كنا نسمع في الماضي عن أزواج اشترطن استقالة زوجاتهم من العمل، على أساس أن تتولى مسؤولية التدبير الاسري ويتكلف هو بالنفقة وموارد الاسرة، الى أن ظهرت فئة أخرى من الرجال اليوم تشترط الوظيفة كشرط أساسي ضمن المعايير المبحوث عنها في شريكة العمر، وبهذا تكسر حلم العديد من الفتيات اللواتي انتظرن فارس أحلامهن ، رجلا مثاليا شهما ، كريما ربما قد يحقق لهن الرقي الاجتماعي ويرفع من مستواهن المادي مهما كان انتماؤهن الطبقي، فجميع النساء لا يقبلن الشح في العيش، و يعشقن الرجل الهداء، ويعتبرن بيت الزوجية هو الاستقرار المالي و الاجتماعي الدي يؤمن لهن ما تبقى من الحياة بعد بيت العائلة، لكن يشترط وجود زوج مؤمن... ومع تغيير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تغيرت مفاهيم الحياة، وأضحت لها طبيعة أخرى، لقد أصبحت مرهونة بقانون الربح والخسارة، حتى الزواج لم يسلك من المعادلات الحسابية، وصار الزوج يبذل جهدا كبيرا في البحث عن شريكته العاملة ، لتصير الوظيفة معيارا ضمنا مواصفات الزوجة الصالحة الا حالات نادرة يخضع فيها الزواج لمعايير موضوعية أو عاطفية، والرغبة من هدا الاختيار غالبا ما ينم عن حسابات الزوج لراتب يضاف الى راتبه لتتسع ميزانية حياته الزوجية ويحقق بعض أحلامه في اسرته لأنه كان محروما منها لضعف إمكانية العائلة، بل الإرادة لم تعد تعني العريس وحده بل أصبحت رغبة العديد من الابوين اللذين أسموه «زواج المعقول» أو «زواج لمنطق» معبرين عن ارادتهم في ضمان سعادة ابنهم بزواجه بفتاة تشغل في وظيفة ثابتة ومريحة توفر لها الإمكانيات ليعشا معا حياة راقية وسعيدة لان الراتب الواحد لا يكفي ، فتحنا النقاش في هذ الموضوع مع فئة من الشباب من مختلف الاعمار والجهات كان هناك من يؤدون الفكرة واخرون يرفضونها بل ينتقدونها بشدة.... تجربتي الشخصية جعلتني أندم على شرط الوظيفة... علي، محاسب بشركة خاصة بالدارالبيضاء، يقر أن اختياره لزوجة موظفة يعود إلى عملية حسابية تطلبت منه دراسة من مختلف الجوانب. فالراتب المحدود لا يكفي، وبالتالي كان يجب ان أختار زوجة المستقبل ليست موظفة فحسب، بل أيضا تعمل في وظيفة ثابتة ومريحة، تمكنها من ان توفق بينها وبين واجباتها العائلية، ولا بأس ان تتضمن خدمات اجتماعية وتقدم مساعدات مدرسية وطبية لما لا؟ وقع اختياري على شابة تعمل موظفة بالمكتب الوطني للموانئ، تتوفر فيها كل موصفات الزوجة الصالحة لان الوظيفة لم تكن الا شرطا ضمن الشروط، صدقوني إن قلت لكم أن العملية الحسابية التي خططتها لم تعطي نتيجة، لان زوجتي تعمل للأجل توفير راتب الشغالة + توفير راتب لمؤسسة حضانة الأطفال+ مصاريف سيارتها ومصاريف أخرى تعنيها بشكل شخصي و أحيانا بنتهي مصروفها قبل متم الشهر، نحن وابنائنا نتغدى خارج البيت طيلة الأسبوع مان قضينا نهاية الأسبوع عند احد ابوينا، فحياتنا الزوجية برغم انسجامنا لا نتذوق طعمها الا في العطل فقط نحس أننا أسرة أختم بقولي أن الوظيفة ليست شرطا للسعادة الزوجية من تجربتي الخاصة فحساباتي خرجت لي «زيد الماء زيد الدقيق».... الوظيفة وحدها لم تعد معيارا للزواج بل اضيف اليه «امتلاك الزوجة الشقة»... سميرة إعلامية بالرباط، 42 سنة، تقول أنها فسخت أزيد من أربع مرات خطبتها بسبب مصادفتها نوع من الرجال، تتحدث بقلق شديد مع انها شابة مثقفة خلوقة ابنت أصول، لم يتقرب منها إلا من علموا أنها موظفة وتملك شقة «تصوروا معي بعض زملائي في الإدارة يسألونني ان كنت أعلم ببنت تحمل نفس موصفاتي لا الأخلاقية طبعا بل موظفة وتملك شقة، و أنا شخصيا حاولت تقبل الوضع ،لان الكل يؤنبني و ويبخني على تأخيري في الزواج وكأنني أنا من أرفض لكن حاولت أربع مرات ولم أتحمل صورة زوج يتزوجني على طمع، لم يتقدم لي عاطل عن العمل لأريح نفسي بانه لا يملك مؤهلات مادية توفر له شروط الحياة الزوجية يتقدم لي رجال أغنى مني و أكثر رزقا واغلبهم يقول «لا تعولي علي في أي شيء، تكلفي بنفسك ولا تساليني عن درهم هذا شرطي الأساسي..» الثاني يقول شقته للكراء وبآتي ليسكن معي شقتي وأنا أتكلف بمصاريف البيت كاملة بما فيها التغذية وفواتير الماء والكهرباء هو فقط يوصلني للعمل ويساهم ب ألف درهم فقط في المصاريف ولا يحق لي أن أسأله عن غيرها مع أن راتبه يفوق 15الف درهم، أما الثالث فقد طالبني بسلفة 30الف درهم سوف يروجها في مشروع وحين أجبته بعدم امتلاكها، اقترح على أن اقترضها من البنك ورفضت قطع الاتصال 24 ساعة قلت له «الماء والشطابا حتى لقاع لبحر ،أما الرابع فقلت له لا تناقشني في شقتي فأنا اشتريها للأجل راحة والدتي حين تأتي لزيارتي أنا وأخواتي أو لزيارة الطبيب للرباط كي لا تجلس عند اصهارها وهي الحقيقة التي جعلتني اشتري البيت لراحتي واياها، عليك أن تعتبرني زوجة لك وان تتكلف بوجابتك، بإمكاني المساعدة مثلا في التجهيزات وبعض المصاريف الجانبية او حتى الضرورية لكن يجب أن يكون ذالك بمحضي ارادتي وأن يكون بشكل عفوي ومنسجم، «تكًرن لي في الدار» بل اشترط الزواج بالعيش معي ،وبدأ يزعجني كل صباح ومساء هل «هل فكرتي في الموضوع لن نجد أحسن من بيتك للعيش فيه معا ولك الاختيار...» وكان اختياري فعلا أن أرتاح منه ،للأسف أحمد الله أنها ليست معاناتي وحدي يوميا أجالس شابات في منتهى الجمال والأخلاق موظفات في وظائف سامية لا يحدثونني الا عن نفس ما عشته ولا زالت أعيشه بعض الحالات تصيبني بالسخرية و أخرى أشمئز من وجودها في الحياة ،وكانت تجربة للإحدى صديقاتي لقبول هدا النوع من الرجال ،اذكان الزواج قد وفر للعض النساء الحياة الزوجية فصديقتنا كان مألها السكري وأمراض الضغط لان الرجل الدي يظهر طمعه من البداية لا ترجى منه فائدة، بل وصل الحد أن يسرق دفترها البنكي ويوزع كمبيالتها على التجار لولا تضامن عائلتها لكان مصيرها السجن وهي تجد نفسها مكتوفة اليدين أمام رجل اختارها على طمع وقبلت للإرضاء المجتمع مع أنه من البداية كان واضح في أطماعه هي من تتحمل نتائج الاختيار لوحدها لم تستطيع حتى سبه لأنه أب أولادها وعند مرض زوجته تزوج الثانية بحجة الشريعة ناسيا أن تلك الشريعة نفسها تفرض عليه واجبات أخلاقية ومادية اتجاه بيته، ولا يؤديها بل عللا العكس تماما يتعم مع أخرى بمالية الأولى ،وهذا ما جعلني أطرد الخطاب الأربع حتى لا أكرر مأساة صديقتي... لو خيروني في الزوجات لاخترت ربة البيت... يرى سمير طالب سنة أولى دكتورا في موضوع «الارشاد الاسري» قناعته أن يختار الزوجة الغير موظفة لكن يشترط أن تكون متعلمة ، مضيفا أن هناك نساء عديدات تعلمن ولا يرغبن في العمل معتبرات أن العلم لا يراد منه العمل و أنها مان تزوجت فهي تفضل أن تكون ربة بيت ممتازة على أن تشتغل، أنا بدوري أحترم رغبة مثل هؤلاء النساء و أتمنى أن أتزوج من واحدة منهن ،فالمرأة بأخلاقها وقيمها ومبادئها، و اختيار الزوجة ربة منزل أو عاملة يتوقف عليه المستوى المادي للزوج وما إذا كان يؤمن مصاريف وظروف العيش للأسرة، ويضيف قائلاً: بالنسبة ليّ أفضل زوجتي ربة منزل لترعى شؤون بيتها وأبنائها دون أن تعيش ضغوطاً بين العمل والأسرة ، ولكن هناك بعض الحالات تتطلب عمل الزوجة وخاصة في ظل وجود فرصة عمل مناسبة ومدخول يساعد الأسرة، لذا ما يجعل قرار الزوج في اختيار المرأة العاملة أو ربة المنزل متوقفاً على الدخل وتغطية المصاريف، شخصيا لا أسعى الى البحث عن زوجة موظفة ولا اعتبر الوظيفة معيارا ضمن معاييري على العكس تماما لو كانت زوجتي متعلمة و ساهمت معي في تربية أبنائي ،فإن ذالك هو المشروع التنموي الحقيقي، صحيح أرغب أن تكون مربية لكن ليست شغالة لأنني أعتبر ان شغل البيت يعنينا معا و ان تكلفت بجانب التربية فسوف توفر علينا مصاريف أخرى لكن هذا لا يمنعها من مزاولة بعض الأنشطة الثقافية و الرياضية او تطوير بعض المهارات، المهم أريد أن أبلغكم رسالتي وهي أنني لا أطمح في زوجة سوف أستزف طاقتها المادية والبدنية... العمل جزء من نجاح المرأة و عليه الا يكون عثرة في سعادتها الزوجية... وتصر كوثر صيدلية من فاس، على أن عمل المرأة جزء من مكتسباتها التي أهدت اليها التحولات التي عرفها المجتمع، وهي من خلال عملها هدا تحقق استقلالية مالية تغنيها عن مد اليد سواء لشريك الحياة او رب الاسرة، لكن على الزوج الا يستغل تفكيرها الحداثي في قبولها المساهمة في التدبير المالي لحياتها الزوجية، ويترك لها الجمل بما حمل ،أعرف أزواج كانا متفهمين بالمشاركة في كل شيء ،لكن بالمساهمة و التوثيق أنا لا أنصح أي زوجة أن تعطي زوجها الثقة الكاملة ،فكم من سيدة كان مصيرها الشارع رغم أنها المساهمة الأكثر في مالية او صاحبة رأس مال شركة او عقار تركت لزوجها حرية التصرف فيه دون أن توثقه، لكن مادام هناك تفاهم على التدبير المالي فعليه أن يكون بعدل من الطرفين و أن يخضع لتوثيق ان كان يعني ممتلكات، فلا يعقل أن تشتغل سيدة حياتها كلها لتجد نفسها بعد التقاعد او وفاة الزوج فقيرة بسبب ورثة الزوج ،وهناك حالات عديدة عشنها في مجتمعنا، انا لست ضد أن تساهم المرأة في تطوير مالية أسرتها لكن مع توثيق كل ماكدته وسعت اليه من أموال مشتركة وإلا ستكون ضحية الزواج والعمل.. اختياري لزواج تقليدي كان صائبا... يقول عبد القادر فرنسي من أصل مغربي، يعمل في شركة لصنع السيارات، انه تزوج بطريقة تقليدية جدا، عند فشله في الزواج الأول بمهندسة تعمل بشركة للطيران، ورغم قصتهما الغرامية الا أن وظيفتها كانت سبب تعاستهما معا، ما جعله يعاني كأبة حادة بعد فشل زواجه الأول ،اضطره للاختيار زوجة غير موظفة حيث كلف اخواته وأمه بالبحث عن الفتاة المناسبة، دون أن يراها ،شروطه فقط اضافة الى الاخلاق والسمعة الحسنة، انها لا ترغب في العمل، «فما الفائدة أن أعيش وحيدا وأنا متزوج، في زواج السابق لم يسبق أن تذوقت طعم أغدية البيت كنت طيلة زواجنا وأنا أعيش على الوجبات السريعة، حتى العطل كنت أسافر فيها لوحدي قضينا 3 سنوات دون أن ننجب أطفالا لأنه لم يسبق ان التقينا في الفترة الطبيعية لإنجابهم، إضافة إلا أنه لم يسبق أن شاهدت بيت أهلي بالمغرب رغم سفري المتعدد لكن للأسف وحدي او رفقة العائلة الا هي، ، فعلا الزواج قسمة ونصيب لكن لا احب ان يكون عمل المرأة ضمن شروطه ،قد لا تعلمون كم تغيرت حياتي رغم أنني أنا من اختارت الحياة الزوجية الاولى وأنا من خططت لها لكن عمل زوجتي كان سبب كل مشاكلنا اليومية ولان أنا سعيد باختياري العيش على تجربة لم اجربها الابعد الزواج لكن عوضتني عن نقص عانيته كثيرا... أغلب اللذين يشترطون زوجات موظفات ملتزمون بقروض بنكية.... ليلى 32 سنة عازبة عاطلة عن العمل، اكتشفت أن أغلب من حملوا شعار (أريدها موظفة)؛ بسبب التفكير المادي لا غير فهذا الصنف من الرجال لا يسعى إلا إلى الارتباط براتب شهري مساند له كنوع من الاعتماد على راتب الزوجة دون التفكير في العواقب ؛ لأن هدفه من الزواج مادي مئة بالمئة ،كما أن نتائج هذا الزواج تنعكس على الأبناء طالما أن الأم هي من ترعى شؤونهم ومتطلباته، إضافة أن أغلب الراغبين في زوجات موظفات أكتشف وباعتراف منهم على أنهم تكبدوا قروضا بنكية اما بسبب الطيش أضاعوها في اللهو وإما أنهم اقتنوا شقة للعائلة، وما تبقى له من الراتب لن يساعده في فتح بيت للزواج الشيء الدي جعله يشترط وظيفة الزوجة لتشاركه المسؤولية في المصاريف ولا تهمهم أي تفاصيل أخرى... حتى الرجل من حقه تحقيق الرقي الاجتماعي من الزواج.... لم يتقبل مراد أستاذ الفلسفة بمراكش فكرة رفض بعض الزوجات أطماع الرجل في وظائفهن، بحجة أن أغلب النساء حققن الثراء الاجتماعي عن طريق أزوجاهن ويحق أيضا للأزواج أن يبحثون عن ذلك من خلال زوجاتهن ما معنى أن تسعى المرأة للمساواة في كل شيء وهي لا تقبل مناصفتها له في تدبير حياتهما الزوجية مادام يعملان معا ويؤسسان معا حياة زوجية المطلوب منهما المساهمة بنفس التكاليف فهما يدبران مؤسسة وتحتاج لمصاريف لا يمكن أن يكون اتكال من طرف كل منهما على الاخر، لكن المرأة عليها في هذه الحالة ان تتحرر من التفكير الرجعي، ما معنى أن تأخذ من الفكر التقليدي ما يفيد مصالحها لوحدها ،ناسية أن الرجل الذي تريده شرقيا في تفكيره فقط، هو في المصاريف نفسه من تطالب بمساواتها معه ... نساء التعليم الأكثر اختيارا في طليعة الزوجات الموظفات.... وحسب دراسة أنجزها مركز للأبحاث الاجتماعية أن بعض الازواج أصبحوا يحددون اختياراتهم، بقناعة حيث ان مهنة الزوجة هي التي تحدد فشل او نجاح الزواج، وإن كان الامر لا يخضع لمنطق ثابت. الملاحظ ان أول ما يثير اهتمام الرجل المقبل على الزواج، مهنة زوجة المستقبل، فهو يبتعد عن المهن التي لا تتقيد فيها المرأة بدوام عمل محدد كالإعلام، والطب، والشرطة، والفن، والعمل الاجتماعي والسياسي، ويفضل مقابل ذلك المهن او الوظائف التي لا تأخذ حيزا كبيرا من وقت الزوجة، مثل التدريس، لذلك فإن فرص المعلمات في الزواج أكثر حظا، ويرى صاحب الدراسة التي جعلت من المعلمات أولى المطلوبات والصحفيات في أخر اللائحة ، أن اسباب تفضيل الرجال للمعلمات يعود »وبدون أي انتقاص من نبل المهنة بطبيعة الحال، إلى تكوينهن البسيط، واهتماماتهن المحصورة في مجال التدريس«. مضيفا أن »غالبية الرجال يفضلون هذا النوع من النساء لأنهم لا يتوقعون منهن وجع الرأس بالنقاشات العميقة والتحليل الدائم والتعليق على كل كبيرة وصغيرة، ومحاسبتهم على كل كلمة او جملة ينطقون بها لإخضاعها للتأويل الاعلام عموما... كما عبر رشيد أستاذ بالسلك الثانوي بالعيون أن اختياره لزوجة في التعليم كان صائبا وليس طموحه لوحده بل اغلبية أصدقائه الأطباء ورجال السلطة يتمنون زوجة من أسرة التعليم أولا لتوقيت عملهن المناسب حيث وجود عطل في كل فترة إضافة الى تجربتهن في ميدان التربية قد يعطيهن خبرة في التربية الإيجابية والتنشئة الاجتماعية للأبناء وعليه كان شرطي الأساسي البحث عن زوجة من هيئة التعليم...