 بالمكسيك، واعتزل اللعب دوليا بصفة نهائية كما أكد ذلك سنة 1990، بعدما لعب 44 مباراة دولية. زين حمو فضيلي مساره كلاعب كرة قدم بألقاب أسعدته مع فريق الجيش الملكي الذي قضى معه 12 سنة كلاعب رسمي مع الكبار: ثلاث مرات درع البطولة الوطنية، ثلاث مرات كأس العرش، والفوز ببطولة إفريقيا للفرق البطلة(شمبيونز ليغ) كأول لقب للمغرب في هذه البطولة، مما فتح المجال للأندية المغربية للفوز بهذا الاستحقاق الإفريقي عدة مرات، ورغم أن حمو فضيلي لاعب وسط دفاعي فإنه سجل مع الجيش الملكي عدة أهداف حاسمة وتدرب على يد مدربين متنوعين في خططهم التقنية استفاد منهم كثيرا حسب قوله، نذكر من بينهم: كليزو، عزوز، باريناكا، فاريا، دريد… إلخ، وبعد اعتزاله اللعب نهائيا لم يترك كرة القدم بل اتجه للتكوين، حيث اشتغل مع الفئات الصغرى لنادي الجيش الملكي، التي أعطت لاعبين مهمين للفريق الأول على مدار سنوات. تقاعد حمو فضيلي من عمله في الدرك الملكي عام 2016، وهو الآن متفرغ لميدان التدريب، حيث حصل على دبلوم الدرجة(ب)ويستعد كلاعب دولي للحصول على دبلوم للتدريب درجة (أ) سيخول له تدريب فرق الصفوة في القسم الوطني الأول.