دعا المشاركون في أشغال الملتقى الجهوي للتشغيل والتكوين بجهة الداخلة – وادي الذهب، الذي انعقد أول أمس الثلاثاء بالداخلة، إلى إحداث مرصد جهوي للتشغيل لوضع تصورات تلائم التوقعات الخاصة بمهن الغد. وأوضحوا، خلال هذا الملتقى الذي يندرج ضمن اللقاءات الجهوية التحضيرية للملتقى الوطني للتشغيل والتكوين، أنه «يتعين إحداث مرصد جهوي للتشغيل، بدعم من القطاعات الإنتاجية والمعنية، لوضع تصورات تستهدف خلق فرص للشغل ملائمة للتوقعات الخاصة بمهن الغد». وأضافوا خلال هذا اللقاء، الذي ترأسه وزير الصحة أنس الدكالي بحضور، على الخصوص، والي جهة الداخلة – وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب لامين بنعمر، أنه ينبغي اعتماد هذا التصور، على غرار تجارب دولية ناجحة تأخذ بعين الاعتبار الرقمنة ولغات الأعمال لتطوير الكفاءات وتحقيق الاندماج السوسيو اقتصادي والاجتماعي. وأشار المشاركون في الملتقى إلى ضرورة اعتماد مقاربة تحدد الأولويات وحاجيات سوق الشغل والتكوين، مع مراعاة البعد الترابي في بلورة عرض التكوين والتشغيل، وجعله أكثر ابتكارا وتطورا. ولفتوا الانتباه إلى أنه يتعين مواكبة ودعم الاستثمار لتوطين برامج للتكوين والتشغيل ملائمة للسياق الجهوي وخصوصياته، مع وجوب إضفاء الطابع الجهوي على ورش التكوين والتشغيل لضمان التقائيته مع السياسات العمومية ومخططات التنمية، وإفراز تكوين مهني مبني على العرض والطلب. ودعوا إلى إحداث لجنة جهوية بقرار ولائي يعهد بكتابتها العامة للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، على أن تضم جميع القطاعات المعنية من أجل ضمان التقائية العرض والطلب على مستوى التكوين والتشغيل والوساطة في تدبير هذا العرض، مع إشراك هيئات الوساطة الخاصة من المجتمع المدني. وألحوا على ضرورة توجيه البرامج نحو المشاريع الذاتية المنتجة والمحتضنة للتشغيل أكثر من المشاريع التقليدية غير المبتكرة، من خلال عرض للتكوين المهني الموجه نحو إحداث سلاسل للأنشطة الجديدة. ففي مجال التكوين، دعا المشاركون في الملتقى إلى ملاءمة شعب التكوين مع حاجيات سوق الشغل على الصعيد الجهوي، وإحداث مركز للتكوين لفائدة المقاولين الشباب على مستوى مؤسسات الوساطة المؤسساتية، ووضع برنامج للتأهيل المهني الموجه لفائدة الشباب حاملي الشهادات والعاطلين عن العمل بالجهة. وفي مجال الوساطة، حث المشاركون على مساعدة وإدماج حاملي الشهادات الجامعية عبر تكوينهم في القطاعات ذات الصلة، واستعمال التكنولوجيا الحديثة للتواصل لتعميم عرض التكوين والتشغيل على الباحثين عن شغل، والرفع من ولوج شباب الجهة لسوق العمل بعد تمكينهم من دورات تدريبية مؤدى عنها لتحفيزهم. وفي مجال دعم المقاولة الذاتية، دعوا إلى دعم وتشجيع إطار تشاركي للتمويل بين الأبناك والجمعيات المهنية لتسهيل إحداث مشاريع ذاتية، ومواكبة المقاولات الناشئة بالجهة في تسويق منتوجاتها والخدمات التي تقدمها، ومنح قروض الدعم بدون فائدة لحاملي المشاريع عند التأسيس. وطالبوا باتخاذ إجراءات تحفيزية لتنظيم الأنشطة ذات الصلة بالقطاع غير المنظم، وإحداث صندوق جهوي لدعم المقاولات بالجهة على أساس معايير الاستحقاق، وإعطاء الأولوية بالنسبة للمقاولات الصغرى والمتوسطة لولوج الطلبيات العمومية التي تعلن عنها المصالح اللاممركزة بالجهة. وأشاروا إلى ضرورة حصر الحاجيات من مناصب الشغل والكفاءات اللازمة للميناء الأطلسي والمنطقة الصناعية واللوجستيكية لبئر كندوز (الكركارات)، وتوجيه برامج التكوين المهني الفلاحي بالجهة نحو الأنشطة الفلاحية بمشروع إنجاز 5 آلاف هكتار، وإدماج الوحدات الست لتعليب الأسماك التي هي في طور الإنجاز بالداخلة في مخطط جهوي لتشغيل حاملي الشهادات المتوسطة وبدون شواهد.