قال الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، السيد أحمد العبادي، إن “نداء القدس”، الذي وقعه أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، وقداسة البابا فرانسيس، اليوم السبت بقاعة العرش بالقصر الملكي بالرباط، يعد بيانا أسس لقبلة مشتركة للعالمين، وفي مقدمتهم أتباع الديانات السماوية الثلاث. وشدد السيد العبادي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أن النداء تضمن إشارة قوية تمثلت في الموقعين عليه و الممثلين في “رمزين عالميين يجمعان بين السلطة الزمنية والسلطة الروحية، فأمير المؤمنين سبط خاتم النبيئين، ملك الدولة، وقداسة البابا زعيم روحي للكنيسة الكاثوليكية بالعالم، ورمز مسيحي معترف به كرئيس دولة الفاتيكان”، مضيفا أن هذا البعد الفريد الموسوم بطابع عملي للشخصيتين يعطي “للرمزية بعدا متساميا يكاد يصبح إلزاما للعالمين جميعهم”. وبعدما دعا الأمين العام لرابطة علماء المغرب إلى تكاثف الجهود لتحقيق فحوى النداء وحمولته، أكد أن التوقيع على هذه الوثيقة “يدلل على الانطلاق إلى قبلة سلامية جديدة وغير مسبوقة، تتسم بالإصرار وتكتسي صبغة شرعية لا يمكن مجادلتها”، مبرزا أن النداء كفيل بأن يضمن لحاضرة القدس الشريف وحدتها وحرمتها وبعدها الروحي، باعتبارها مدينة للسلام. وأوضح، في هذا الصدد، أن النداء سيفند القراءات المغرضة التي تريد تسييس مدينة القدس الشريف و”جعلها مكانا للتنازع”، مسجلا في المقابل الحاجة إلى المحافظة على حاضرة الديانات السماوية الثلاث، لكونها تراثا مشتركا للإنسانية، وعلى اعتبارها أرضا للقاء والتعايش السلمي. وبالنظر للمسؤولية الملقاة على عواتق أهل الديانات السماوية الثلاث، ومن ضمنهم القائمون الزمنيون على مدينة القدس الشريف، حتى يضمنوا تأبيد بقائها مركزا لقيم الاحترام المتبادل والحوار، شدد الدكتور العبادي على ضرورة صيانة وتعزيز بعد الحاضرة متعدد الأديان، والمتسم “بحمولة روحية طافحة بالطابع الهوياتي المتفرد”، مشيرا إلى أن النداء سيمكن من ضمان الولوج إلى الأماكن المقدسة لأتباع الديانات السماوية، وضمان أداء الشعائر الدينية، “حتى يكون المنطلق آذنا ببث السلام في كل أرجاء المعمور”. وقال السيد العبادي إنه بتضمين جلالة الملك خطابه أمام قداسة البابا الآية الكريمة “ق ل ي ا أ ه ل ال ك ت اب ت ع ال و ا إ ل ى ك ل م ة س و اء ب ي ن ن ا و ب ي ن ك م ” ، فإن جلالته يشدد على ضرورة التفعيل، من خلال إعطاء الآية حمولتها وبعدها الوظيفيين، ومن خلال الإقبال على البر والتقوى المؤديين إلى حالة السواء من أجل تحقيق التعارف، مع جنوح نحو السلم، ونبذ التشاكس والتنازع، بالإضافة إلى رص الصفوف من أجل رفع صرح السلام. وفي هذا الصدد، أكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن مسار المملكة المبارك تفرد كدأبها، في سلوك سبل التآخي وقبول الآخر، إسوة بزيارة البابا يوحنا بولس الثاني سنة 1985 بدعوة كريمة من جلالة المغفور له الحسن الثاني للمملكة، و”اليوم نحن شهود على فعل أمير المؤمنين في الانضمام إلى هذه الغايات المشتركة بشكل عملي تغيى حل ما استشكل حله بالنسبة للقدس الشريف”. وبعدما أكد أن زيارة البابا فرانسيس للمملكة المغربية “تعد حيدا عن المسارات غير يقينية المآل إلى الأخرى الناحية نحو السلم والأمان والتعاون”، خلص إلى أن القيادة الملهمة لأمير المؤ منين سجلت مسارا تاريخيا ما أحوج الإنسانية إليه، لافتا إلا ان “ما يميزه هو بعده العملي الوظيفي، والذي يلزم أزيد من 4 ملايير من ساكنة هذا الكوكب من الناحية المعنوية”.