عادت المواجهات العنيفة للاندلاع من جديد بين مكونات جماعتي الجريات وأيت بيهي بقيادة الشكران حول من له الحق في استغلال الاراضي السلالية بالمنطقة استعملت فيها مختلف الاسلحة التقليدية ، بما فيها التهديد ببنادق الصيد، كان أخطرها المواجهة الدامية التي شهدها مساء الاربعاء 19 نونبر2014 بعد الاستعمال المكثف للحجارة من النوع المتوسط والكبير دفاعا عما أسمته القبيلتان بحقهما المشروع في استغلال تلك الاراضي بمنطقة الكعارة. الحادث اتخذ منحى خطيرا حينما عمل أفراد من قبيلة أيت بيهي على مهاجمة بعض سكان الجريات بعد شروعهم في حرث هذه المنطقة. هذه «الحرب» المندلعة منذ سنوات أسفرت خلال ذلك اليوم عن حرق 3 منازل وسيارة وعدة دراجات نارية وإتلاف عدة حظائر ورؤوس للأغنام مما ترتب عنه عدة ضحايا من الجانبين، اثنان منهم نقلا الى مستشفى الحسن الثاني بخريبكة لخطورة الاصابة . السلطات على علم جيد بملف هذه الاراضي المتنازع عليها وبتوفر شروط اندلاع هذه «الحرب» دون أن تتبنى مواقف استباقية، بل تأكد تباطؤها في التدخل لإيقاف هذا النزيف، وقد عبرت قبيلة الجريات عن امتعاضها من لامبالاة السلطات باحتجاجها امام دائرة ابي الجعد وحاول البعض منهم قطع الطريق المؤدية الى المحطة الطرقية لولا تدخل بعض افراد التنسيقية المحلية للدفاع عن سكان ابي الجعد وكذا بعض مواطني هذه القبيلة وإقناع ذويهم بالعدول عن الفكرة. بيد أن هذا المسلسل الدرامي لم تنته حلقاته بعد إذ صرحت بعض المصادر للجريدة بتعرض بعض افراد قبيلة أيت بيهي لاصابات بليغة في ذات الليلة نقل على إثرها في حالة حرجة الى المستشفى الاقليمي، كما يتم الحديث كذلك عن سرقة جرار لفلاح من نفس القبيلة . وفي إجراء متأخر تم القيام بعملية انزال مكثفة لمختلف انواع القوات العمومية وخاصة من التدخل السريع، وهو ما يطرح اسئلة جوهرية حول مقاربة السلطات للملف، وهي مقاربة لا تخلو من توجسات أمنية صرفة بغض النظر عن بنيوية الازمة القبلية الحاضرة صباح مساء، اذ كان على السلطات ،باعتبارها الوصية على تدبير ملف هذه الاراضي، أن تحاور الطرفين والعمل على الحسم النهائي في المشكل الذي يبدأ في الانتفاخ كلما قربت المحطات الانتخابية، خاصة وأن ملف هذه الاراضي يوجد في رفوف خزائن السلطات، وبالتالي يطرح معه السؤال الموضوعي التالي: لماذا تتفرج السلطات على اندلاع هذه الحرب السلالية باستمرار؟ وماهي المقاربة الناجعة لمواجهة مثل هذه الحروب القبلية مستقبلا؟ ولماذا لا يتم إنصاف الجانبين ، وخاصة المتضرر منهما، عن طريق الحوار الأخوي بين قبيلتين تعايشتا معا لقرون مضت؟!