عرفت مباراة الكلاسيكو، التي جمعت مساء أول أمس الأربعاء الجيش الملكي بالرجاء البيضاوي، برسم الجولة 19 من الدوري الاحترافي، وانتهت بهزيمة جديدة للأخير بهدفين مقابل هدف واحد، أحداث شغب خطيرة، نتجت عن الاصطدام بين رجال الأمن والقوات المساعدة والجماهير البيضاوية، وأسفرت عن عدة اعتقالات وخسائر تكبدتها مدرجات المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، بعد اقتلاع العديد من الكراسي التي استعملت كمقذوفات في مواجهة رجال الأمن. وقد أصيب مجموعة من رجال الأمن، كانت إصابة البعض منهم بليغة، ونفس الشيء في صفوف جماهير الرجاء، حيث تم نقل العديد من المصابين من الطرفين إلى المستعجلات. وفي صفوف جماهير فريق الجيش الملكي، فقد سقط مجموعة منهم بسبب التدافع، كما أصيب البعض الآخر بحروق نتيجة الشهب الإصطناعية، وهو ما استدعى تدخل رجال الوقاية المدنية لتقديم الإسعافات المطلوبة بسرعة فائقة، ومن دون الانتباه إلى ما كان يسقط فوق رؤوسهم من شهب مشتعلة. ومباشرة بعد اندلاع الشغب بمدرجات جماهير الرجاء،والتدخل القوي لرجال الأمن، وقع مصور «لو سات تيفي»في فخ مغامرته، حيث اقترب بشكل كبير من الأحداث، فكان مصيره أن أصيب بكرسي وحجر كبير، تسبب له في كسر على مستوى الكتف، كما كسرت كاميراه، وهو ما تطلب نقله على وجه السرعة إلى المستعجلات. وفي سياق متصل، فرضت هذه المباراة استدعاء 4500 رجل أمن لتأمينها، خاصة وأن فريق الجيش الملكي كان قد طرح 36000 تذكرة للبيع. وكان من بين القوات الأمنية، التي حضرت المجمع الرياضي منذ الساعة التاسعة صباحا، وتحت إشراف تام «للكولونيل» رشيد بريكات» 3000 عنصر، موزعين على كل الأجهزة والتلوينات: (الاستعلامات العامة، الخيالة، والفرقة «السيونتقنية» بكلابها المدربة، والشرطة القضائية والدراجون»، وكانت هناك أكثر من مائة سيارة تابعة للأمن الوطني، منها المجهز بكاميرات، كانت تتحرك في كل محيط الملعب والشوارع المؤدية إليه، ومنها المزود بمضخات للماء، وهي تابعة للأمن المتنقل وبلغ عددها 3، رابضت واحدة في المدخل الرئيسي الخاص بجمهور الرجاء الرياضي واثنتين قرب بوابات مدخل جماهير الجيش. وإلى جاني رجال الأمن، كان هناك حوالي 1400 شخص من رجال القوات المساعدة، والذين جاءوا في أكثر من 100 سيارة، و3 سيارات للإسعاف، وكانوا مجهزين بالعديد من المعدات الخاصة بمكافحة الشغب، إلى شاحنة كبيرة للإطفاء. وقد عانى رجال الوقاية المدينة كثيرا جراء تساقط الشهب الاصطناعية و»الشماريخ»، حيث كانوا موزعين بين مدرجات مشجعي الرجاء والجيش، وتدخلوا بالسرعة المطلوبة لإطفاء المقذوفات الحارقة لمنع تضرر الحلبة المطاطية. وبالرغم من كل الترتيبات الأمنية التي رصدت، والتفتيش الذي كان بالبوابات، والذي عاينته جريدة «الإتحاد الاشتراكي»، فإن كل المدرجات اشتعلت، حيث بلغ الأمر مداه في «كراكاج» لجمهور الفريقين، إذ أشعلت الشهب الاصطناعية و»الفوميجين» بالآلاف فوق مدرجات «المكانة» الخاصة «بالكورفاتشي»وجمهور القلعة الخضراء، وهو ما يؤكد بأن هناك العديد من الثغرات والطرق السرية التي أصبحت تلجأ إليها جماهير الفرق المغربية من أجل الإفلات من المراقبة الصارمة وإدخال كل ما هو ممنوع. كثرة الشهب المشتعلة و»الفوموجين «جعلت الملعب يغطى بالدخان، ووحدها مصابيح الهواتف النقالة كانت ترى. وكان مفروضا على الحكم المصري «جهاد جريشة» توقيف المباراة، كما يتم في العديد من الملاعب خارج الحدود، لكنه فضل استمرار اللعب (ربما يكون قد أعجب بالمشهد)، الذي كانت فيه الكثير من الخطورة على الجماهير واللاعبين. ولم يكتف جمهور الرجاء الرياضي بإدخال شهبه الملونة بالأخضر والأحمر، بل تعدى ذلك إلى العصي التي تم استعمالها في مواجهة الأمن عندما انطلقت حالة الشغب على مدرجاته.