تقدم إطار متمرد على جبهة البوليساريو برتبة قائد عند الخط الدفاعي معلنا رغبته في الالتحاق بالوطن الأم. وفجر المجند الشاب بمخيمات الانفصاليين فضيحة كبرى تتعلق بوجود أعداد كبيرة من المسلحين ترغب في العودة إلى المغرب، لكن الظروف والمخاوف لا تسمح لهم بذلك، وكشف الشاب الدي قالت وكالة المغرب العربي نسبة إلى مصادر عسكرية إنه يبلغ من العمر 29 سنة وكان يشتغل بما يسمى الدرك الحربي التابع للانفصاليين، وهي مليشيا مسلحة فوق التراب الجزائري، وكان قد سلم نفسه بتقدمه على متن سيارة «جيب» بألوان عسكرية، صباح أول أمس الإثنين، على مستوى خط الدفاع بمنطقة «فارسية» (منطقة واد درعة)، معلنا رغبته في الالتحاق بالوطن الأم، كشف أن هناك متمردين آخرين يرغبون في العودة إلى البلد. وبحسب مصادر متطابقة فإن أعدادا كبيرة من المسلحين تسعى للعودة إلى المغرب لكن المخابرات العسكرية الجزائرية تفرض سيطرتها بشكل شامل وتصبح محاولات الفرار من الجحيم مؤدية إلى الموت أو الوضع في دهاليز سرية ومعتقلات تدار في السر. وليست هذه هي الحالة الأولى ولن تكون الأخيرة حيث تشدد عدد من المصادر أن مايقع من حراك داخل الجزائر يدفع أكثر إلى هروب المسلحين وحتى المحتجزين لأن مصير النظام الذي رعى الانفصاليين وموَّلهم أصبح في عداد المجهول وقد يطيح الشارع المتمرد به. وعرفت نهاية السنة الماضية هروب قيادي عسكري رفيع المستوى يعمل في ما تسميه الجبهة الانفصالية بالناحية العسكرية الثانية المتواجدة بتيفاريتي، فأثناء التحضير لاحتفالات الذكرى السنوية الخامسة والأربعين لبداية الجبهة أعمالها المسلحة، لاحظت أجهزة المخابرات الجزائرية اختفاء محمد حسنة عبد الوهاب. نفس الأخبار تحدثت عن أنه توجه على متن مركبة محملة بسلاح الخدمة إلى المملكة عبر بئر كندوز، وهي الأنباء التي تناقلتها العديد من وسائل الإعلام. ولم يكن من قبيل الصدفة أن يعلن سيدي أوكال، قائد الناحية العسكرية الثانية بميليشيات البوليساريو، التي كان يشتغل بها القيادي الفار، في حوار مع موقع «الأخبار» الموريتاني أن الجبهة تشن حاليا حملة عسكرية على طول الشريط الفاصل بين الجدار الرملي المغربي والحدود الموريتانية من أجل حماية الصحراويين من تدفق المخدرات والجماعات الإرهابية.