ثمن رئيس اتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الحبيب المالكي، «نداء القدس» باعتباره وثيقة مرجعية للنهوض بالطابع الخاص للقدس. وأكد المالكي، في بلاغ أول أمس الاثنين، أن المملكة المغربية عاشت، نهاية الأسبوع الماضي، حدثا رمزيا وحضاريا ودينيا بالمعنى العميق لهذه الأبعاد والصفات، وذلك حين استقبل جلالة الملك محمد السادس، البابا فرنسيس، الذي قام بزيارة رسمية للمملكة، توجت بالتوقيع على «نداء القدس». واعتبر أن هذا النداء شكل وثيقة مرجعية تهدف إلى النهوض بالطابع الخاص للقدس، بوصفها مدينة متعددة الأديان، والمحافظة على بعدها الروحي ومكانتها المتميزة ورمزيتها كمدينة كونية للسلام، لها حرمتها وقدسيتها، ولها وضعها الاعتباري كتراث إنساني مشترك، وكمكان وفر للديانات السماوية الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية، أفقا للتعايش السلمي ومركزا لقيم الحوار والاحترام المتبادل. وسجل باهتمام القيمة المضافة لهذه الوثيقة الدولية، ولحدث اللقاء في حد ذاته الذي جرى في بلد إسلامي عربي بين جلالة الملك محمد السادس من موقعه كأمير للمؤمنين، وأيضا بوصفه رئيسا للجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، والبابا فرنسيس. وشدد على أن «نداء القدس»، الذي يلح على ضرورة وأهمية صيانة وتعزيز الطابع الديني المتعدد للقدس الشريف، يأتي أيضا بقوة ومرجعية ورمزية الموقعين عليه، ليتطلع بأمل إلى ضرورة ضمان حرية الولوج إلى الأماكن المقدسة في المدينة لكافة أتباع الديانات التوحيدية الثلاث، وحماية حقهم في ممارستهم الدينية واحترام شعائرهم الخاصة، والانخراط في سيرورة دائمة من روح الأخوة والمحبة والوئام. ولفت إلى أن «زيارة قداسة البابا، الثانية من نوعها بعد زيارة أولى للبابا يوحنا بولس الثاني إلى المملكة المغربية في سنة 1985، شكلت، سواء من حيث توقيتها ومكانها وبعدها الحضاري والإنساني، لحظة لها تاريخ، ولها قيمة نوعية، ولها من دون أدنى شك تأثير على مجرى الحوار بين الإسلام والمسيحية، وبالتالي الحوار بين الأديان والحضارات والثقافات، (…) مما يساعد المجتمع الدولي على تخطي أنواع سائدة من سوء الفهم وسوء التفاهم». وخلص إلى أن هذه الزيارة التاريخية «ستلفت المزيد من الانتباه إلى أولوية التسامح الديني والتساكن الروحي كقيم حية تحتاجها الإنسانية المعاصرة اليوم أكثر من أي وقت مضى، لكنها أيضا ستفتح أكثر فأكثر فهمنا الفردي والجماعي لمعنى وجوهرية نشوء وتطور وثراء الشعور الديني، وللقضايا الإيمانية الأثيرة، ولقيمة ثقافة الحوار الديني والحوار بين مختلف الديانات السماوية في عالم يتقدم نحو مستقبله وتتهدده نزوعات العنف والانحراف والتطرف».