استضافت المكتبة العامة بطنجة، فعاليات الندوة التي نظمها «الراصد الوطني للنشر والقراءة» حول موضوع: «النشر والقراءة بالمغرب: عوائق ورهانات» وذلك يوم الجمعة 19 دجنبر 2014، في إطار فعاليات «المعرض الوطني الأول للإبداع والكتاب»، بمشاركة الأساتذة: العربي المصباحي (وزارة الثقافة)، عبد الهادي بن يسف (مكتبة سلمى الثقافية)، طارق سليكي (دار سليكي إخوان)، رشيد شباري (الراصد الوطني للنشر والقراءة). وقد تحدث الأستاذ العربي المصباحي في مداخلته عن إشكالية القراءة باعتبارها قضية مجتمعية، مرتبطة بالمنظومة والثقافة، وتتوزع على مختلف الأطراف المعنية، وفي الورقة نفسها تطرق إلى دور وزارة الثقافة في دعم الكتاب من خلال إنتاج سلسلة من الكتب، إحداث المكتبة الوطنية بالرباط، المعرض الدولي والمعارض الجهوية للكتاب، جائزة الكتاب في مختلف الأجناس الإبداعية التي تشرف عليها الوزارة، ضمان مشاركة الناشرين المغاربة في المعارض العربية، دعم شبكة القراءة العمومية، تخصيص خمس حافلات متنقلة للقراءة، ودعا في ختام ورقته إلى ضرورة تضافر جهود الأطراف المعنية لتجاوز إشكالية القراءة. وفي السياق نفسه، تحدث الأستاذ عبد الهادي بن يسف في مداخلته عن تجربة مكتبة سلمى الثقافية في دعم ونشر الكتاب، في ظل سيادة دور النشر ذات الهدف الربحي، مشيرا إلى أن ضعف الإقبال على القراءة، راجع إلى ضعف المستوى الاجتماعي للقارئ، وغلاء الكتاب المغربي، وإقبال القارئ على الكتب المشرقية، إضافة إلى ضعف دعم الكتاب من طرف الوزارة المعنية، مختتما ورقته بضرورة تشجيع الناشئة على القراءة والكتاب. أما الأستاذ طارق سليكي فقد تحدث في مداخلته عن غياب الاهتمام بالقراءة وحصرها بين النخبة المثقفة، وأنه من الضروري تشجيع الفرد على اقتناء الكتب المختلفة خاصة مع غياب دور المدارس والجامعات في تشجيع القراءة والتحفيز على الثقافة، أمام الزحف التكنولوجي وتعدد الفضائيات، وطغيان العولمة وسرعة المعلومة، هي وسائل حسب الأستاذ سليكي تضاعف من العزوف على القراءة إلى جانب العوامل الأخرى. وقد تساءل الأستاذ رشيد شباري في مداخلته عن وجود إرادة سياسية للنهوض بالثقافة، باعتبار أن المجتمع المعرفي قائم على الكتاب، مضيفا أن الدولة لا تتحمل مسؤوليتها في دعم الكتاب، وضعف الميزانية المخصصة للثقافة، وأن النشر يعاني من غياب مؤسسات الوسيط وكذا غياب دور الدولة في توزيع الكتاب والترويج الإعلامي، واختتم ورقته بمساهمة «الراصد الوطني للنشر والقراءة» في تشجيع القراءة من خلال ندوات وحفلات التوقيع والورشات الموجهة للناشئة.