أعلنت ثلاث أكبر شركات عقارية خاصة بالمغرب عن انخفاض قيمة مبيعاتها بنسبة 28 في المائة خلال سنة 2018، وتراجع أرباحها الصافية الموطدة بنحو 18.5 في المائة،نتيجة استمرار الأزمة التي يتخبط فيها القطاع العقاري في البلاد. ومن أبرز عناوين هذه الأزمة الانكماش الكبير للطلب، والذي يرجع في جزء كبير منه إلى ضعف القدرة الشرائية، والإرتفاع الباهظ للأسعار، والذي لم يعرف أي تصحيح يذكر رغم الأزمة التي يتخبط فيها القطاع منذ أزيد من 8 سنوات. وفي غضون ذلك تواصل الشركات سياسة العزوف عن إطلاق مشاريع جديدة والتركيز على تصفية مخزونها من الوحدات السكنية الموجودة وتدبير المديونية. في هذا السياق أعلنت شركة الضحى، أكبر الشركات العقارية الخاصة الثلاثة والمدرجة في بورصة الدارالبيضاء، عن انخفاض مبيعاتها بنحو 31.2 في المائة خلال سنة 2018 إلى 4.06 مليار درهم، وأشارت الشركة إلى أن هذا الانخفاض في المبيعات عم جميع أجزاء السوق، سواء السكن المتوسط والفاخر أم السكن الادتماعي والاقتصادي. وانخفضت الأرباح الصافية الموطدة لمجموعة الضحى بنحو 53 في المائة نازلة إلى 409 مليون درهم، مقابل 866 مليون درهم في 2017. وأوضحت شركة الضحى، التي يسيطر عليها أنس الصفريوي، أنها في إطار التكيف مع السياق الجديد قلصت من حجم إطلاق المشاريع الجديدة، وأعادت ترتيب مشاريعها الجارية مع تكثيف العمليات التجارية. كما أشارت إلى تعزيز توجهها الإفريقي بحثا عن منافذ جديدة لنشاطها. وتوسعت الشركة على الخصوص في كوت ديفوار وغينيا والسنغال. وفي هذا السياق تمكنت شركة الضحى من زيادة عدد مبيعاتها من الوحدات السكنية على التصميم في إفريقيا إلى 1700 وحدة في 2018، مقابل نحو 150 وحدة في 2017، وتمكنت بذلك من تأمين رقم معاملات يناهز 900 مليون درهم. وتركز الضحى نشاطها الإفريقي على الخصوص في كوت ديفوار التي تعتبر من الأسواق الواعدة. وفي هذا الصدد سرعت اقتناء الأراضي الجديدة بهذا البلد ليصل رصيدها العقاري فيه إلى 100 هكتار، بزيادة 40 في المائة خلال سنة، من بينها 50 هكتارا في الأحياء الراقية بالعاصمة أبيدجان حيث أطلقت الضحى علامتها للعقار الفاخر «بريستيجيا». أما مجموعة أليانس، التابعة لرجل الأعمال الأزرق النفاخ العلمي والمدرجة بدورها في البورصة، فيشير تقرير مراقب الحسابات إلى أنها لا زالت تواجه أقساط مديونية غير مسددة، إضافة إلى تداعيات تصفية شركتين فرعيتين متخصصتين في البناء والأشغال العمومية، والتي لم تنجح عملية التسوية الحبية لهما. كما أشار تقرير مراقب الحصابات إلى أن الشركة لم تقم بإعادة تقييم بعض ممتلكاتها العقارية. وأبدى التقرير بعض التحفظات إزاء الوقع الفعلي الذي يمكن أن يكون لهذه الملاحظات على نتائج الشركة، مشيرا إلى أن مسؤولي أليانس أكدوا أن الشركة بصدد استكمال مخططها لإعادة الهيكلة والذي مكنها من تخفيض مديونيتها المالية بشكل ملحوظ. وحسب البيانات المالية التي أفصحت عنها شركة أليانس فإن أرباحها الصافية خلال سنة 2018 عرفت زيادة بنحو 20.4 في المائة مقارنة مع السنة السابقة وبلغت 302 مليون درهم. فيما أعلنت أن حجم مبيعاتها ارتفع بنسبة 9 في المائة خلال نفس الفترة إلى 3.28 مليار درهم. وأشارت أليانس إلى أنها تمكنت من تخفيض حجم مديونيتها الصافية بنسبة 33.6 في المائة خلال السنة الماضية عبر عمليات إعادة الجدولة، بما في ذلك تحويل سندات إقراض إلى أسهم ومقايضة أصول عقارية مقابل ديون. وبذلك نزلت مديونيتها من2.65 مليار درهم في نهاية 2017 إلى 1.76 مليار درهم في نهاية 2018. أما شركة إقامات دار السعادة، التابعة لمجموعة برادة السني، فأعلنت عن خطة إعادة توجيه استراتيجي لنشاطها في مواجهة الأزمة، وذلك في اتجاه إعادة التركيز حول العقار السكني المتوسط والراقي، والبحث عن نموذج جديد للسكن الاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى تعزيز التوسع في الأسواق الإفريقية، خاصة في كوت ديفوار حيث حصلت على ترخيص لبناء 2000 وحدة سكنية على مساحة 40 هكتار. وأوضحت الشركة أيضا أنها واصلت الاستثمار في اقتناء الأراضي بالمغرب، خاصة في الدارالبيضاء والرباط ومراكش وطنجة، حيث استثمرت خلال 2018 في 114 هكتار جديدة. أما عن نتائجها فتشير ديار السعادة إلى انخفاض أرباحها الصافية لسنة 2018 بنحو 0.9 في المائة، لتبلغ 327.4 مليون درهم. في الوقت الذي تراجعت فيه مبيعاتها بنحو 22.6 في المائة خلال نفس الفترة إلى 1.44 مليار درهم.