قال الإعلامي الفنان محمد العلمي رئيس جمعية الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون بفاس .. أمام جمهور غفير غص به مركب الحرية عند افتتاح مهرجان الضحك الذي نظمته الجمعية في دورته الثامنة التي انطلقت قي 3 ابريل واستمرت إلى 7 منه تحت شعاره المستمر «فاس تبتسم ..» إن هذه الدورة عرفت حضورا وازنا لشخصيات مرموقة في عالم الفن و الثقافة، مشيرا إلى أن أعضاء الفرقة لم يشعروا بمرور ثماني سنوات على التأسيس. واعتبر أن مهرجان الضحك بفاس أصبح على موعد مع جمهور المثقفين، أملا أن يتطور العمل المسرحي بهذه المدينة المعطاءة حتى يصبح من المهرجانات الوطنية المتألقة، كما أكد أن الجمعية تسعي إلى جانب الفرجة والترفيه إلى تكوين الشباب والشابات ليتمكنوا من شق طريقهم في المجال المسرحي . وكان أول عرض فكاهي تم تقديمه في هذه الدورة مسرحية «المبروك» بطولة عبد لله ديدان و لطيفة أحرار و فريد الركراكي و نجوم الزوهرة و هاجر الشركي، ومن تأليف انس العاقل، إعداد و إخراج أمين ناسور، وهي مسرحية فرجوية ساخرة تخللتها إيقاعات موسيقية من موروثنا الفني، إذ يتم استغلال الأساطير لتصبح وسيلة للسيطرة والهيمنة لخدمة المصالح الضيقة للطبقات المهيمنة التي لا تذخر جهدا لمواصلة أنشطتها لتحقيق مصالحها الخاصة، وقد تجاوب الجمهور مع أبطال المسرحية في ما صفق كثيرا للفنانة أحرار التي نزلت من الخشبة لتشرك المتفرجين في لحظات حميمية راقصة. ومساء الخميس 4 أبريل كان موعد الجمهور الفاسي المتعطش لمثل هذا النشاط مع مسرحية «مول الدار» لفرقة الفكاهيين المتحدين بفاس، والتي قام بتشخيصها كل من أميمة مصواب، عثمان دشر، كنزة، فركاك عبد العالي، بلال نسيمة، جلال ياسين، الناصري و الفنانين المتألقين محمد العلمي وأمين ألرباطي، والمسرحية من تأليف وإخراج عز الدين حتى وسيناريو رشيد الحياني. النص المسرحي ل «مول الدار، قريب إلى الواقع المعيش بالإحياء الشعبية بفاس، يعالج مشاكل ستة أفراد يعيشون في منزل واحد في ظروف مأساوية، حيث يحكي كل واحد منهم معاناته مع مشاكل الحياة انطلاقا من ثلاث مستويات. المستوى الأول تدور أحداثه بين بائع متجول و نادلة والمستوي الثاني يشخص أحلام فنان و طالبة، أما المستوي الثالث فتدور أحداثة بين جندي متقاعد وسيدة مسنة عبر مواقف ساخرة. وخلال اليوم الثالث لمهرحان الفكاهة تم توقيع كتاب « بحال الضحك « لمؤلفه حسن نرايس، الذي أكد انه وجد صعوبة كبيرة عند كتابة مؤلفه لانعدام المراجع و لعدم اهتمام المخرجين بفن الضحك، مشيرا إلى أن مصر تعد رائدة في مجال الفكاهة ولها إنتاجات غزيرة في هذا المجال، معتبرا أن شهر رمضان هو قمة المشاهدة من طرف الجمهور، حيث تقدم مسرحيات ل اتروق أذواق المشاهدين، و ينال الممثل القسط الأوفر من النقد، بينما يقتضي الأمر توجيه ذلك إلى مؤلفي النصوص.. من جهته اعتبر الناقد الدكتور ادريس الذهبي أن كتابة الفكاهة عند العرب منعدمة رغم كثرة الممثلين المضحكين. حفل توقيع الكتأب حضره جمهور غفير من المثقفين الذين تتبعوا أشغال الندوة بفضاء دار الثقافة التي أدارها باقتدار الفنان محمد العلمي. كما كان الجمهور على موعد مع نجوم الفكاهة الذين تألقوا في برنامج «ستاند اب» الذي قدمته القناة الأولي، حيث انفجر بركان من الضحك مع نبيل الشرادي وأدام بلحاج واحمد طلس وأيوب شكود وخديجة كطاي وخالد التويس. واختتم المهرجان يوم السبت 7 ابريل بالعرض الهزلي الذي قدمته الفنانة المتألقة حنان الفضيلي بمسرح ميكاراما، حيث استعرضت فيه مجموعة من المظاهر السلبية التي يعرفها مجتمعنا في طليعتها تعاطي الشباب للمخدرات والدعارة والرشوة والمحسوبية وموجة الأغاني الساقطة إلى جانب مشكل الطلاق وعواقبه على الأطفال والأسر زيادة على ظاهرة التشرميل التي عرفتها عدد من المدن المغربية مما جعل الجماهير التي حجت بكثافة إلى القاعة تمطر الفنانة بالتصفيقات الحارة إعجابا بطاقاتها وأدائها الرائع الذي حلق بالجمهور الذي تناسى مشاكل الحياة اليومية. وعلى هامش أيام المهرجان قام مجموعة من الفنانين بتنشيط عدد من الورشات لفائدة الشباب والشابات العاشقين للمسرح في الأداء المسرحي وكتابة السيناريو والإخراج وتقنيات الارتجال.