على هامش فعاليّات مؤتمر «فكر 13» الذي تعقده مؤسّسة الفكر العربي في قصر المؤتمرات في الصخيرات- المملكة المغربية، جرى نقاش عام مع نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي الأستاذ ضاحي خلفان بعنوان «تحت الأضواء»، في مركز المؤتمرات - قاعة نيويورك. توقّف الأستاذ خلفان تميم عند أبرز القضايا التي من شأنها تحقيق الأمن، وهي: القانون، رغيف العيش، التعليم. كما ناقش إمكانية تحقيق الأمن في ظلّ بعض الظواهر المتفشّية في عددٍ من بلدان الوطن العربي، ومنها البطالة، الفساد المالي والإداري في مؤسّسات الدولة، التناحر القبلي والحزبي والطائفي، الاتكالية، اللامسؤولية، الإدارات الحكومية الفاشلة. وأكّد أنه إذا أردنا أن نبلور أمناً عربياً منيعاً، يتوجّب علينا أن نحدّد العوامل التي أدّت إلى انهيار الأمن العربي أساساً. إذ إنّ الأمن لا يتحقّق من خلال إعداد المزيد من العسكريّين وتجنيدهم، أو من خلال نشر القوّات العسكرية هنا وهناك، بل في منظومة دوائر ومؤسّسات وهيئات وطنيّة تعمل كلّها من أجل رفاهية الناس وسعادتهم. وعدّد الأستاذ ضاحي خلفان تميم الأسباب التي أدّت إلى انهيار الأمن في الوطن العربي، ومنها التدّخل الأجنبي وفرض أجنداته علينا، تفشّي الفقر في غالبيّة دولنا العربية، فقدان التخطيط الاستراتيجي لمؤسّساتنا، الاتكالية التي يعاني منها بعض المواطنين، وذلك باعتمادهم الكامل على الحكومة في تأمين معيشتهم من دون أن يبادروا إلى التفكير في حلول للمشكلات أو المشاركة في اقتراح طرق من أجل النموّ والنهوض. لذلك أضحى كلٌّ واحد يلقي باللائمة على الآخر، وتُرك التعليم بين أيادي أساتذة يدرّسون التطرّف والحقد والكراهية ويجرّدون المسلم من إسلامه بفتاوى ظلاميّة. وتابع الأستاذ ضاحي خلفان تميم بأن انهيار الأمن في الوطن العربي تجسّد أيضاً حينما تحوّلت مؤتمرات القمم العربية إلى مادة إعلامية يتندّر عليها القريب والبعيد، وحينما أسقطنا مكانة الحكومات والحكّام، وانتفى الاحترام بين الحاكم والمحكوم. هذا فضلاً عن قيام بعض الدول العربيّة بتجنيد الإعلام من أجل الإساءة إلى دول عربيّة أخرى، بحيث انتفى أيّ شكل من أشكال التعاون العربي، وحلّ الخصام والعداء، وتمّ تناسي الخصم، ناهيك بإهمال الإنسان، وبقاء التعليم في إطاره القديم، واللجوء إلى الخطابة والشعارات عوضاً عن العمل والبناء حتّى غدونا في أسفل المستويات على صعيد التنافسية العالمية. وأنهى الأستاذ ضاحي خلفان تميم كلامه مشدّداً على ضرورة بلورة نظام أمني عربي من شأنه مواجهة التحدّيات التي تشكّل خطراً على الأمّة العربية، ومن أبرزها المخطّط الإسرائيلي في المنطقة.