تحت شعار « ماض عريق ومستقبل مشرق» ، انطلقت، يوم فاتح مارس الجاري ، فعاليات المعرض الوطني الأول للمعادن بفاس ، والتي تستمر إلى غاية 10 منه ، من تنظيم غرفة الصناعة التقليدية لجهة فاسمكناس بشراكة مع وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي ومجلس جهة فاسمكناس ومجلس عمالة فاس، بتنسيق مع المديرية الجهوية للصناعة التقليدية . المعرض يقام بطريق صفرو على مساحة 4000 متر مربع بمشاركة 120 عارضا وعارضة من مختلف المدن المغربية ، وقد حضر افتتاح المعرض وزير السياحة والنقل الجوي وكاتبة الدولة في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، والي جهة فاسمكناس، وعدد من المنتخبين وممثلي منابر إعلامية وطنية وجهوية . و»يندرج تنظيم المعرض، الذي بلغت تكاليفه أكثر من مليوني درهم، ضمن البرنامج الذي وضعته غرفة الصناعة التقليدية في إطار المعارض الموضوعاتية ، حيث سبق للغرفة أن نظمت المعرض الوطني الأول لفنون الخشب و أيضا المعرض الدولي الثاني لنفس المادة بمدينة مكناس ، وستعمل الغرفة مستقبلا على تنظيم معرض وطني للصناعات الجلدية ، كما تسعى إلي تنظيم مناظرة وطنية حول قطاع الصناعات التقليدية التي تشغل الآلاف من الأيدي العاملة ،حيث أن عدد المشتغلين بقطاع المعادن بفاس يبلغ 11000 صانع في مختلف مجالات التعدين ، وهو ما يمثل نسبة ثلث المشتغلين بفنون المعادن على المستوي الوطني « تقول الجهة المنظمة. وقد قام الوفد الرسمي بزيارة أروقة المعرض التي تمثل « الفضيات والنحاسيات والجواهر والبندقية المغربية و»الدمشقي» والحدادة الفنية « وغيرها من الأروقة التي عرضت أهم ما أبدعه الصناع المغاربة ، حيث نالت الإبداعات المعروضة إعجاب الحاضرين ، الأمر الذي يستدعي الاهتمام بالصناع التقليديين والانكباب على حل مشاكلهم وضمان مستقبلهم عندما تدب الشيخوخة إلى أوصالهم. واعترافا بمجهودات الصناع المهرة في هذا المجال فقد أطلق على كل ممر اسم أحد الرواد في صناعة المعادن ، أما القاعة الكبرى فأطلق عليها اسم الراحل عبد الهادي التاجموعتي الذي اشتهر بصناعة الفضيات . وفي كلمة بالمناسبة أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي «أن فاس تعد مهد الحضارة المغربية ومتحفا للصناعات التقليدية ، وعند التجول فيها نشعر أننا نغوص في أعماق الحضارة المغربية ، … ومما يثلج الصدر أن هده الصناعات يتوارثها جيل الشباب عن الرواد، علما بأن فاس أعطت الكثير للوطن في مختلف المجالات مما يستوجب العناية بها وبصناعها المهرة الذين ندرك مشاكلهم الاجتماعية وصعوباتهم وخاصة في مجال التسويق «. و أوضح رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة فاسمكناس عبد المالك بوطيب ، « أن تنظيم المعرض يأتي تفعيلا لإستراتيجية الغرفة وبرنامجها لسنة 2019، كما يدخل في إطار الاهتمام بالصانع التقليدي ودعم المقاولات لتثمين المجهودات التي يقوم بها الحرفيون»، مشيرا إلى «أن دور الغرفة هو البحث عن أسواق لترويج المنتوج وتطوير صناعة المعادن ، إذ من المتوقع أن تعقد صفقات تجارية مع الشركاء … « ، مضيفا « إن الغرفة تتحمل مصاريف الإقامة والأكل وكراء الأروقة في هذه الدورة لكن عندما يشق المعرض طريقه ويحقق أهدافه لن تكون هناك مجانية «. وحول اختيار العارضين « فإن لجنة جهوية موسعة مختلطة ضمت فيدرالية المجوهرات التي قيمت استمارات الراغبين وقررت اختيار العارضين والعارضات» . هذا ويضم المعرض، بالإضافة إلى الأروقة المتنوعة، فضاءات خاصة بالتحف ومنتجات خريجي معاهد التكوين وجناحا تجاريا للبيع وآخر للتصاميم وجناحا للعتاد التقني، وفضاء للاعلام والصحافة وآخر للأطفال ، كما يشهد تنظيم ندوات وموائد مستديرة حول قطاع التعدين يؤطرها مختصون لفائدة الحرفيين في أفق تقوية مهاراتهم .